موسيقي إيطالي يترك منزله ويعيش على متن قارب منذ 7 سنوات
روبيرتو سولداتيني يعمل كقائد أوركسترا لمدة 6 أشهر فقط خلال العام، أما الفترة المتبقية يقضيها في البحر وسط الطبيعة التي تشفي من كل شيء.
على مشهد المياه الزرقاء والسماء الصافية والشمس الساطعة وسط البحر، يستيقظ روبيرتو سولداتيني كل يوم لمدة 6 أشهر خلال العام منذ 7 سنوات.
"أردت أن أكون قائد أوركسترا منذ صغري، لكنني وقعت في حب التشيللو".. بهذه الكلمات يبدأ الملحن والموسيقي روبيرتو سولداتيني حديثه عن مغامرته التي بدأها منذ 7 سنوات، عندما قرر بيع منزله في روما وشراء قاربه الذي يحمل اسم دينيشيا Denecia، والعيش على متنه منذ 7 سنوات، حسب موقع "لا ستامبا" الإيطالي.
ولد روبيرتو سولداتيني في عام 1960 في العاصمة الإيطالية روما، وعمل كقائد أوركسترا وملحن موسيقي وكاتب وعازف لآلة تشيللو، يبلغ عمرها 300 عام.
بدأ "الموسيقي الروماني" حياته المهنية كقائد أوركسترا في الـ18 من عمره، وتوقف عنها في الـ48، ومنذ 7 سنوات باع منزله وانتقل للعيش في قاربه الشراعي الذي يُبحر به لمدة 6 أشهر خلال العام، ثم يعود إلى اليابسة لتدريس الموسيقى في نابولي لمدة 6 أشهر أخرى.
وصف "سولداتيني" البالغ من العمر الآن 58 عاما هذا القرار المصيري قائلًا: "اخترت الشيء الذي هزني من داخلي، وفي حالتي كان ذلك هو القارب، والبحر، والمياه المالحة التي تشفي كل شيء، والاتصال مع الطبيعة، كل هذه الصفات كانت في مركب دينيشيا الإنجليزية، التي قمت باستبدالها مع منزلي في روما".
ويتابع: "أنا مدين باكتشاف البحر لأحد أصدقائي، الذي جعلني أراه بطريقة مختلفة، فلم يكن لدي خبرة في الإبحار، لكنني امتلكت رخصة القارب على أية حال، وكانت رحلتي الأولى من روما إلى إسطنبول، لكنني اكتسبت كثيرا من الخبرة عن طريق الإبحار في البحر الأبيض المتوسط، من اليونان إلى تركيا، ومن صقلية إلى خليج نابولي".
وعن الستة أشهر التي يقضيها "سولداتيني" على اليابسة، يقول إنه يقضيها في تدريس التشيلو في كونسرفتوار أفيلينو في نابولي، حيث بدأ في تعليم عزف هذه الآلة منذ عام 1984.
"6 أشهر في البحر و6 أشهر على الأرض، إذا جاز التعبير، لأنني عندما أبحر أعيش على قاربي المجهز جيدا، فـ دنيشيا هي بيتي"، هكذا يصف المؤلف الموسيقي حياته الآن.
مضيفًا: "لم تكن لدي الشجاعة للقيام باختيار جذري للعيش لمدة 12 شهرا في البحر، لأنني لا أملك أي دخل يسمح لي بذلك".
Denecia هو اسم قاربه وأيضاً عنوان كتابه "السيرة الذاتية لقارب" الذي هو بطل روايته التي ألفها وتدور أحداثها بين الخيال والواقع، تحكي عن مجموعة من المغامرات والمشاعر، والأماكن التي أبحر فيها.