سر الطلاء الأبيض على أجساد القبائل الأفريقية.. فكرة من وحي الطبيعة
عدم اقتراب الحشرات من الحمر الوحشية يقود باحثون من المجر لافتراض أن خطوطه البيضاء هي السبب، وتم اختبار هذه الفرضية مع البشر
توصل فريق بحثي من المجر إلى أن الخطوط التي ترسمها القبائل التي تعيش في الطبيعة بأفريقيا وأستراليا وبعض مناطق آسيا على أجسامها، لها نفس تأثير الخطوط الموجودة بالحمار الوحشي، من حيث توفير الحماية من الحشرات القارضة.
وانطلق الفريق البحثي بجامعة "أوتفوس لوراند" في دراسته التي نشرتها دورية "Royal Society" في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري، من حقيقة ثابتة علمياً، وهي أن الحشرات القارضة لا تتعرض للحمر الوحشية بنفس درجة تعرضها للحيوانات ذات اللون الواحد.
وافترضوا أن السر يكمن في الخطوط البيضاء الموجودة بها، لذلك قرروا معرفة ما إذا كانت الخطوط المرسومة على البشر سيكون لها نفس التأثير الرادع للذبابة أم لا.
واختبر الباحثون هذه الفرضية في تجربة عملية ميدانية أجريت في المجر، حيث تم استخدام 3 دمى لعرض الملابس "مانيكان"، واحدة ذات لون داكن، وأخرى فاتحة اللون، وثالثة ذات لون داكن مطلي بخطوط بيضاء، وتم تغطية كل منها بطبقة رقيقة من مادة لاصقة لالتقاط الحشرات.
وبعد وضعهم في مكان واحد لمدة 8 أسابيع خلال الصيف الماضي، وحساب عدد الحشرات القارضة التي جذبها كل نوع، كانت النتيجة المذهلة أن الدمية ذات اللون الداكن جذبت الحشرات 10 مرات أكثر من النموذج المخطط بالأبيض، ومرتين أكثر من الدمية ذات اللون الفاتح.
ويعتقد الباحثون أن الخطوط البيضاء على الألوان الداكنة تعرقل استقطاب الضوء الذي ينعكس على الأجسام البشرية، مما يجعلها أقل شهية لذبابة الخيل وغيرها من الحشرات.
وقال الدكتور جابور هورفاث، من قسم الفيزياء البيولوجية في جامعة أوتفوس لوراند في المجر، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "الحشرات الماصة للدماء مثل ذبابة الخيل تبحث عن الأحواض والبحيرات لوضع اليرقات، لذلك فإن السكان الأصليين الباحثين عن مصادر المياه يكونون أكثر عرضة لهذه الحشرات".
وأضاف: "ربما لا يعرف هؤلاء السكان أن ما يفعلونه من طلاء لأجسامهم له هذا التأثير الرادع للحشرات، ولكننا أثبتنا ذلك في دراستنا".