سوشيال ميديا وأدب مراهقة ومسابقات.. وسائل جذب القراء في القاهرة للكتاب
مواقع التواصل الاجتماعي تلعب الدور الأكبر في الترويج للكتب عبر فيسبوك وتويتر وأنستقرام إضافة إلى ظاهرة شباب "البوك تيوببر"
قبل يوم من انتهاء الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لفت أنظار رواد المعارض عدة ظواهر جديدة للترويج للكتب والإعلان عنها، منها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف.
وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في الترويج للكتب عبر "فيسبوك، وتويتر، وأنستقرام" إضافة إلى ظاهرة شباب "البوك تيوببر" الذين يروجون لبعض الكتب عبر اليوتيوب.
ولجأت دور نشر لاستعمال هذه الوسائل جميعا في الدعاية إلى جانب طرح مسابقات يتم إطلاقها عبر الصفحات الإلكترونية وتدعو القراء لزيارة المعرض.
ولاحظت "العين الإخبارية" خلال جولاتها بالمعرض هذا التنوع، وكان أكثر ما يلفت النظر وجود قوافل من الشباب يتولون الترويج لسلسلة روايات نادرة فودة التي يقدمها الإعلامي أحمد يونس، والتي تصنف ضمن "أدب الرعب".
وخلال الـ3 أعوام الماضية، تحول أحمد يونس إلى ظاهرة فريدة من نوعها في الدعاية والترويج بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تستقطب آلافا من الشباب المتابعين لبرامجه الإذاعية التي تركز على "ثيمة" الرعب.
وعلى امتداد أجنحة المعرض وطرقاته ينتشر حوالي 40 شابا وفتاة يرتدون سترات زرقاء مدونا على خلفيتها اسم الرواية، وهذا الفريق يعمل بدعم من دار "سما" التي نشرت العمل، وكان الغرض تنظيم تدافع الراغبين في التوقيع إلى جانب الدعاية والتنسيق، حسب حديث محمد عبدالمنعم، أحد العاملين بدار "سما".
وبخلاف هذه الوسيلة الترويجية تعتمد دار نشر "عصير الكتب"، التي تعد واحدة من أكثر دور النشر قدرة على جذب الشباب، على مخاطبة شريحة عمرية تبدأ من 14 عاما، بحسب محمد شوقي أحد المسؤولين عن الدار.
ويقول "شوقي": "نجحنا في أن نكون أكثر أجنحة المعرض جماهيرية بفضل قدرتنا على مخاطبة جيل جديد من القراء ظهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لكننا لم نتوقف عند شريحة معينة لأننا بعد سنوات من العمل استطعنا تطوير التجربة ونعمل الآن عبر شركات مع دور نشر عالمية مثل (بنجوين) التي باشرنا معها ترجمة العديد من إصداراتها.
وينفي شوقي التهمة التي تلاحق الدار باعتبارها واحدة من مروجي "أدب المراهقين" مؤكدا: "نحن لا ننشر أدبا رخيصا لكننا بدأنا بمخاطبة جمهور يبدأ رحلته مع القراءة لأول مرة، ودورنا تأهيله ليقطع شوطا أكبر ويكمل المسيرة".
ويشير شوقي إلى أن الدار بدأت وجودها الحقيقي بإتاحة الكتب الإلكترونية عبر صفحتها، قبل انتقالها إلى أرض الواقع بنشر مؤلفات لكتاب شباب بعضهم اليوم في طليعة الأكثر مبيعا".
واستطرد: "هذا ليس عيبا لأننا صنعنا ظاهرة متكاملة، والفريق الذي يعمل معنا على مواقع التواصل الاجتماعي يقترب من 150 شابا وفتاة مهمتهم الرئيسية الترويج لكتب الدار التي تمتلك أحد أكبر أجنحة المعرض، كما أن عددا كبيرا من العاملين بجناح الدار يعمل متطوعا دعما لرسالة تحفيز الشباب على القراءة".
