باحث مصري يحلل أغاني "المهرجانات": خرجت من "العشوائيات" قبل 15 عاما
كتاب "هتاف المنسيين" جاءت بعدما حاصرت أغاني المهرجانات المؤلف في المتاجر ووسائل النقل ووصلت إلى عقر داره واستولت على أذن ابنه الأصغر.
أصدر شاعر وناقد مصري كتابا عن أغاني المهرجانات بعنوان "هتاف المنسيين"، عمد خلاله إلى جمعها وتحليل مضمونها والبحث وراء أصحابها، معتبرا أنها ظهرت قبل نحو 15 عاما.
وتحدث الشاعر والناقد المصري يسري حسان، في كتابه الذي صدر في 243 صفحة عن دار بتانة للنشر والتوزيع بالقاهرة، ويحمل عنوانا فرعيا "أغاني المهرجانات.. من العشوائيات إلى أولاد الذوات"، عن نشأة هذه النوعية من الأغاني.
وقال: "لا أحد يملك تحديد الوقت أو المكان الذي ظهرت فيه أغاني المهرجانات بدقة، هناك من يقول إنها بدأت من المطرية أو من مدينة السلام، لكن المرجح أنها بدأت قبل أحداث يناير/كانون الثاني 2011 ربما بـ5 أعوام أو أكثر".
وأوضح أن فكرة الكتاب جاءت بعدما حاصرته أغاني المهرجانات في المتاجر ووسائل النقل ووصلت إلى عقر داره واستولت على أذن ابنه الأصغر، قائلا: "كان هدفي أن أكتشف وأعرف وأحلل، لا أن أصدر أحكاما من أي نوع".
وميز المؤلف بين أغاني المهرجانات والشعبية، قائلا إن الأولى ابنة المناطق العشوائية التي نشأت على أطراف المدن أو خارجها، التي تختلف في تركيبتها السكانية وخصائصها عن المناطق الشعبية التقليدية.
حسان لخص أسباب ظهور أغاني المهرجانات في 9 نقاط، أبرزها: الرغبة في التمرد على كل ما هو رسمي أو راسخ أو محتفى به وسهولة صناعة هذه الأغاني دون استوديو أو حتى ملحن، والثورة التكنولوجية المتمثلة في القدرة على نشر أي محتوى عبر موقع يوتيوب.
ورأى المؤلف أن المهرجانات ليست نوعا واحدا من الأغاني، مضيفا: "ليس لها ستايل واحد، بل إن الفرقة الواحدة لا تستطيع أن تمسك لها بخط ثابت يميزها عن غيرها".
واستعرض الكتاب أسماء الفرق والتي يبدو بعضها غريبا، مثل "الدخلاوية" و"المدفعجية" و"الصواريخ" و"شبيك لبيك"، موضحا أن أغلب أفرادها لم يحصلوا على قدر جيد من التعليم أو لم يتعلموا من الأساس، مشيرا إلى أن بعضهم عمل جزارا وسائقا وحلاقا وقهوجيا.
عرض الجزء الأكبر من الكتاب مضمون أغاني المهرجانات التي يتناول بعضها بالتحليل والقراءة، علما بأن المؤلف اختار النماذج الأقل خدشا للحياء، حيث تمتلئ هذه الأغاني بكلمات التحرش والإيحاءات الجنسية الفجة.
الكتاب الذي يتصدى لظاهرة خرجت من قلب العشوائيات تأتي لغته تارة عربية سليمة وأخرى عامية كما جاء أسلوبه ساخرا، وهو ما قد يرجع في جزء منه لطبيعة شخصية المؤلف وفي جزء لطبيعة الموضوع ذاته ومحاولة تقريبه للقارئ.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز