بعد 7 سنوات «بوينغ» تستعيد الصدارة.. أكبر بائع للطائرات في العالم
يبدو أن شركة تصنيع الطائرات الأمريكية «بوينغ» في طريقها إلى استعادة لقب أكبر بائع للطائرات في العالم، منهية بذلك 7 سنوات من هيمنة منافسها الأوروبي «إيرباص».
وقالت قناة "فرانس 3" الفرنسية إن هذا التحول في ميزان القوى لا يمثل بالضرورة نذيراً سيئاً للشركة الأوروبية، بل يعكس ديناميكيات اقتصادية وصناعية أكثر تعقيداً مما توحي به الأرقام المجردة، بحسب
بوينغ تتقدم في سباق المبيعات
ومع اقتراب نهاية عام 2025، بدأت حصيلة المبيعات تتضح. فحتى نهاية أكتوبر، وقّعت بوينغ 836 عقداً مقابل 722 عقداً لإيرباص، ما يضع الشركة الأمريكية في موقع الصدارة. وقد تأكد هذا الاتجاه خلال معرض دبي للطيران 2025، حيث سجلت بوينغ 80 طلبية مؤكدة جديدة، بينما لم تحصد إيرباص سوى 14 طلبية.
وبحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفع رصيد بوينغ إلى 924 طلبية مؤكدة، دون احتساب مذكرات التفاهم وخطابات النوايا، فيما بلغت طلبات إيرباص 772 طائرة فقط للفترة نفسها.
ورغم أن الأرقام تبقى أولية إلى حين إقفال السنة المالية، فإن المؤشرات توحي بوضوح بأن بوينغ في طريقها لاستعادة موقعها الريادي.
عوامل اقتصادية وهيكلية وراء الصعود
وفسر الخبير الاقتصادي الفرنسي المتخصص في قطاع النقل الجوي مارك إيفالدي هذا التحول بعدة عوامل، في مقدمتها تراجع سعر الدولار بنسبة تفوق 10% منذ بداية العام، ما جعل طائرات بوينغ أقل كلفة مقارنة بإيرباص.
وإلى جانب ذلك، يشير إيفالدي إلى أسباب هيكلية، أبرزها الجودة العالية لطرازات مثل 787 دريملاينر، إضافة إلى استمرار الدعم الحكومي الأمريكي لبوينغ، لا سيما خلال إدارة ترامب.
كما لعبت السياسة التجارية الأمريكية دوراً محفزاً، إذ دفعت بعض الدول إلى تفضيل شراء طائرات بوينغ تفادياً لفرض رسوم جمركية مرتفعة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
إيرباص تحافظ على التفوق في التسليمات
ورغم تفوق بوينغ في عدد الطلبات، فإن المؤشر الأهم في صناعة الطيران يبقى عدد الطائرات المُسلَّمة، لأنه يعكس الإيرادات والأرباح الفعلية، حيث يتم سداد نحو 70% من الثمن عند التسليم. وعلى هذا الصعيد، لا تزال إيرباص تتفوق بوضوح، إذ سلمت خلال العام الجاري 820 طائرة مقابل 493 طائرة فقط لبوينغ، ما يجعلها متربعة على عرش الطيران المدني عالمياً.
المنافسة تدفع نحو الابتكار
وأكد مارك إيفالدي أن زيادة طلبات بوينغ ليست بالضرورة خبراً سيئاً لإيرباص، فالأمر يعتمد على قدرة الأخيرة على الابتكار والاستعداد للمستقبل.
وأشار إلى أن مشروع A380 لم يكن الخيار الأنسب، لكنه يثني في المقابل على التطور الذي حققته الشركة عبر طائرة A350 XLR القادرة على تنفيذ رحلات طويلة للغاية مثل لندن – سيدني دون توقف، وهو إنجاز تكنولوجي بارز، فضلاً عن قرب إطلاق نسخة مخصصة للشحن.
ويعد عودة بوينغ إلى الصدارة في عدد الطلبات تعكس منافسة صحية في سوق الطيران العالمي، لكنها لا تغير حقيقة أن إيرباص لا تزال تتفوق من حيث التسليمات والأداء الفعلي. وبين المبيعات والتسليمات، تبقى المعركة مفتوحة، والابتكار هو الحكم الحقيقي في رسم ملامح ريادة المستقبل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA5IA== جزيرة ام اند امز