ويبدو لافتا للنظر وجود دار "دون" التي تعد واحدة من أكثر دور النشر جاذبية للشباب، والتي تراهن على جمهور من شرائح عمرية بين 15 و40 عاما.
وأكد الدكتور أحمد سلامة، من فريق "دون"، أن الدار تعمل الآن على إنتاج محتوى متنوع بين الروايات الأدبية والترجمات والكتب التاريخية والفكرية.
ويضيف: "لا أحد بإمكانه اتهامنا بأن أعمال عبدالوهاب المسيري وروايات سلوى بكر أعمال من النوع الخفيف، وهذا يثبت أننا نراهن على محتوى متنوع وبجودة عالية في الإخراج وصناعة غلاف جذاب جماهيريا، بالإضافة إلى فريق (سوشيال ميديا) محترف يساعد الدار على التواصل مع نحو 2 مليون متابع".
وبالمثل استطاعت مبادرة "صورني مع كتابي" إثارة الانتباه، حيث قرر فريق من مصوري الفوتوغرافيا يقودهم الدكتور علاء فريد إطلاق مبادرة تجذب مؤلفي الكتب للتصوير مع مؤلفاتهم داخل دائرة ضوئية أعدت خصيصا لهذا الغرض.
ومن خارج مصر برز الروائي والشاعر السوري زياد عبدالله، المقيم في دبي، بحركته داخل أجنحة المعرض مرتديا قميصا مطبوعا عليه غلاف كتابه، وسار داخل المعرض وبصحبته فريق من العاملين بدار "المتوسط" التي نشرت الكتاب، وبالفعل نجحت هذه الطريقة في لفت الأنظار.
وروجت دار "العربي" لرواياتها المترجمة، باستضافة مؤلفي تلك الروايات في حفلات توقيع، وجاء أحدهم مرتديا "بدلة فضائية"، ولعبت الدار مع جمهورها بمبادرة عنوانها "موعد مع كتاب" تطلب من القارئ أن يتوقع جملة مكتوبة بالمحتوى.
وبطريقة مختلفة تعمل دار "أبييدي" التي تبدأ رحلتها بأول مشاركة في المعرض بالرهان على الأدب الجيد والأسماء المشهود لها بالقيمة الفنية والتنوع والتي تمتلك حضورا في أوساط الكتاب.
والأسماء التي تنتج لها الدار: "أشرف الخمايسي، وأدهم العبودي وعادل الميري وبهاء عبدالمجيد ومصطفى البلكي وسهير المصادفة وفريد عبدالعظيم".
ويقول محمود عبدالنبي من الدار: "كل الأسماء التي نتعاون معها مهمة لكنهم يحتاجون إلى دار تعتني بإنتاج مؤلفاتهم في شكل أنيق ومستوى طباعي متميز يسهل توزيعها في المعارض العربية، حيث تظل الشكوى دائما تحوم حول تراجع جودة الكتاب المصري وطباعته (...) وبالطبع يمكننا الرهان على أدب للاستهلاك، لكن ما يهمنا هو الجودة".
ولجأت دار "تويا" لفكرة ترويجية أخرى تقوم على تصوير مؤلفي الكتب في فضاءات مختلفة بطريقة مشابهة لما يحدث مع نجوم الفن، بعدها تنشر الصور عبر السوشيال ميديا.
كما أتاحت الدار بيع مؤلفاتها بالتقسيط عبر أحد البنوك وإمكانية طرح أسئلة عبر صفحة الدار على "فيسبوك" وتقديم هدايا للمشاركين داخل المعرض.
وأبدي ناشر، طلب عدم ذكر اسمه، رفضه الترويج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أنها تخلق رسالة مضادة تؤثر سلبا على القراء الحقيقين.
كما شكك أيضا في طريقة الترويج من خلال بعض "البوك تويبر"، مبررا ذلك بأن بعضهم يتقاضى مكافآت من دور نشر معينة مقابل الترويج لمؤلفات على حساب مؤلفات أخرى.
,
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg
جزيرة ام اند امز