أدباء مغاربة: "الدار البيضاء للكتاب" حقق آمال المثقفين والقراء
المعرض يتميز ببرنامج ثقافي كبير مع توجيه الدعوة إلى كتاب ومبدعين من دول عدة لحضور الفعاليات خاصة مع الإقبال على الكتب المترجمة
انطلقت الخميس الماضي 6 فبراير/شباط الجاري في مدينة الدار البيضاء المغربية، فعاليات الدورة 26 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، بمشاركة 703 عارضين من مختلف دول العالم، يقدمون أكثر من 100 ألف عنوان من مختلف حقول المعرفة التي تستمر حتى 16 فبراير/شباط الجاري.
ومن بين الدول المشاركة في المعرض لبنان وسوريا والأردن والكويت والسعودية والإمارات وتونس والجزائر وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وهولندا وإندونيسيا والصين، فيما تحل دولة موريتانيا كضيف شرف لهذه الدورة.
ويشمل البرنامج الثقافي للمعرض أمسيات شعرية وندوات فكرية وورش عمل، بمشاركة أكثر من 380 مبدعا ومفكرا وكاتبا وباحثا من داخل المغرب وخارجه، وكذلك أنشطة موجهة للأطفال واليافعين.
كما يشمل البرنامج توزيع جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وتسليم الجائزة الوطنية للقراءة، إضافة إلى تكريم أسماء بارزة بمجال الفكر والأدب من أنحاء المغرب.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء بعض الأدباء المغاربة حول الدورة الحالية:
الروائي المغربي عبدالجليل الوزاني التهامي يؤكد أن المعرض مناسبة لعرض الجديد، إذ يشارك هذه السنة نحو 703 عارض وعارضة من المغرب وخارجه، وقد تجاوز عدد العناوين المعروضة نحو 100.0000 عنوان.
تغطي مجمل حقول المعرفة، كما يشارك نحو 380 ضيفا من المغرب وعرب وأجانب في تنشيط ندوات واللقاءات والليالي الشعرية وحلقات للأطفال واليافعين.
وبخصوص مشاركته في فعالية المعرض لهذه السنة، يشير إلى أنه تندرج في إطار تقديم "الأعمال الكاملة" للأديب الراحل محسن أخريف ضمن حلقة "أحياء في الذاكرة" التي تمت برمجتها من طرف وزارة الثقافة تكريما لروح الفقيد، حيث بادرت وزارة الثقافة بإصدار أعماله الكاملة، اعترافا بمكانة الرجل الذي توفي وهو يناضل من أجل الكتاب والثقافة بصفة عامة.
وأضاف الوزاني: "الندوة مناسبة للوقوف على التراث الأدبي الزاخر الذي تركه الرجل بصفة أحد الشعراء المتميزين في الفترة الأخيرة، حيث خلف 4 دواوين شعرية فازت بعضها بجوائز وطنية وعربية، وهي: (هل كانت، ترنيم للرحيل، حصان خاسران، ترويض الأحلام الجامحة، مفترق الوجود".
كما فازت مجموعته القصصية "حلم غفوة" بجائزة الشارقة، وفازت روايته "شراك الهوى" بجائزة "اتحاد كتاب" المغرب للشباب، في حين دخلت روايته الأخيرة "ليالي الأوراد" ضمن اللائحة القصيرة لجائزة راشد بن حمد الشرقي بإمارة عجمان.
وتابع الوزاني: "سأغتنم الفرصة لتوقع روايتي الصادرة مؤخرا عن مكتبة سلمى بتطوان (ملفات من أوراق مؤجلة) برواق الراصد المغربي للقراءة والنشر، وهي الرواية الثامنة التي أصدرها حتى الآن".
ويرى الروائي والكاتب المغربي حسن المددي أن دورة المعرض الحالية، تشهد توافد جموع الزائرين بشغف على أروقة المعرض، ما يعطي الانطباع بأن فعل القراءة لا يزال بخير في ظل الهجمة الرقمية التي اجتاحت حياتنا اليومية.
