أكتوبر "الأسود" على حزب الله.. معارضة داخلية وعزلة دولية
ميليشيا حزب الله تواجه في الداخل رفضا شعبيا من داخل معقلها في الضاحية الجنوبية ورفضا دوليا ممثلا في قرارات محاربة الممولين لها
في خطوة غير مسبوقة، شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت احتجاجات ضد ميليشيات حزب الله، على خلفية قرار إزالة محلات تجارية بدعوى أنها غير قانونية.
الاحتجاجات تخللها توجيه سباب وشتائم حادة، علناً، للأمين العام للحزب حسن نصر الله عبر شاشات التلفزة مباشرة، حيث اتهمه عدد من الأهالي بإرسال الشباب إلى سوريا للموت هناك على حساب الوطن وأولويات الفقراء. موضحين أن كل "هم نصر الله الوحيد هو المشروع الفارسي وليس لقمة عيش الفقير".
وجاء ذلك على خلفية شكوى بعض سكان حي السلم بالضاحية الجنوبية من أن الميليشيا أغلقت محالهم بالقوة بدعوى أنها غير قانونية، واستنجدوا بالرئيس اللبناني ميشيل عون ضد هذه الميليشيا.
واللافت أن هذه الشكاوى صدرت في ضاحية الجنوب، جنوب بيروت، والمعروفة بأنها معقل حزب الله.
وصرخت سيدة لبنانية في موجة غضب ضد "حزب الله" قائلة إن الحي قدم آلاف الضحايا في سبيل لبنان، وجزاؤهم كان اقتحام خفافيش الليل التابعين للحزب للضاحية لتنفيذ حملات الهدم.
وكان لافتاً هو احتجاج أهالي تلك الضاحية المعروفة بدعمها للميليشيا، ما يوضح أن كيلهم قد طفح جراء ممارسات الحزب. وهو ما برز في تهديدهم بفضح ممارسات الحزب إذا لم يتراجع عن أساليبه الاستفزازية تجاههم.
التبرم من أفعال الحزب الداخلية وسياساته الخارجية لم تكُن احتجاجات حي السلم هي أول مبلور لها، ففي مايو/أيار 2016، نظّم حزب "الانتماء اللبناني" الشيعي المعارض تظاهرة في وسط بيروت ضد مشاركة الحزب في الحرب بسوريا، وضد رهن الطائفة الشيعية اللبنانية للقرار الإيراني.
ورفع المتظاهرون حينها الأعلام اللبنانية ولافتات عملاقة تندد بتدخل الحزب في سوريا، وتشير إلى أن ليس جميع الشيعة يأتمرون بإيران.
معارضة منظمة
وبعض الرفض الشعبي لحزب الله تجسد في معارضة سياسية منظمة؛ حيث أسست شخصيات شيعية، من مختلف الأيديولوجيات والمناطق اللبنانية، كياناً جديداً يعرف بـ"نداء الدولة والمواطنة".
الكيان الذي أُعلن عن إنشائه بداية الشهر الجاري حمل شعار "آن لدولةٍ لبنانيةٍ مدنيةْ أنْ تُبنى، والانتخابات النيابيةُ بدايةُ قيامها".
وكان الهدف من تأسيس ذلك الكيان رفض سيطرة الحزب بالإضافة إلى حليفته حركة أمل، فيما يعرف بالثنائية الشيعية، على التمثيل السياسي لشيعة لبنان.
وفي هذا الصدد، أعلنت 60 شخصية شيعية، أعضاء النداء، توجيه رسالة مفادها "أن التغيير في الساحة الشيعية هو أساس مفصلي للتغيير في كل لبنان عبر وضع حد لاحتكار التمثيل الشيعي في السلطة، وتوسيعه لصالح فضاء مدني أرحب"، حسب ما جاء في بيان للنداء.
عزلة دولية
ويراقب المجتمع الدولي عن كثب سياسات ميلشيا حزب الله، مندداً بكون الحزب وسيلة إيرانية لزعزعة استقرار المنطقة والعالم.
وسبق أن دعت الأمم المتحدة لتعزيز المؤسسات اللبنانية الوطنية وخاصة الجيش اللبناني لمواجهة تأثير الحزب. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريس: "فيما يتعلق بالمؤسسات اللبنانية والمجتمع الدولي، المسألة الأساسية بالنسبة لي هي تعزيز المؤسسات اللبنانية الوطنية وخصوصا الجيش اللبناني".
وأمريكا من جانبها، أصدرت عدد من القرارات لإحجام أنشطة الحزب في المنطقة مثل فرض تجميد أصوله، وحجب التعاملات المالية، فضلاً عن فرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المتعاونة معه والمشاركة في تمويله.
ويبدو أن الشهر الجاري هو شهر كئيب للحزب وأعضائه وحلفائه؛ حيث تخلله خطوات أمريكية حازمة ضده.
فبالإضافة لقانون "وقف تمويل حزب الله لعام 2017"، عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي 127 مليوناً و350 ألف دولار مقابل معلومات لاعتقال 29 مطلوباً من منظمات منها "حزب الله" و"القاعدة"، ثم رصدت واشنطن 12 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات لمعرفة مكان أو اعتقال القياديين بالحزب طلال حمية وفؤاد شكر.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA=
جزيرة ام اند امز