حرب "تكسير عظام" بين قادة إسرائيل تكشف أسرار صفقة شاليط
الخبير الفلسطيني واصف عريقات، قال إن المعلومات الأمنية والعسكرية الخطيرة التي كشف عنها ساسة وأمنيون إسرائيليون فيما يخص أسر الجندي جلعاد شاليط بمثابة معركة غير أخلاقية بين هذه القيادات
اعتبر الخبير الفلسطيني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، اللواء ركن المتقاعد " واصف عريقات" المعلومات الأمنية والعسكرية الخطيرة التي كشف عنها ساسة وأمنيون إسرائيليون فيما يخص عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بمثابة معركة غير أخلاقية بين هذه القيادات والتي تأتي أيضا في إطار حرب تكسير العظام من أجل النزاع على الحكم.
وقال " عريقات" في تصريحات خاصة لبوابة العين الإخبارية، إن الكشف عن هذه المعلومات في هذا التوقيت، وبعد أكثر من عشر سنوات على عملية الأسر، له دلالات كبيرة ومتشعبة أبرزها التأكيد على حقيقة واضحة تتمثل في تردي الأخلاق عند القيادة الإسرائيلية سواء السياسية أو العسكرية.
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة، قد بثت، الليلة الماضية، تحقيقاً مثيراً كشفت خلاله عن فشل ذريع لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية في الوصول لأي معلومة تدل على مكان احتجاز شاليط الذي بقى في غزة لنحو خمسة سنوات، وذلك نقلاً عن قادة أمنيين وعسكريين إسرائيليين.
وأجرت القناة الإسرائيلية لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ايهود اولمرت، الذي شكك في طريقة أسر شاليط، مشيرا إلى أن الأخير سلم نفسه ولم يتم اختطافه، وأنه (أولمرت) لم يكن مستعدا للمصادقة على الصفقة، بكل هذا الثمن، لكن خلفه نتنياهو صادق عليها، في الوقت الذي قال فيه رئيس الاستخبارات يدلين أنه ما كان يتوجب دفع كل هذا الثمن على جندي واحد، وأنه كان بالإمكان ممارسة ضغوط هائلة على حماس لتليين مواقفها.
وفند الخبير العسكري والاستراتيجي تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في هذا التحقيق، في أن كل منهم يسعى لهدفه الخاص، والذي يتمثل في الحفاظ على موقعه على حساب الآخرين سواء على المستوى العسكري أو السياسي.
وتابع:" تصريحات أولمرت تدلل على أنه يدافع عن نفسه لعدم إطلاقه سراح شاليط في عهده، حيث ألقى الكرة في ملعب العسكريين الذين غرروا به بتقاريرهم المختلفة والتي كانت مغلوطة".
واستغرب "عريقات" من تصريحات الإسرائيليين بأن شاليط سلم نفسه طواعية، مؤكدا أن المقاتلين الفلسطينيين سيطروا على موقع الدبابات، بعد اشتباكات ضارية أظهروا من خلالها شجاعة وبسالة قتالية فاقت الجنود الإسرائيليين، والدليل وقوع قتلى وجرحى في صفوف الإسرائيليين، وشهداء من بين المقاتلين الفلسطينيين.
وأكد أن البوح بهذه المعلومات الأمنية لا يجوز عسكرياً لأن هذه المعلومات تكون بمثابة سر عسكري، موضحا أن الإدلاء بهذه المعلومات عبر وسائل الإعلام يؤكد تردي الأوضاع في القيادة العسكرية بإسرائيل.
يذكر أن المقاومة الفلسطينية كانت قد أسرت في 25 يونيو / حزيران من العام 2006، الجندي شاليط من داخل دبابته شرق رفح جنوبي قطاع غزة، واستطاعت الاحتفاظ به، قبل أن تبرم حركة حماس صفقة وصفت بالتاريخية بعد مفاوضات مضنية لتبادل الأسرى أفرج خلالها عن نحو 1050 أسيرًا وأسيرة بوساطة مصرية مقابل الجندي شاليط.