«اختناقات مرورية» للثقب الأسود في مراكز المجرة
كشفت دراسة دولية رائدة، بقيادة باحثين من جامعة موناش الأسترالية، عن رؤى مهمة حول ديناميكيات الثقوب السوداء داخل الأقراص الضخمة في قلب المجرات.
ونشرت هذه الدراسة في دورية "الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، وتسلط الضوء على العمليات المعقدة التي تحكم توقيت ومواقع تفاعلات الثقب الأسود، مما قد يؤدي إلى عمليات اندماج.
وتقدم نتائج الدراسة فهما أعمق لانبعاثات موجات الجاذبية الناتجة عن اندماج الثقوب السوداء، وهي ظواهر يمكن اكتشافها بواسطة أدوات مثل مرصد موجات الجاذبية بالليزر ، فعندما يقترب ثقبان أسودان، فإنهما يزعجان الزمكان نفسه، وينبعث منهما موجات الجاذبية قبل أن يندمجا في النهاية في كيان واحد.
وشبه الدكتور إيفجيني جريشين، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه من كلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة موناش والباحث الرئيسي في الدراسة، هذه الظاهرة بتقاطع مزدحم بدون إشارات مرور، وقال: "لقد قمنا بالتحقق من تكرار ومواقع هذه التقاطعات المزدحمة".
وركز البحث في المقام الأول على قلوب المجرات، حيث يمكن للثقوب السوداء أن تخضع لعمليات اندماج متعددة بسبب قوة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود الهائل في قلب المجرة.
علاوة على ذلك، فإن وجود قرص تراكمي ضخم من الغاز يساهم في لمعان هذه المجرات، مما يصنفها على أنها نوى مجرية نشطة، ويؤدي التفاعل بين الثقوب السوداء الأصغر حجما، والغاز المحيط بها إلى هجرتها داخل القرص، وتراكمها في مناطق تُعرف باسم مصائد الهجرة، وتزيد هذه الفخاخ من احتمالية حدوث تصادمات قريبة بين الثقوب السوداء، مما قد يؤدي إلى عمليات اندماج.
وأوضح الدكتور جريشين أن "التأثيرات الحرارية تلعب دورا محوريا في هذه العملية، حيث تؤثر على موقع واستقرار مصائد الهجرة، وأحد الآثار المترتبة على ذلك هو عدم وجود مصائد الهجرة في المجرات النشطة ذات اللمعان الكبير".
ولا تؤدي اكتشافات الدراسة إلى تعزيز فهمنا لاندماجات الثقوب السوداء فحسب، بل لها أيضا آثار أوسع على علم فلك موجات الجاذبية، والفيزياء الفلكية عالية الطاقة، وتطور المجرات.
وأشار الدكتور جريشين إلى أنه "على الرغم من هذه النتائج المهمة، إلا أن الكثير عن فيزياء الثقوب السوداء والبيئات المحيطة بها لا يزال مجهولاً، ونحن سعداء بالنتائج، التي تقربنا خطوة واحدة من اكتشاف مكان وكيفية اندماج الثقوب السوداء في نوى المجرة".