"هتاف المنسيين".. كتاب يوثق ظاهرة أغاني المهرجانات في مصر
الكتاب يقدم رصدا توثيقيا لأغنيات المهرجانات في مصر، التي شكلت ظاهرة، بعدما انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
صدر في القاهرة أول كتاب عن أغاني المهرجانات، للشاعر والناقد يسري حسان، تحت عنوان "أغاني المنسيين"، وذلك عن دار بتانة للنشر.
ويقدم الكتاب أول رصد توثيقي لأغنيات المهرجانات في مصر، التي شكلت ظاهرة بعدما انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وكان المطرب هاني شاكر نقيب الموسيقيين في مصر، أصدر الشهر الماضي قراراً بمنع أغاني المهرجانات في الأماكن العامة والفنادق، بعد ما أثارته مشاركة الثنائي حسن شاكوش وعمر كمال في حفل نقلته الفضائيات من استاد القاهرة، وتم الإعلان عن سحب تصريح الغناء من بعض مطربيها الذين تم اعتماد عضويتهم بالنقابة في وقت سابق.
ومؤلف الكتاب صحفي وناقد مسرحي، يشغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة "المساء"، وتولى لعدة سنوات رئاسة تحرير مجلة "مسرحنا"، المكرسة للنشاط المسرحي، وهو من أبرز شعراء العامية في مصر.
ويتتبع من خلال كتابه نشأة أغاني المهرجانات، ويقدم تحليلاً لنصوصها، وخلافاً لأغلب ما ينشر في وسائل الإعلام من اعتبار الظاهرة أحد إفرازات واقع ما بعد يناير 2011، أكد المؤلف أن المهرجانات ظهرت قبل ذلك بـ5 سنوات على الأقل.
ورغم وجود بعض الدراسات حول الموضوع، فإنها انطلقت من أحكام بإدانة الظاهرة وليس تحليلها، لأنها كانت دراسات من الخارج ولا تعتمد على أدوات المعايشة والفحص والتحليل.
وقال حسان: "أمضيت أياماً كثيرة أسمع وأشاهد أغاني المهرجانات، وأقرأ عن أصحابها وقصص حياتهم ورحلات كفاحهم، ثم اكتشفت أنني كنت مغيباً عن هذا العالم الثري بقصصه وحكاياته ومعاركه، وقلت لقد فاتني الكثير فعلاً ولا بد من التعويض، وقررت وقتها أن يكون هذا الكتاب عن أغاني المهرجانات بحلوها ومرها".
والمهرجان نمط موسيقي يعبر عن حالة الكرنفال الذي يتيح مشاركة أكثر من مطرب في أغنية واحدة تدمج موسيقى الراب والشعبي والتكنو في أغنية واحدة.
وأشار المؤلف إلى أنه ابن مجتمع شعبي، وبالتالي لا يمكن له أن يتخذ موقفاً متعالياً من الظاهرة التي يستسهل البعض تصنيفها في إطار "الغناء الشعبي"، لافتاً إلى أن تحليل المحتوى والخطاب الذي تتضمنه أغنيات المهرجانات لا يبرر دعاوى مصادرتها أو منع أصحابها من التعبير.
ومن أهم أسباب ظهور أغنيات المهرجانات؛ سهولة صناعتها وتداولها، وهي في أغلب الأحيان تعتمد على جملة لحنية واحدة وبرامج يوفرها الإنترنت للصوت والمونتاج.
وساعدت عملية الاستعانة بفناني المهرجانات في أعمال درامية على إتاحة أعمالهم وتداولها بشكل كبير، ولا يرى الكتاب أن موسيقى المهرجانات تعبير عن ذوق فاسد، لكنها نتيجة تدهور متواصل في صناعة الفنون، ويحلل عبر فصول كتابه أنواع أغنيات المهرجانات ويوثق نصوصها.
ويلاحظ أن الموضوعات التي يركز فيها أغلب مطربي المهرجانات مأخوذة من الشارع ومن ألسنة الناس وتستخدم لغتهم المتداولة.
وينتهي المؤلف إلى الاعتراف بأن الهجوم على المهرجانات لن يفيد، فهي بكل أشكالها ليست خطراً على الدولة ولا خطراً على الشباب والنشء ولا خطراً على الذوق العام، وأن الخطر الحقيقى نسيانها ونسيان ناسها والتعالي عليهم.