ثقب أسود يشعل ميلاد نجم على بعد مليون سنة ضوئية
الاكتشاف يمثل أوسع وصول على الإطلاق لثقب أسود يعمل كبداية نجمية، حيث عزز تكوين النجوم في مجرات أخرى على مسافة مليون سنة ضوئية.
تشتهر الثقوب السوداء بتمزيق الكائنات، بما في ذلك النجوم، لكن الآن اكتشف علماء الفلك ثقباً أسود ربما يكون قد أشعل ميلاد أحد النجوم، على مسافة محيرة للعقل وعبر مجرات متعددة.
ويقول تقرير نشره المعهد الوطني للفيزياء الفلكية (INAF) في بولونيا بإيطاليا، الثلاثاء، إنه إذا تم التأكد من ذلك، فإن هذا الاكتشاف الذي ساعد فيه مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا والتلسكوبات الأخرى، وتم توثيقه في العدد الأخير من دورية "علم الفلك والفيزياء الفلكية"، سيمثل أوسع وصول على الإطلاق لثقب أسود يعمل كبداية نجمية، حيث عزز تكوين النجوم في مجرات أخرى على مسافة مليون سنة ضوئية (سنة ضوئية واحدة تساوي 6 تريليونات ميل).
وقال روبرتو جيلي، الباحث بالمعهد وقائد الفريق البحثي: "هذه هي المرة الأولى التي رأينا فيها ثقباً أسود واحداً يعزز ولادة النجوم في أكثر من مجرة في وقت واحد، إنه لأمر مدهش أن تعتقد أن الثقب الأسود للمجرة يمكن أن يكون له رأي فيما يحدث في مجرات أخرى على بعد ملايين تريليونات الأميال".
والثقب الأسود هو كائن كثيف للغاية لا يمكن للضوء الهروب منه، وتسحب الجاذبية الهائلة للثقب الأسود الغاز والغبار المحيطين به، ولكن يمكن أيضاً أن تنجرف جزيئات من كمية صغيرة من هذه المادة بعيداً بسرعة الضوء تقريباً، وتشكل هذه الجسيمات سريعة الحركة عمودين ضيقين أو "نفاثات" بالقرب من أقطاب الثقب الأسود.
ويقع الثقب الأسود الهائل الذي لوحظ في الدراسة الجديدة وسط مجرة تبعد حوالي 9.9 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وتحتوي هذه المجرة على ما لا يقل عن 7 مجرات مجاورة، وفقاً لملاحظات من تليسكوب كبير جداً تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (VLT) وتلسكوب ذو مجهر كبير (LBT).
وقال ماركو مينجولي، مؤلف مشارك بالدراسة: "لقد رأى علماء الفلك العديد من الحالات التي يؤثر فيها الثقب الأسود على محيطه من خلال (ردود فعل سلبية) بمعنى آخر، تحد من تكوين النجوم الجديدة، ويمكن أن يحدث هذا عندما تقوم نفاثات الثقب الأسود بضخ الكثير من الطاقة في الغاز الساخن للمجرة، أو مجموعة المجرات، بحيث لا يمكن أن يبرد الغاز بدرجة كافية لصنع أعداد كبيرة من النجوم".
وأضاف: "في هذه المجموعة المكتشفة حديثاً من المجرات، وجد علماء الفلك مثالاً أقل شيوعاً عن (ردود الفعل الإيجابية)، حيث تزيد تأثيرات الثقب الأسود من تكوين النجوم".