الشاعر المصري جرجس شكري: الشعر لا يعرف المناطق المحظورة
جرجس شكري يرى أن مشكلة الشعر كثيرة، وممثلة في تحديد ماهيته بعد حذف أداتين من أدواته الأساسية هما الموسيقى والقافية
يرى الشاعر المصري جرجس شكري أن الحديث عن أزمة يعيشها الشعر لا ينفصل عن أزمة مجتمع بالكامل، وأن قصيدة النثر تجاوزت مرحلة البحث عن اعتراف لأنها موجودة، معتبرا أن انحياز الأجيال الجديدة لها كشكل شعري هو أمر مفهوم.
وأكد "شكري"، خلال حواره مع "العين الإخبارية"، أن الشعر لا يوجد به مناطق محظورة، لأن هذا ضد منطق الشعر، معتبرا أن الشاعر حين يكتب لا يفكر بعقله، فالكتابة حالة مختلفة ومغايرة عن ممارسة الإنسان في الحياة اليومية، حسب قوله.
وشكري مواليد 1967، ناقد مسرحي بمجلة "الإذاعة والتلفزيون" المصرية، صدر له "بلا مقابل أسقط أسفل حذائي"، "رجل طيب يكلم نفسه"، "ضرورة الكلب في المسرحية"، "الأيدي عطلة رسمية"، و"تفاحة لا تفهم شيئاً".
تُرجم شعره إلى الألمانية والإنجليزية والفرنسية والهولندية والسويدية والكاتالونية، وصدر له "ما تبقي منا لا يهم أحدا" مختارات شعرية باللغة الألمانية، وحصل ديوان "تفاحة لا تفهم شيئاً" على جائزة أفضل ديوان شعر فصحى في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2013.
ويتولى "شكري" منصب أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، وهي هيئة حكومية معنية بنشر الثقافة خارج القاهرة، وهنا نص حوار معه حول تجربته الإبداعية والنقدية.
كيف ترى الحالة الأدبية والوضع الثقافي في مصر حاليا؟
الحالة الأدبية والوضع الثقافي جزء من الحالة العامة أو السياق الاجتماعي للمواطن، فنحن نمر بمرحلة فارقة في تاريخ هذا الوطن، فترة تحولات كبرى، ليس في مصر فقط بل في العالم العربي كله، ودون شك لا بد أن تتأثر الثقافة بهذه التحولات، ولك أن تتأمل الذائقة في قراءة الرواية التي تتغير كخطوط الموضة، ففي فترة محدودة يتجه الشباب إلى روايات الرعب، ومن قبل السخرية ومن بعد اتجاهات أخرى وهكذا، فاللحظة التي نعيشها مرتبكة وغير مستقرة، فهي مرحلة انتقالية.
هل نعيش أزمة شعر أم أزمة شعراء؟
نحن نعيش أزمة في كل شيء، وكأن الأزمة مقترنة بالأدب، وأقول لك أصبح الأمر لا يعنيني، هناك إبداع دائم يطرح أسئلة وقضايا تتغير وتتبدل وتسهم في تنمية وتطوير الوعي حتى في ظل ما يسمى بالأزمة.
ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر العربي؟
قدمت لغة جديدة لم يعرفها الشعر العربي من قبل في كل مراحله، فلغة قصيدة النثر لا تشبه لغة من أي نوع أدبي آخر، قدمت إيقاعاً جديداً لم يعرفه الشعر العربي من قبل، وهذا يكفي.
نعم هناك مشاكل كبيرة وكثيرة ممثلة في تحديد ماهية الشعر بعد حذف أداتين من أدواته الأساسية الموسيقى والقافية، وهذه أمور تحتاج إلى بحث عميق، لكن في كل الأحوال قصيدة النثر إضافة مهمة للشعر العربي بما لها وما عليها.
ما المطلوب من الشعر الآن في ظل ما تمر به الأمة العربية؟
مطلوب أن يكون صادقاً، أن يؤدي كل شاعر ومثقف دوره حتى لو أن قناعته تخبره بأن الشعر لم يعد مؤثراً في الواقع كما كان، لكن يبقى الشعر ضرورة لهذا العالم، ولا يمكن أن أتخيل العالم بدون شعر.
وماذا تعنيه لك ترجمة الشعر؟
تعني تقديرا للشعر والشاعر، وأن هناك ثقافة أخرى ستتفاعل مع ما تكتب، تعني أن تنتقل نصوصك من اللغة التي تعرفها إلى لغة أخرى، في أحيان كثيرة أنظر إلى أعمالي المترجمة، وأشعر بأنها ليست لي تماما، فالمترجم شريك في النصوص بلغته التى يعرفها، في النهاية هي حالة غريبة ومدهشة أن تجد قصائدك ترتدي ملابس جديدة لا تعرفها تتأملها في ثوبها الجديد، واصة حين يقرؤها شخص آخر غيرك ويصفق لها جمهور من ثقافة مختلفة تماماً.
هل هناك مناطق محظورة في شعرك؟
ومتى يجب أن يتوقف الشاعر عن النظم؟
ما وجهة نظرك في أزمة المسرح؟ وهل هي أزمة نص أم مخرج أم جمهور؟
كلمة أزمة أصبحت بلا معنى، والأزمة في مجتمع بالدرجة الأولى، فالمجتمع الذي يحكمه التدين الزائف منذ عقود، والذي أصبح إعمال العقل فيه من المحرمات، هذا المجتمع ليس مكانا ينتج فنا قائما على الرأي والرأي الآخر.
ما تأثير الجوائز في إثراء تجربة الشاعر وتطويرها؟
الجوائز مجرد حدث سعيد في حياة المبدع للدعم والتشجيع على استمرار المسيرة، أما تطوير التجربة فموضوع آخر.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز