حادثة بيلوسي.. كيف استغلها الديمقراطيون والجمهوريون قبل "مذبحة نوفمبر"؟
يحبس ساسة الولايات التحدة أنفاسهم بانتظار النتائج الفاصلة لانتخابات التجديد النصفي مع اقتراب يوم الحساب السياسي في البلاد.
وقبل أيام من اقتراع التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري والذي يتوقع فيه خسارة الحزب الديمقراطي لمجلس النواب الأمريكي وتعزيز مقاعده في مجلس الشيوخ، تتحول أي قضية تطرأ على النقاش العام الى قضية سياسية وإن لم تكن في طبيعتها كذلك.. وتتحول الأمور البسيطة إلى قضايا انتخابية كبيرة تشهد تنافسا واسعا.
وقبل ما يقرب من أسبوع، هيمنت حادثة اقتحام منزل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والاعتداء على زوجها بول بيلوسي (82 عاما) على ساحة المناقشات العامة.
وتحولت هذه الجريمة إلى قضية رأي عام، وقضية في صلب الحملات الانتخابية وقد تبادل فيها الجميع إلقاء التهم وتوظيفها واستغلالها لتحقيق مكتسبات انتخابية.
أما الديمقراطيون، فقد قال تقرير لفوكس نيوز إنهم يرون الهجوم على بول بيلوسي نتيجة مباشرة لحملة استمرت ما يقرب من عقدين لتشويه سمعة رئيسة مجلس النواب باعتبارها التجسيد الحي لما يكرهه الجمهوريون بشأن الحزب الديمقراطي.
وقالت النائبة إلهان عمر، وهي ديمقراطية، إن "الهجوم على عائلة بيلوسي لم يكن عملاً عشوائيًا". بل إنه، في رأيها، النتيجة المنطقية لحزب جمهوري استهدف المتحدث ونساء بارزات أخريات في الحياة العامة لأكثر من عقد حتى الآن.
كما اعتبر النائب إريك سوالويل، الديمقراطي من كاليفورنيا، والذي تعرض بنفسه لتهديدات بالقتل، أن الرئيس السابق دونالد ترامب والمشرعين الجمهوريين قد خلقوا بيئة سياسية يُنظر فيها إلى العنف على أنه مقبول.
وأضاف: "يجب أن نرسم الخطوط المستقيمة التي تربط الخطاب السياسي العنيف بأعمال العنف". و"تبدو صفحة مهاجم بيلوسي على فيسبوك متطابقة مع صفحات فيسبوك الخاصة بترامب، ومرشحين آخرين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادمة مثل مرشح جورجيا مارجوري تايلور جرين، ونائبة كولورادو لورين بويبرت". لافتا إلى أن كل هؤلاء يمجدون العنف بالإضافة إلى تصرف ديفيد ديبابي (المهاجم في حادث منزل بيلوسي).
توظيف جمهوري
على الصعيد الآخر، سعى المحافظون إلى اعتبار أن الحداثة هي بمثابة جرس إنذار حول تصاعد معدلات الجريمة في البلاد والتي أخفقت الإدارة الديمقراطية في السيطرة عليها.
وقال تقرير لفوكس نيوز إنه نظرًا لعدم وجود قانون الكفالة النقدية في كاليفورنيا، فإن المجرمين يعودون مرة أخرى إلى الشوارع بعد الإفراج عنهم.. وقال إن ما حدث هو دعوة للاستيقاظ، "فالجريمة منتشرة في كل مكان ولا تميز".
ووصف الرئيس السابق دونالد ترامب من جانبه الهجوم بأنه "شيء مروع"، مضيفا في مقابلة مع مجلة إسبانية أنه يأسف لوجود معدلات مرتفعة للجريمة في سان فرانسيسكو -حيث وقع الهجوم- وشيكاغو. وقال إن النشاط الإجرامي في هاتين المدينتين "أسوأ بكثير من أفغانستان".
من جانبه، انضم نجل الرئيس السابق إلى مجموعة المحافظين الذين حاولوا ربط الحادث بمستويات الجريمة، في كلمات على موقعه للتواصل "تروث سوشيال"، حيث كتب دونالد ترامب جونيور أن البلاد ستكون أكثر أمانًا "إذا أخذ الديمقراطيون جميع الجرائم العنيفة على محمل الجد مثل تعاملهم مع حادثة بول بيلوسي".
ويشار للحزب الجمهوري باللون الأحمر ويُرمز إليه بالفيل، بينما يعتمد الحزب الديمقراطي الأزرق لوناً والحمار رمزاً.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA==
جزيرة ام اند امز