بالعمى والإنكار.. إعلام الإخوان يتجاهل كوارث التنظيم
رصد مركز أبحاث مصري، خلال دراسة أصدرها حديثا، تجاهل إعلام الإخوان المشكلات والانقسامات التي يمر بها التنظيم الإرهابي.
وقال في الدراسة إنه في الوقت الذي تهتم فيه كتائب جماعة الإخوان الإرهابية الإلكترونية والإعلامية، بالمشكلات التي تواجه خصوم التنظيم، غضت الطرف عن مشكلات الجماعة الداخلية وآثرت السكوت على أزمات التنظيم التي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بالعمالة والسرقة.
ورصد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال دراسته، تجاهل إعلام تنظيم الإخوان الإرهابي أزمات الجماعة ومشاكلها الداخلية.
وتحت عنوان "بالعمى والإنكار كيف يتجاهل الإعلام الإخواني أزمات التنظيم ومشاكله؟"، أكدت الدراسة أن التنظيم الذي يختزل الخطاب الأصولي المتطرف في الماضي والحاضر والمستقبل في شعاراته، إلا أنه ينكر دائما أزماته الراهنة.
ويصر التظيم، حسب الدراسة، على التطهر وادعاء النقاء والقداسة، متجاهلا كثيرا من فضائحه، منذ نشأته بداية من أربعينيات القرن الماضي وحتى الآن بتجاهل أزماته وانقساماته ومشاكله الراهنة، وهو ما يتضح في خطاب جماعة الإخوان الإعلامي بشكل واضح.
في الوقت نفسه دائماً ما يتعمد الإعلام الإخواني تصيد وتصدير أخطاء أعدائهم للعلن بشكل واضح.
تعرية التنظيم
تشير الدراسة إلى أن الإعلام الإخواني يتجاهل أزمات وانتكاسات الجماعة وعلى رأسها وجود خلل في الهيكل القيادي والإداري للتنظيم، بعد انقسام المكتب الإرشادي والسياسي للجماعة بين لندن وتركيا، والتركيز إعلاميا من الجماعة ذاتها على هذا الخلل سيسقط ما تبقى لها من أي أثر سياسي أو اجتماعي كان، وسيؤدي بلا شك إلى تعرية التنظيم وكشف حالة أزمته العميقة التي يعيشها حاليا، وهو ما يعكسه أيضا انقسام منصاته.
فقبل وبعد سقوط المشروع السياسي الإخواني في مصر عام 2013، دأب خطاب الجماعة الإعلامي على التهرب من الحقيقة، مرددا لشعاراته، دون ممارسة النقد الذاتي الأصيل، وهو الفضيلة التي تتجاهلها الجماعة دائما.
وتؤكد الدراسة أن إنكار وتجاهل إعلام الإخوان أزماتهم، سيسقط بكل تأكيد الصورة النمطية والمثالية التي روجها التنظيم عن نفسه خلال العقود الكثيرة الماضية عبر منابره الإعلامية المختلفة، تلك الصورة التي ضمت قيم التسامح والانفتاح والتعايش والحريات والديمقراطية واحترام حقوق الأقليات، كذلك التركيز على الجانب الدعوي والإرشادي الذي يمثل جوهر دعوة التنظيم منذ نشأته حتى وقتنا هذا.
تراجع الثقة
ونتيجة لازدواجية وتناقض الإعلام الإخواني؛ يواجه في الوقت الراهن مأزقاً معقداً نتيجةً لمجموعة من الأسباب، بعضها يتعلق بتراجع ثقة الجيل الجديد من الشباب في الخطاب الإعلامي الإخواني.
وبعضها الآخر يتعلق بمضمون هذا الخطاب القائم على التشكيك والتحريض، وبعضها الثالث يتعلق بحالة النفور العامة من القيادات الإعلامية الإخوانية، خاصة الموجودة في تركيا، التي لم تعد قادرة على التأثير في الشارع العربي.
صبرة القاسمي، أمين عام الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني، يرى في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن جماعة الإخوان الإرهابية اعتادت منذ القدم الانشغال بمشكلات الغير وتضخيمها في الوقت الذي تغض الطرف عن مشاكلها الداخلية وصراعاتها الدائمة رغم شراستها وسوء مبتغاها.
وتابع: "قطاع الإعلام في التنظيم الإخواني دائماً ما يروج إلى ضرورة كشف الفساد ومواجهته، إلا أنه تجاهل ذلك كله حين فضحت التسريبات والخلافات أعضاء التنظيم إلى الحد الذي اتهم بعضهم البعض بالعمالة وشككوا في ذمم بعضهم البعض دون أي تحرك من الجماعة".
ويؤكد القاسمي أن هذا السكون معناه أن هذه الجماعة قائمة على الكذب والزيف، ولا تبغي إلا مصالحها الشخصية ولا تهدف إلى الصالح العام أو حتى تدعو إلى سبيل الله.