ثقب أسود يهدد الحياة على الأرض.. تحذيرات من "نتائج وخيمة"
عالم فلك يؤكد أن مجالات الجاذبية في الثقوب السوداء يمكن أن تؤثر على الكوكب من مسافة بعيدة، وقد تكون خطيرة حتى من دون اصطدام مباشر
قال عالم فيزياء فلكية إن ثقبا أسود يمر بجوار كوكب نبتون قد يتسبب في "نتائج وخيمة" للحياة على الأرض من خلال إدخاله "تعديلا كبيرا" في مدارها.
وتتشكل هذه المناطق من الزمكان عندما تنهار النجوم الضخمة في نهاية دورات حياتها ويمكن أن تستمر في النمو عن طريق امتصاص النجوم والاندماج مع الثقوب السوداء الأخرى.
وأذهل هذا التفاعل العلماء لعقود من الزمن، والذين استخدموا الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يقع رصده كضوء مرئي عبر الفضاء، لتحديد وجود الثقوب السوداء.
واكتشف علماء الفلك عشرات الثقوب السوداء النجمية في الأنظمة الثنائية وتوصلوا إلى أن المصدر الراديوي المعروف باسم "منطقة الرامي أ"، في قلب مجرة درب التبانة، يحتوي على ثقب أسود هائل تبلغ كتلته نحو 4.3 مليون كتلة شمسية.
وكشف عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد الأمريكية، فابيو باكوتشي، خلال مؤتمر TedTalk كيف يمكن لهذا النوع من ظواهر الفضاء أن يشكل مخاطر فريدة على الكون من حولها.
وقال باكوتشي: "يمكن تقسيم معظم الثقوب السوداء التي وجدناها إلى نوعين رئيسيين: النوع الأصغر يسمى الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية، والتي تبلغ كتلتها نحو 100 مرة كتلة شمسنا، وتتشكل عندما يستهلك نجم ضخم كل وقوده النووي وينهار قلبه".
وأضاف: "لاحظنا العديد من هذه الأجسام على بعد 3000 سنة ضوئية ويمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 100 مليون ثقب أسود صغير في مجرة درب التبانة".
وافترض الدكتور باكوتشي أن هذا النوع من الثقوب السوداء لا يمكن أن يشكل تهديدا، مضيفا: "على الرغم من كتلتها الكبيرة، فإن نصف قطر الثقوب السوداء النجمية هو نحو 300 كيلومتر أو أقل، ما يجعل فرص الإصابة المباشرة معنا ضئيلة للغاية".
ومع ذلك، فإن مجالات الجاذبية الخاصة به يمكن أن تؤثر على الكوكب من مسافة بعيدة، وقد تكون خطيرة حتى من دون اصطدام مباشر.
ويشرح باكوتشي: "إذا مر ثقب أسود نموذجي ذو كتلة نجمية في منطقة نبتون، فسيتم تعديل مدار الأرض بشكل كبير، مع نتائج وخيمة. وما يزال الجمع بين مدى صغر حجمها ومدى اتساع المجرة يعني أن الثقوب السوداء النجمية لا تقلقنا كثيرا".
ولا يعتقد الدكتور باكوتشي أن هذا سيناريو يحتمل أن يحدث في أي وقت قريب، لكنه أرسل تحذيرا بشأن النوع الثاني من الشذوذ الكوني.
وأضاف: "لا يزال يتعين علينا أن نلتقي بالنوع الثاني، وهي الثقوب السوداء الهائلة. وهذه ثقوب ذات كتل أكبر بملايين أو مليارات المرات من شمسنا، ولها آفاق يمكن أن تمتد لمليارات الكيلومترات".
وتابع: "نمت هذه العمالقة إلى أبعاد هائلة عن طريق ابتلاع المادة والاندماج مع الثقوب السوداء الأخرى. وعلى عكس أبناء عمومتها ذات الكتلة النجمية، فإن الثقوب السوداء الهائلة لا تتجول في الفضاء. وبدلا من ذلك، تقع في مراكز المجرات، بما في ذلك مجرتنا الموجودة في مدار مستقر حول ثقب أسود في مركز درب التبانة على مسافة آمنة تبلغ 25 ألف سنة ضوئية".
وأشار الدكتور باكوتشي إلى أن العلماء يتوقعون بالفعل كيف يمكن أن يتسبب هذا الثقب الأسود في حدوث فوضى بعد مليارات السنين من الآن.
وأكد: "هذا يمكن أن يتغير. إذا اصطدمت مجرتنا بأخرى، حيث يمكن أن تتجه الأرض نحو مركز المجرة، بالقرب من الثقب الأسود الهائل بشكل يسمح بابتلاعها في النهاية. وفي الواقع، من المتوقع حدوث تصادم مع مجرة أندروميدا بعد 4 مليارات سنة من الآن، وربما لا يكون خبرا سارا لكوكبنا".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز