انفجار فقاعة "بيتكوين".. سوق عملات غير آمن
العملة الافتراضية "بيتكوين " تخسر منذ بداية العام أكثر من 53% من قيمتها، فيما تتصاعد عمليات التخلص منها.
خسرت العملة الافتراضية بيتكوين منذ بداية العام أكثر من 53% من قيمتها، فيما تتصاعد عمليات التخلص منها.
"بيتكوين" العملة الرقمية الأكثر شيوعًا، اقترب سعرها من 20 ألف دولار في ديسمبر الماضي، والآن تدنى سعرها إلى ما دون 7 آلاف دولار ، وهو ما يعني الكثير من الخسائر وربما الضحايا بين المستثمرين.
لكن ترى كم كانت المكاسب والخسائر من فقاعة "بيتكوين"؟ هذا ما حاولت "فايننشال تايمز" الكشف عنه في تقرير لها، استند إلى بيانات من شركة أبحاث بلوك شين "شين أليزيس" والتي وفرت بعض الإجابات المهمة أو ربما المحيرة حول ما جرى ويجري في سوق العملة الرقمية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشره موقع "أرقام" للخدمات المالية، في نوفمبر الماضي، وقبل بلوغ "بيتكوين" أعلى مستوياتها على الإطلاق، كانت الكمية المحتفظ بها من قبل المستثمرين 3 أضعاف ما احتفظ به المتداولون.
وبحلول أبريل/نيسان 2018، أظهرت البيانات أن الفارق في الكمية التي يحتفظ بها المستثمرون (نحو 6 ملايين "بيتكوين") وبين ما يحتفظ به المضاربون أصبح ضئيلًا للغاية، حيث كان بحوزة الفئة الأخيرة ما قدره 5.1 مليون "بيتكوين".
وقدرت "شين أليزيس" أن من احتفظوا بالعملة الرقمية طويلًا باعوا ما قيمته 30 مليار دولار على الأقل لصالح المضاربين الجدد خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى أبريل/نيسان، وكان نصف هذه الحركة في الشهر الأخير من 2017 وحده.
ونقلت الصحيفة عن كبير الاقتصاديين في شركة التحليلات "فيليب جرادويل" قوله إن هذا الارتفاع المفاجئ في السيولة (زادت كمية "بيتكوين" المتاحة للتداول بما يقرب من 60% خلال هذه الفترة) كان المحرك الرئيسي وراء انخفاض الأسعار الأخير.
في الوقت نفسه، تراجعت أحجام تداول العملة الرقمية مما يقرب من 4 مليارات دولار يوميًا في ديسمبر/كانون الأول إلى نحو مليار دولار في الوقت الراهن.
ويشير تحليل "شين أليزيس" إلى أن الغالبية العظمى من المعاملات التي قام بتحليلها، أظهرت أن "بيتكوين" يتم قبولها في البورصات لكن نادرًا ما يتم استخدامها في الدفع مقابل إتمام خدمات شراء السلع أو الخدمات.
وتظهر بيانات "شين أليزيس" أيضًا أن سوق "بيتكوين" مشوه من حيث توزيع الثروة، حيث تستحوذ مجموعة صغيرة من المستثمرين تعرف باسم "الحيتان" على نسبة كبيرة من السوق.
وتضيف، هناك نحو 1600 محفظة يديرها كل من المضاربين والمستثمرين، كان يوجد داخل كل واحدة منها ألف "بيتكوين" على الأقل بحلول أبريل/نيسان، وإجمالًا بلغ عدد العملات الرقمية بها 5 ملايين وحدة، أو قرب ثلث إجمالي المعروض.
وتشير إلى أن تركيز الثروة هذا يعني أن العملة الرقمية عرضة لخطر التقلبات لأن تحركات عدد قليل من الناس سيكون لها تأثير هائل.