وأشار المددي: "حسب ما رصدته خلال تتبعي لأصداء المعرض، فقد عرف فعاليات ذات مستويات عالية، وقد كانت هناك مشاركات مكثفة لعدد كبير من دور النشر المغربية والعربية والعالمية".
ويتابع: "عرفت أجواء المعرض حضورا فعليا لشخصيات مغربية وعربية وعالمية وازنة، وكمثال على ذلك النشاط الذي حضرته والمتمثل في تقديم وتوقيع كتاب (عبدالرحمن اليوسفي: دروس التاريخ) للدكتور إدريس الكراوي، الصادر بداية هذه السنة عن دار المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع بالدار البيضاء التي تعد من أكبر دور النشر العربية والعالمية، حيث حضرت تقديم وتوقيع هذا الكتاب القيم مع مجموعة من الوزراء والسفراء والشخصيات الوازنة في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد وغيرها، احتفاء وتكريما لشخصية كبيرة مثل الأستاذ عبدالرحمن اليوسفي المناضل والوطني الكبير ذي التاريخ الحافل قبل الاستقلال وبعده، وقد تقلد منصب الوزير الأول في حكومة التناوب الأولى قبل أن يعتزل السياسة نظيف اليد".
وحسب المددي، حقق المعرض الدولي للكتاب بعض الآمال في خدمة الكتاب والتشجيع على القراءة، كما هو الشأن بغيره من معارض الكتاب في جميع أقطار العالم خاصة على مستوى الوطن العربي الذي يعرف عزوفا حادا عن القراءة.
القاصة والكاتبة المغربية فاطمة الزهراء المرابط قالت إن الهدف من هذا المعرض والتظاهرة الثقافية المغربية يأتي من خلال الرقي بالكتاب المغربي وإعادة الرونق إلى الكتاب الورقي الذي يفقد بعض الاهتمام من القراء للميل نحو الكتاب الإلكتروني والوسائل الحديثة للقراءة الأخرى.
وأضافت: "يهدف أيضا لتقريب الكتاب من القراء والناشئة بشكل خاص حتى يستقطب المعرض بشكل يومي زيارات منظمة من طرف من منظمات تعليمية من مختلف ربوع المغرب وذلك من أجل غرس وزرع الاهتمام بالقراءة لهؤلاء الناشئة والأطفال".
من ناحية أخري قال الروائي والناقد المغربي عبدالرحيم جيران: "لا تختلف دورة معرض الدار البيضاء للكتاب هذا العام عن سابقاتها من حيث التنظيم والأهداف والبرنامج العام للأنشطة؛ وربما يكاد الأمر يطبع كل معارض الكتاب في العالم العربي؛ الشيء الذي يدفع المرء إلى التساؤل عما إذا كانت الذهنية التي تشرف على إعداد مثل هذه التظاهرة المهمة تفتقر إلى الإبداع والقدرة على التجديد في التنظيم بما يتلاءم مع التطور السريع الذي يطبع الحياة المعاصرة".
ويوقع الكاتب عبدالرحيم جيران أعماله الصادرة في ٢٠١٩، وهي: الذاكرة في الحكي الروائي (نقد)، لما تكلم الحكي (نقد)، رياض الخاسرين (قصص)، هذا إلى جانب تقديم روايتي الحجر والبركة الفائزة بجائزة المغرب للكتاب (٢٠١٩).
فيما رأي الناشر المصري مصطفى الشيخ، مدير دار آفاق للنشر، أن معرض المغرب من المعارض التى تحرص دار آفاق على المشاركة به منذ تأسيس الدار منذ 15 عاما لأهمية القارئ المغربي لأنه قارئ نوعي، وهذه الدورة تشهد إقبالا ملحوظا من الجمهور المغربي.
وأشار الشيخ إلى مستوى البرامج الثقافية بالمعرض التي تتميز ببرنامج ثقافي رائع، وتتم دعوة كتاب ومبدعين من دول عدة، وأيضا والإقبال على الكتب المترجمة والشعر والفلسفة والعلوم الاجتماعية بشكل عام.