كارثة بوينج.. الصين تزاحم أمريكا في معايير الطيران العالمي
تحطم الطائرة الإثيوبية يعطي فرصة للصين لتصبح معيارا عالميا للطيران بينما تتقدم الدول التي حظرت "بوينج 737 ماكس".
يخلق تحطم الطائرة الإثيوبية، ثاني حادث لطائرة الركاب "بوينج 737 ماكس" خلال أقل من 3 شهور، تسلسلاً هرمياً جديداً في صناعة سلامة الطيران.
وتنطلق الصين لتتصدر المشهد بدلاً من الولايات المتحدة التي تواجه رفضاً صادماً مع تزاحم دول العالم لحظر الطائرة.
وأعلنت 47 دولة واحدة تلو الأخرى خلال 3 أيام منذ وقوع الحادث، الذي قتل 157 شخصاً، عن حظر تحليق طائرات "737 ماكس"، متجاهلين تماماً تقييمات إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية بأن الطائرة آمنة للتحليق، قبل أن يأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بإيقاف إقلاع جميع طائرات بوينج طرازي "737 ماكس 8"، و"737 ماكس 9".
- ترامب يأمر بإيقاف إقلاع جميع طائرات "بوينج 737 ماكس"
- 48 دولة تعلق استخدام "بوينج ماكس 737".. أين تهبط الطائرة؟
ورغم أن كندا تظل متمسكة بالموقف الأمريكي، معتبرة أنه من المبكر جداً اتخاذ قرار في هذا الشأن، إلا أن العديد من الدول بينها دول أوروبية اصطفت وراء أول من حظرت أسطول طائرات "737 ماكس"، وهي الصين.
وخرق حلفاء الولايات المتحدة منذ زمن طويل مثل بريطانيا وأستراليا العادة بعدم اتباع إدارة الطيران الفيدرالية، التي حددت ما يصلح أو لا يصلح للطيران لعقود طويلة، وتبعتها دول أخرى مثل نيوزلندا، الأربعاء، في حظر الطائرة لتقدم المزيد من التعزيز لحكم الصين على الطائرة بأنها ليست آمنة.
وقال تشاد أولاندت، المهندس البارز في معهد دراسات "راند كورب" الأمريكي، إن "مصداقية إدارة الطيران الفيدرالية يتم اختبارها"، مشيراً إلى أن "الصينيين يريدون أن تعتبر دول العالم جهاز لوائح الطيران الخاص بها معياراً ذهبياً مماثلاً لنظيره الأمريكي".
ورسمت إدارة الطيران المدني الصينية صلة محتملة بين حادث الطائرة الإثيوبية وحادث طائرة "ليون إير" الإندونيسية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي راح ضحيته 189 شخصاً، بعد أن فشل الطيارون في الحفاظ على تحكمهم في الطائرة، إثر خلل في المعدات، وفي الوقت نفسه سقطت الطائرتان الجديدتان بعد دقائق قليلة من الإقلاع.
وسلط الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية الضوء على التشابهات الجوهرية بين الحادثين.
فيما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إثيوبيا تريد إرسال بيانات الرحلة والتسجيلات إلى بريطانيا، وهو ما دفع المحققون الأمريكيون لعقد محادثات مكثفة خلف الكواليس لجلب ذلك المحتوى إلى الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الصين تجني نفوذاً في مجال الطيران، ففي سوق السفر الجوي باتت الصين في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة لتتصدر العالم بحلول 2022، كما تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر عملاق صناعة الطائرات "شركة الطائرات التجارية الصينية"، والمعروفة باسم "كوماك" (Comac).
وأضافت الوكالة أن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن جهاز تنظيم الطيران في الصين، في طريقه إلى الحظي بنفس السلطة والثقة التي تتمتع بها إدارة الطيران الأمريكية ووكالة سلامة الطيران الأوروبية، ما سيعطي لبكين اعترافاً دولياً بقدرتها على تحديد ما إذا كانت الطائرة صالحة للتحليق.