اكتشاف قدرة غير عادية لفيروس كورونا
الأطباء يلاحظون أن بعض المصابين بالفيروس يعانون من جلطات دموية في رئتيهم وأعضاء رئيسية أخرى، ما قد يساعد في تفسير سبب أنه أكثر فتكا
يوما بعد آخر، تتكشف قدرات غير عادية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فبعد التأكد من قدرته غير العادية على الانتشار، قال خبراء إن الفيروس يعزز تخثر الدم في جميع أنحاء الجسم، ما قد يساعد في تفسير سبب أنه أكثر فتكا من أفراد عائلته الفيروسية.
ووفق تقرير نشره موقع "Day Health"، الثلاثاء، لاحظ الأطباء أن بعض الأشخاص المصابين بالفيروس يعانون من جلطات دموية في رئتيهم وأعضاء رئيسية أخرى.
ويقول الدكتور هومان بور، طبيب الرئة والعناية الحرجة بمستشفى "جبل سيناء" في مدينة نيويورك، إن الأطباء يشتبهون في أن الجلطات الدموية الصغيرة هي أحد الأسباب التي تجعل مرضى الفيروس يكافحون من أجل التنفس.
وأضاف بور: "بجانب إمكانية حدوث جلطات دموية في الرئتين، وجدنا تقلصا يحدث كل ثانية في قساطير مرضى الفيروس الذين يحتاجون إلى الغسيل الكلوي".
والقساطير هي جمع قسطر، وهو أنبوب مصنوع من المعدن أو المطاط أو البلاستيك يتفاوت حجمه وليونته حسب استخداماته، ويستخدم في العديد من الأغراض الطبية، ومنها القسطرة الخاصة بالقلب والأوعية الدموية، وقسطرة المسالك البولية، وقسطرة الجهاز الهضمي.
وتقول الدكتورة جين مارازو، أستاذة الأمراض المعدية في جامعة ألاباما في برمنجهام، إن هذه الجلطات الدموية الصغيرة قد تكون مسؤولة عن أحد الأعراض الفريدة للفيروس، وقد يفسر ذلك سبب الانهيار المفاجئ لبعض المرضى الذين يبدو أنهم بحالة جيدة.
وأشار د. كارلوس ديل ريو، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة إيموري، بهذا العرض، وقال إن التخثر المرتبط بالفيروس واضح جدا لدرجة أن بعض الأشخاص بدأوا يقولون إن أي شخص يأتي إلى المستشفى يحتاج إلى وضعه على مرققات الدم في بداية العلاج.
ولاحظ باحثون هولنديون الأمر نفسه في دراسة نشرت في 10 أبريل/نيسان الجاري بدورية "بحوث تجلط الدم"، أجريت على نحو 184 مريضا في العناية المركزة ومصابين بفيروس كورونا ولديهم مضاعفات مرتبطة بجلطة في الرئتين أو الساقين أو حتى شديدة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
وأشارت دراسة حديثة أخرى في مجلة "المراجعات الفسيولوجية" إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية بالفعل من البلازمين، وهو إنزيم رئيسي يكسر جلطات الدم، يميلون إلى الإصابة بعدوى (كوفيد-19) أكثر شدة من غيرهم.
وقال الباحث الرئيسي د.هونج لونج جي، أستاذ علم الأحياء الخلوي والجزيئي في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في تايلر، إن البلازمين يساعد الفيروس التاجي الجديد على الارتباط بسهولة بالخلايا البشرية.
وأضاف: "إذا كان هذا صحيحا، فإن استخدام الأدوية التي تخرب الجلطات لعلاج الفيروس قد يأتي بنتائج عكسية من خلال تعزيز عدوى المرضى".
وتابع: "إذا أعطيت المريض بلازمين أو أنواعا أخرى من البروتينات لإزالة الجلطات، فإن المشكلة هي أن هذا المريض لا يزال لديه فيروس في جسمه ولديه مشكلة في النزيف في كل نوع من الأعضاء المهمة".
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4xNzEg جزيرة ام اند امز