"مفروش".. معرض للكتاب على أرصفة الخرطوم
معرض "مفروش" الذي يواجه غلاء أسعار الكتب، عاد بعد توقف دام لـ٤ أعوام وذلك بعد تغيير النظام الحاكم.
مع أجواء التغيير في السودان وجد معرض ”مفروش“ للكتاب الأبواب الطريق أمامه لاستئناف نشاطه في نشر الوعي والمعرفة بين السودانيين، وذلك بعد سنوات من المطاردة والمنع بواسطة أجهزة أمن النظام السابق.
و”مفروش“ هو معرض للكتاب يضم مجموعة من الوراقين الذين يعرضون الكتب على أرصفة الطرقات بالعاصمة السودانية الخرطوم ويبيعونها بأسعار زهيدة مقارنة بالأسعار الموجودة بالمكتبات.
وقبل نحو 10 سنوات، اجتمعت مجموعة من المثقفين السودانيين تحت اسم "جماعة عمل" بهدف ملء الفراغ في مجال الثقافة والمعرفة الذي خلفته سياسات النظام السابق المعادية للفكر، واتفقوا على فكرة تجميع الوراقين "الفريشة" كما يطلق عليهم من تسمية، في مكان واحد لعرض كتبهم، سيما وأنها كانت تضم عدد من المؤلفات القيمة والنادرة والتي لا تتوفر في المكتبات بسبب حظرها بواسطة السلطات.
ومن يومها أطلق على المعرض اسم ”مفروش“ بيد أن أيادي النظام السابق في السودان طاردت "الفريشة" ومنعتهم من العمل بحجج وذرائع مختلفة حتى توقف المعرض تماما، ولكن بعد التغيير الذي شهده السودان وذهاب النظام المعادي للفكر والمعرفة، عادت "جماعة عمل" لاستئناف نشاط "مفروش" وتوسعة مجالات الفكرة لتضم مجموعة من الأنشطة المصاحبة.
ودشنت المجموعة الثلاثاء رسميا المعرض بالمتحف القومي للآثار السودانية، وسط حضور كبير للرواد من مختلف الفئات العمرية.
ياسين حسن علي، عضو مجموعة "جماعة عمل" صاحبة فكرة معرض "مفروش" يقول لـ"العين الإخبارية" إن المجموعة تأسست في عام 2012 وهي جماعة ثقافية غير ربحية، هدفها ملء فراغ الساحة الثقافية بعد أن انعدمت منافذ الثقافة والفكر التي أغلقها النظام البائد.
ويوضح أن "جماعة عمل" تعمل على مبادرات مختلفة وليست معرض الكتاب لوحده، فالمعرض ما هو إلا واحد من الأنشطة التي ستتزايد في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن معرض "مفروش" يهدف لبيع وتبادل الكتب بطرق أيسر من المعارض الأخرى كما يضم نسخ نادرة لمؤلفات قديمة، موضحا أن المعرض تتخلله فعاليات مصاحبة من مسرح وموسيقى ومعرض تشكيلي.
ويضيف علي: "تعمل مجموعتنا على أنشطة أخرى كالندوات مثل (تاريخ السودان القديم) التي نقوم بتنظيمها على عدة محاور في مواقع مختلفة".
ويذكر ياسين أن المعرض توقف في عام 2015 بسبب مضايقات النظام السابق ورفضه لعدد من الكتب التي يحظرها من التداول، وتابع قائلا: "نحن غير مسؤولين عن الكتب بالمعرض، فقط مسؤولين عن التنظيم من أجل التبادل المعرفي، لكن السلطات ظلت تطالب بعناوين الكتب، ونتعرض للتضييق وثم مطالبتنا بالحصول على تصديق من جهاز الأمن، وهو ما يرفض منحه لنا، الأمر الذي جعلنا نتوقف تماما".
لكن الأمر اليوم اختلف تماما بعد التغيير الذي شهده السودان وأصبحت الفرصة مواتية لمجموعة "جماعة عمل" لتكثيف أنشطتها لنشر الوعي والمعرفة، بحسب علي، مضيفاً: "التغيير هو الذي جعلنا نستأنف عملنا مرة أخرى ولدينا حاليا مشاريع كبيرة أخرى موضوعة أمامنا سنعمل على تنفيذها".
ويشير إلى علي إلى أن المجموعة اختارت الثلاثاء الأول من كل شهر لبدء المعرض الذي تتخله أنشطة مصاحبة بينها عرض مسرحي ومعرض تشكيلي يستمر لمدة أسبوع.
مضايقات وتوقف
البدري محمد آدم، مشارك في معرض "مفروش" يقول لـ" العين الإخبارية" إن نشاطه في بيع الكتب بدأ عام 2009 واعتاد عرض الكتب على أرصفة الطرقات بالعاصمة الخرطوم قبل أن ينضم إلى "مفروش".
ويشير آدم، إلى أن "مفروش" بدأ عرضه أول مرة قرب المسجد العتيق بالسوق العربي في الخرطوم، ثم تنقل في أماكن عديدة قبل أن يستقر في ساحة ”أتني“ قرب القصر الرئاسي لتوقفه السلطات نهائياً.
ويضيف: "حاولنا بعدها أن نعمل بطرق مختلفة لتفادي مضايقات الأجهزة الأمنية، لكن كانت دائماً تحرك أذرعها مثل المصنفات الأدبية وسلطات البلدية لتمنعنا من العمل بحجة أن العرض غير قانوني لأنه يتم في مواقع غير مصرح بها“.
وأشار إلى أن أعضاء "مفروش" بعد ذلك توزعوا في مواقع مختلفة لعرض كتبهم مثل "كمبوني" بالسوق العربي، وموقف "جاكسون" وموقف "الأستاد".
ويلفت آدم إلى تراجع حركة البيع بسبب ارتفاع أسعار الكتب وتدهور الحالة الاقتصادية للمواطنين، موضحا أن هذه الأوضاع دفعت البعض لاقتناء الكتب من الأنترنت وتحميلها بصيغة الـPDF.
وتابع قائلا: "هنالك تراجع في نسبة الإقبال على الكتب الورقية، لوجود زيادات غير طبيعية في الأسعار حيث فاقت نسبة 100%".
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز