مشجع بوكا جونيورز ليس الأول.. لماذا تنتحر جماهير كرة القدم؟
تسببت خسارة بوكا جونيورز الأرجنتيني لنهائي كوبا ليبرتادوريس في انتحار أحد مشجعيه، حزناً على فقدان اللقب القاري ضد فلومينينسي البرازيلي.
ونشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن الشرطي مارسيلو موراليس، البالغ من العمر 23 عاماً والذي كان يعمل في العاصمة بوينس آيرس، انتحر بسبب حبه الشديد لبوكا جونيورز.
وتعرض بوكا للخسارة في الوقت الإضافي ضد خصمه البرازيلي بنتيجة 1-2 على ملعب "ماراكانا" الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
كيف مات مشجع بوكا جونيورز
تروي والدة مارسيلو، في تصريحات لقناة "كرونيكا" الأرجنتينية وبأعين اغرورقت بالدموع، تفاصيل مأساتها بعد خسارة بوكا، حيث قالت عن ابنها إنه "لم يتحمل آلام الخسارة".
وواصل: "كان الحزن يلازمه عند خسارة بوكا، ويلقي الأشياء ويقول بوكا أعظم شيء، إلا أن لاعبي بوكا قتلوه.. الآن هو ليس معي، ولم يأت لاعب منهم ليواسيني".
وكشفت والدة الضابط الراحل أن ابنها هدد بالانتحار لو خسر بوكا نهائي لييبرتادوريس، لكنها لم تتوقع أنه سينفذ وعيده الحزين.
وأسهبت: "لم أتخيل أنه سيصل لنقطة أن يقتل نفسه.. قبل أسابيع قليلة قال لوالده: سأنتحر لو لم نفز يوم 4 نوفمبر.. كنا نظنه يمزح، يجب أن يفكر الصغار في عائلاتهم".
انتحار مشجعي كرة القدم
يقول التاريخ إن واقعة قتل مشجع بوكا جونيورز لنفسه بسبب خسارة فريقه لم تكن الأولى، ولا يتوقع أنها تكون الأخيرة، لكن الغريب أنه في بعض الأحيان ينتحر مشجع وفريقه خاسر في النتيجة ثم تحدث معجزة وريمونتادا لكن بعد وفاته.
حدث ذلك مع مارك هوتون، سنة 2005، حين كان فريقه ليفربول الإنجليزي متأخراً 0-3 في النتيجة أمام ميلان الإيطالي في الشوط الأول من نهائي دوري أبطال أوروبا الذي أقيم في 25 مايو/ أيار.
واكتشفت جاكلين يونغ صديقة هوتون انتحاره رغم أن ليفربول عادل النتيجة في الشوط الثاني إلى 3-3 ثم فاز بركلات الترجيح محققاً لقبه الخامس آنذاك في البطولة الأوروبية.
وفي سنة 2013 انتحر رجل كيني عمره أيضاً 23 عاماً، ويدعى جون جيمي ماتشيريا، بالسقوط من الدور السابع لمنزله بعد خسارة مانشستر يونايتد 0-1 أمام نيوكاسل يونايتد.
لماذا تنتحر الجماهير بسبب خسارة فرقها؟
تقول إحدى نظريات الجماهير الرياضية إن المستوى العالي من ارتباط الجماهير بفرقها يتشابه مع الارتباط بالقبيلة في الأزمان الغابرة.
والآن بدلاً من الارتباط بالجيوش وحمل الرماح، يرتبط المشجع بفرقه الكروية ويحمل قميصه وأحذيته، وتتحول ملاعب كرة القدم لساحات الحرب.
ولا يتوقف الأمر عند قرار الانتحار فقط، فهذا القرار له مقدمات هي الحالة النفسية السيئة والدخول في نوبات بكاء والإصابات بسكتات القلب، نهاية بالانتحار.
الغريب أن بعض الأبحاث تقول إنه كلما كان الشخص مرتبطاً بفريق يشجعه كان ذلك أفضل على الصعيد النفسي.
ويأتي هذا لأن الارتباط النفسي بفريق الكرة أو أي لعبة أخرى يعني أن الشخص جزء من مجتمع ما، ويشعر بالتواصل مع الآخرين.
وهناك ارتباط آخر بين الانتحار والخسارة لكنه ليس عاطفياً هذه المرة، حيث يتعلق بالمراهنات وعدم قدرة الشخص على دفع المبلغ الذي تراهن عليه عندما يخسر الفريق.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز