بوليفيا تستعد لإضراب عام بعد رفض المعارضة نتائج الانتخابات الرئاسية
بعد رفض مرشح المعارضة نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت أنّ الرئيس اليساري المنتهية ولايته إيفو موراليس يتجه للفوز.
تستعد بوليفيا لإضراب عام، الثلاثاء، بعد ساعات من اندلاع أعمال عنف في عدة مدن إثر رفض المعارضة نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت أنّ الرئيس اليساري المنتهية ولايته إيفو موراليس يتجه للفوز من الدورة الأولى في تحوّل مفاجئ في النتائج اعتبره مرشح المعارضة تزويرا.
وفي سوكري، العاصمة الدستورية، أضرم حشد النار في مبنى المحكمة الانتخابية بالمقاطعة، فيما دارت اشتباكات بين متظاهرين من أنصار مرشح المعارضة كارلوس ميسا والشرطة في كل من لاباز وبوتوسي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وذكرت تقارير في الإعلام المحليّ أنّ أعمال عنف اندلعت في عدة مدن أخرى.
وجاء ذلك بعيد إعلان المرشح الوسطي ميسا، مساء الإثنين، أنّه لن يعترف بالنتائج شبه النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد وشهدت تحولا كبيرا لصالح موراليس، الذي يحكم البلاد منذ عام 2006، من متأهّل لدورة ثانية إلى فائز من الدورة الأولى.
وقال ميسا لوسائل إعلام في سانتا كروز في شرق البلاد: "لن نعترف بهذه النتائج التي تندرج في إطار عملية تزوير مخزية تضع المجتمع البوليفي في حالة توتر غير ضرورية".
وأتى موقف ميسا، الرئيس السابق للبلاد بين عامي 2001 و2005، بعيد إبداء بعثة منظمة الدول الأمريكية لمراقبة الانتخابات "قلقها العميق ودهشتها" إزاء التحوّل المفاجئ في نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وكانت النتائج الأولية الرسمية للانتخابات، والتي نشرت في وقت متأخر ليل الأحد، قد أظهرت أن موراليس تصدّر الانتخابات لكنّه لم يتمكّن من جمع الأكثرية اللازمة للفوز من الدورة الأولى وبالتالي سيتعين عليه خوض دورة ثانية ضدّ ميسا، للمرة الأولى منذ توليه الحكم.
والأحد أعلنت رئيسة المحكمة الانتخابية العليا ماريا أوخينيا تشوكيه أن رئيس الدولة الاشتراكي تصدّر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 45,28% من الأصوات، فيما حصل الوسطي كارلوس ميسا على 38,16% من الأصوات، وذلك بعد فرز 84% من الأصوات.
تحولّ مفاجئ
ومساء الإثنين وبعد تأخير طويل وغير مبرر، قالت المحكمة الانتخابية العليا إنّه بعد فرز 95,3% من الأصوات حصل موراليس على 46,87% من الأصوات مقابل 36,73% لمنافسه ميسا، ما يعني أنّ الفارق بينهما هو 10,14 نقطة مئوية.
وليفوز مرشّح من الدورة الأولى يتعيّن عليه أن يحصل على الأكثرية المطلقة من الأصوات (أكثر من 50% من الأصوات) أو أن يحصل على 40% من الأصوات على الأقل شرط أن يكون الفارق بينه وبين أقرب منافسيه 10 نقاط مئوية على الأقلّ.
وتعني هذه النتيجة إذا ما ظلت على ما هي عليه عند الانتهاء من فرز كل الأصوات أنّ موراليس سيفوز من الدورة الأولى ولن يضطر لخوض دورة ثانية ضد ميسا.
واتهم ميسا موراليس بالتواطؤ مع المحكمة الانتخابية العليا لتغيير النتائج وتفادي خوض جولة إعادة.
ودعا فرناندو كاماتشو رئيس منظمة مجتمع مدني نافذة في سانتا كروز، أكبر مدن بوليفيا، إلى إضراب عام، ومن المتوقع إغلاق وسائل النقل والأعمال من بعد ظهر الثلاثاء.
وقال كاماتشو لمتظاهري المعارضة في وقت متأخر مساء الإثنين قبل بدء محادثات مع قياديين من مناطق أخرى: "غدا نبدأ إغلاق هذا البلد".
وعلى الإثر، هرع الناس إلى محطات التزود بالوقود وسط مخاوف من نقص الإمدادات؛ ما شكّل طوابير طويلة حولها.
وفرقت شرطة مكافحة الشغب حشودا حاولت اقتحام المكاتب الانتخابية في مدينة أورورو في جبال الإنديز في جنوب لاباز. ووردت أنباء عن اشتباكات في تاريا في الجنوب وكوتشابامبا في الوسط وكوبيخا في شمال البلاد.
"تقويض الديمقراطية"
قال مايكل كوزاك، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أمريكا الجنوبية، إنّ المحكمة الانتخابية العليا تحاول "تقويض الديمقراطية في بوليفيا بتأخير فرز الأصوات واتخاذ قرارات تقوّض مصداقية الانتخابات في بوليفيا".
وتابع: "ندعو المحكمة الانتخابية العليا إلى اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة المصداقية في عملية فرز الأصوات".
وأعربت بعثة منظمة الدول الأمريكية لمراقبة الانتخابات "عن قلقها العميق ودهشتها للتغيّر الجذري الذي يصعب تفسيره في النتائج الأولية التي نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع".
وتابعت البعثة التي نشرت نحو 100 مراقب دولي في البلاد: "من المهم الحفاظ على الهدوء وتفادي أي شكل من أشكال العنف في هذا الظرف الحساس".
ويسعى موراليس الذي تراجعت شعبيته أخيرا على وقع اتهامات بالفساد والسلطوية، للفوز بولاية رابعة.
وعام 2017، حصل على إذن من المحكمة الدستورية بالترشح مجددا، رغم أنّ الدستور يسمح بولايتين متتاليتين فقط.
وفي حال تأكيد فوزه سيبقى في الحكم حتى عام 2025.