"بلير هاوس".. لمسات لبنانية لمقر إقامة رؤساء أمريكا ليلة تنصيبهم
لمسات وبصمات لسيدة لبنانية الأصل تروي جزءا كبيرا من تاريخ المقر الرسمي لضيوف الرئيس الأمريكي، الشهير شعبيا باسم "بلير هاوس".
بيت تاريخي تتقاطع فيه حكايات الليلة الأخيرة لرؤساء منتخبين قبل أداء اليمين، بينهم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وأيضا الرئيس المنتخب جو بايدن.
ووفق إعلام أمريكي، نقلا عن متحدث باسم الخارجية، قَبِل بايدن عرض الإقامة بالمنزل التاريخي الواقع في شارع بنسلفانيا قرب البيت الأبيض.
لبنانية الأصل
والدها تسلل خلسة إلى سفينة نقلته مهاجرا إلى الولايات المتحدة، حيث ولدت لتصبح رئيسة أو "سيدة" البروتوكول -كما يعرفها الإعلام الأمريكي- بالبيت الأبيض.
سلوى شقير.. اسم من أصل عربي لمع نجمه في سماء البروتوكول الرسمي الأمريكي، وهي أيضا زوجة لحفيد رئيس أمريكي شهير، وأكثر من له لمسات وبصمات في "بلير هاوس".
سيدة في الـ92 من عمرها، منحت البيت الواقع في جادة بنسلفانيا لمساتها الاستثنائية، عبر مؤسسة تقوم بأعمال الصيانة والعناية بأثاثه الفاخر وتحفه، وتضطلع هي رئاسة أمنائها.
بصمات تشكل عصارة خبرتها الواسعة في مجال البروتوكول الرسمي، وهي التي كانت، بدءا من 1982، رئيسة برتبة سفير للبروتوكول في البيت الأبيض، في منصب شغلته طوال 7 سنوات من عهد الرئيس رونالد ريغان.
ووفق تقارير إعلامية تحدثت عن سيرتها الذاتية بمناسبة تعيينها قبل نحو 4 عقود في منصبها بالبيت الأبيض، فإن والد سلوى مهاجر تسلل خلسة على متن سفينة نقلته من لبنان.
رواية دعمتها تقارير عبر الإنترنت، قالت إنه تم اعتقال والدها على متن السفينة، قبل إجباره على العمل مقابل أجرة السفر، دون توضيح ما إن كان في ذلك الوقت برفقة نجلاء التي تزوجها لاحقا، أم لا.
فيما تشير رواية أخرى إلى أن والد سلوى تعرف على زوجته قبل هجرته، وهما من طائفة الدروز الموحدين، وهاجرا من بلدة "أرصون" البعيدة في قضاء بعبدا 30 كيلومترا عن العاصمة بيروت، هربا من عائلة زوجته التي رفضت زواجهما بسبب الفوارق الاجتماعية.
وعموما، ولدت سلوى في مدينة كينجسبورت بولاية تنيسي الأمريكية، وتزوجت أرشيبالد بولوك روزفلت جونيور؛ حفيد الرئيس تيودور روزفلت، وبقيا معا لمدة 40 عاما حتى وفاته عن عمر 72 عاما، دون أن ينجبا أطفالا.
كان زوجها يعمل ضابطا رفيعا بوكالة الاستخبارات الأمريكية، أما هي فكانت -لفترة- صحفية ميدانية تجولت في عدد من دول أمريكا اللاتينية
وحدث مرة أن اتصل بمنزلها في واشنطن مايكل ديفيز، كبير معاوني الرئيس ريغان، ليبلغها قرار تعيينها رئيسة التشريفات بالبيت الأبيض، لكنه لم يجدها لأنها كانت في تلك اللحظة تشتري خرزة زرقاء في البرازيل.
سلوى الحاصلة على ماجستير بالصحافة والعلاقات العامة من جامعة "فاسار" بنيويورك، كانت أيضا زميلة لجاكلين كينيدي، وصديقة لزوجها جون الرئيس الذي اغتيل رميا بالرصاص في 1963.
وهي أيضا من اقترح على الرئيس كينيدي الاستشهاد في خطاب تنصيبه بعبارة لجبران خليل جبران، فظهرت سلوى التي كانت تعمل وقتها بقسم التشريفات بالبيت الأبيض، في فيلم خلفه بالحفل، وما أن لفظ عبارة "لا تسأل ما يمكن لوطنك أن يقدم لك، بل سل ما يمكن أن تقدمه أنت لبلدك" حتى صفقت بحرارة مع المصفقين.
"بلير هاوس"
في ذلك البيت التاريخي، سيقضي بايدن ليلة تنصيبه الأسبوع المقبل، في خطوة بدت أشبه بتقليد راسخ.
أما يوم التنصيب، فعادة يبدأ بإفطار لأفراد الأسرة والأصدقاء قبل مراسم كنسية، يليها اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الرئيس جيمي كارتر (1977 - 1981) هو من بدأ هذا التقليد في بلير هاوس، ومنذ ذلك الحين قضى كل رئيس جديد ليلته الأخيرة كرئيس منتخب في المنزل بشارع بنسلفانيا.
بيت عريق بني العام 1824، وكان مملوكا لعائلة بلير لأكثر من قرن، قبل أن يشتريه الرئيس فرانكلين روزفلت في أربعينيات القرن الماضي، لاستخدامه بيتا للضيافة لاستقبال كبار الشخصيات، وفي السابق كان الرؤساء يبيتون في البيت الأبيض.