"الدعم" يعرقل إنهاء نزاع إيرباص - بوينج التاريخي
أبقى الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن دعم شركات الطيران الكبرى على الشكوك في إمكانية حل النزاع بالكامل.
وأثار الاتفاق الذي وصفته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"التاريخي"، مخاوف البعض بشأن إنهاء تهديدات الرسوم الجمركية عبر الأطلسي إلى الأبد، حيث اتفق الطرفان على وقف الرسوم الجمركية لمدة 5 أعوام، ولكن بشرط الالتزام المتبادل، وفي حالة عدم الجدية يحق لكل طرف إعادة فرض الرسوم الجمركية من جديد.
وبدأ الخلاف منذ نحو 17 عاما، عندما بدأ الجانبان في تبادل الاتهامات بتقديم دعم حكومي غير عادل لأكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم، إيرباص الأوروبية وبوينج الأمريكية، وفرضا رسوما جمركية متبادلة لأكثر من عقد ونصف العقد، بقيمة مليارات الدولارات.
وكان حق أي من الجانبين في إعادة فرض الرسوم الجمركية إذا لم يلتزم الطرف الآخر بمبادئ الاتفاق من الركائز الأساسية في اتفاق إطار العمل الذي تم التوصل إليه أمس الثلاثاء من أجل تعليق الرسوم لمدة خمس سنوات، والذي وصفه البيت الأبيض والمفوضية الأوروبية بأنه اتفاق تاريخي.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء اليوم الأربعاء عن الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي القول إن هذه هي طريقة لضمان الامتثال وإظهار مدى جدية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تطبيق هذه الشروط.
كما قالت تاي "سيكون من المفيد أن تتاح إمكانية إعادة فرض هذه الرسوم للحفاظ على أمانة بعضنا البعض ... إذا حاد أحدنا عن المبادئ التي وضعناها هنا، فلن نحكم على أنفسنا بقضاء 20 عاما أخرى من التقاضي".
لكن بعض الخبراء التجاريين يقولون إن إدارة بايدن تخلت عن نفوذها التفاوضي عالي القيمة خلال التوصل للاتفاق هذا الأسبوع، ما يثير الشكوك في أن الجانبين سوف يتوصلان إلى تسوية للقضايا المتعلقة بشركتي بوينج وإيرباص التي استمرت لما يقرب من 17 عاما.
وأعطت منظمة التجارة العالمية في عام 2019 الولايات المتحدة الضوء الأخضر لفرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 7.5 مليار دولار سنويا من الواردات الأوروبية. وبعد عام من ذلك، أعطت المنظمة الضوء الأخضر للاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية عقابية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة تقارب 4 مليارات دولار في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
انتصار أم ألغام اتفاق؟
وذكرت بلومبرج أنه من المنظور الأوروبي، يعد الاتفاق انتصارا، لأنه يجنب شركة إيرباص أي مطالبة بسداد أي جزء من المساعدات غير القانونية التي تلقتها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان مطلبا رئيسيا من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقال كليت ويلمز، وهو مسؤول تجاري سابق في إدارة ترامب يعمل الآن في شركة أكين جامب القانونية، إن الاتفاق يترك الكثير من علامات الاستفهام.
وقال: "أحيي الإدارة لمحاولتها حل النزاعات مع الاتحاد الأوروبي، لكن قرار التخلي عن النفوذ دون الحصول على التزامات صعبة في المقابل هو أمر محير... يجب أن يواصلوا العمل لتسوية نزاعات منظمة التجارة العالمية بشكل نهائي، وإزالة الغيوم الجمركية عن التجارة عبر الأطلسي".
وصرح مسؤول كبير في مكتب الممثلة التجارية الأمريكية للصحفيين في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بأن تعليق الرسوم لمدة خمس سنوات كان يهدف إلى إرغام الجانبين على النظر فيما إذا كان الإطار بحاجة إلى التعديل بمرور الوقت - ما قد يشمل البحث عن مزيد من التفاصيل أو إعادة تأكيد اتفاق الثلاثاء – بل وإنها محاولة لإدراك أن القطاع (الطيران) يتغير بمرور الوقت، وقد تتغير أيضا الاحتياجات والقضايا المعنية".
وأضاف المسؤول أنه مع ذلك، فإن إبرام اتفاق أكثر تفصيلا يحدد مسائل الدعم ليس بالضرورة هدفا معلنا بين الجانبين.
وذكرت بلومبرج أنه من ناحيتها أيضا، قالت كيلي آن شو، وهي مسؤولة تجارية بارزة سابقا في إدارة ترامب، وهي الآن شريكة في شركة المحاماة هوجان لوفيلز: "لطالما كانت تسوية قضية شركات الطيران هي الهدف الأسمى للسياسة التجارية، ولذلك كان إعلان الأمس عن هدنة لمدة خمس سنوات أمرا بالغ الأهمية".
وقالت كيلي: "من العدل التساؤل عما إذا كان التهديد بإعادة فرض الرسوم الجمركية يوفر نفوذا كافيا لاتفاق ضاع على الجانبين لمدة 17 عاما.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز