"بوكستجرام".. لتسويق وتقييم الكتب على الإنترنت
المغردون يشاركون من خلال هذا الهاشتاق بصور الكتب التي يقرأونها مصحوبة بتقييمهم، وتتنوع الإصدارات بين الحديثة والأعمال الكلاسيكية.
تفاعل عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاق "bookstagram" والذي أصبح يمثل مجتمعاً مغلقاً لمحبي الكتب والقراءة.
ويشارك المغردون من خلال هذا الهاشتاق بصور وأغلفة الكتب التي يقرأونها مصحوبة بتقييمهم، وتتنوع الإصدارات بين الحديثة والأعمال الكلاسيكية التي قد يصادف أن أحدهم يقرأها للمرة الأولى.
ولاقى الهاشتاق تفاعلاً واسعاً عبر تطبيقات عديدة منها: "فيسبوك" و"تويتر"، إلا أن الهاشتاق الذي تم تدشينه عبر موقع الصور "أنستقرام" كان الأكثر انتشاراً إذ وصل عدد المغردين 35 مليون مشاركة.
ودفع هذا الأمر صحيفة "ذا إندبندنت" لطرح سؤال حول تغيير عادات القراءة وصناعة النشر في ظل وجود التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتتنوع التعليقات عبر هذا الهاشتاق الذي وصفه الموقع "بالمجتمع" ما بين: "اسمحوا لي أن أتحدث عن هذا الكتاب، لأنه أثار في الكثير من العواطف"، ويقول آخر عن إحدى روايات ماركيز: "هناك بعض المبالغة، لكن بشكل عام القصة تسير بشكل جيد، أرشحها بشدة".
ويُعلق ثالث على رواية "سولا" للكاتبة توني موريسون، قائلاً: "لا أستطيع التقليل من أعمالها، لكني شعرت بعزلة في كلماتها، الرواية لم تؤثر في".
وذكر التقرير أن هذا الهاشتاق غيّر من طريقة تقييم الكتب وقراءاتها وتسويقها، فالتدوين عبر الإنترنت حول الكتب لا يعتبر أمراً جديداً، لكن هذه الطريقة جعلت الأمر يأخذ جانب تسويقي، خاصة مع الحسابات التي يحظى أصحابها بنسب متابعة جيدة، فأصبحت الكتب كغيرها من المنتجات الأخرى.
الأمر الذي قد يعتبره بعض القراء تدميراً لعالم الأدب النقي وتشويه لخصوصيته، في حين قد يعتبره بعض الناس تشجيعاً على القراءة، ونشر هذه العادة الجيدة، أما الناشرون فاستغلوا هذه الأداة التسويقية الجديدة لزيادة مبيعاتهم.
واحد من أشهر هذه الحسابات تملكه لينا نورمنجتون، التي أصبحت تعمل حاليًا لصالح إحدى دور النشر الخاصة، كمروّج للكتب من خلال مقاطع مصورة تبثها عبر موقع "يوتيوب".
وقالت: "كقارئة ومحبة للكتب قد أثق بتقييم أحد المشاركين خلال هذا الهاشتاق أكثر من رأي كاتب صحفي في أحد الجرائد أو المواقع".
وأضافت نورمنجتون: "قد لا تروقني الكتب التي يرشحها أحد الصحفيين في حين يمكنني أن أختار من أتابعه من المغردين والمشاركين عبر هذا الهاشتاق والذي تتفق المجالات التي أقرأها وما ينشره ويقرأه".
وتمتلك لينا صفحة دشنتها في عمر مبكر "20 عاماً"، استطاعت أن تجذب آلاف من القراء، الذين يتبادلون معها التعليقات عبر منشوراتها، ويقدر عددهم 17 ألف متابع.
وتظهر الصور الكتب بشكل جاذب من خلال تناسق الألوان، وتلتقط الكتب في المكتبة الخاص بالمشارك أو في أحد المقاهي بصحبة القهوة أو الورد وغيرها من الأفكار.
وقد تبدو آراء النقاد والصحفيين في تقييم الأعمال الأدبية حادة في بعض الوقت إلا أنها عميقة أيضًا، فتعلق لينا على هذا الأمر قائلة: "أعلم أن النقاد لديهم تعريفات خاصة بالسطحية والجودة وغيرها، ولكني لا أعجب بالكتاب من غلافه فقط، ورغم ذلك فلا ينبغي أن نقلل من آراء القراء، كما أن الناشرين والكتاب من خلال هذا الهاشتاق يبقون على تواصل مع القراء للتعرف على ما يروقهم".
ولفتت الفكرة انتباه الناشرين لاستخدامها كأداة تسويقية ولا سيما أن عدد المتابعين قد يتجاوز الـ100 ألف في بعض الحسابات، فقاموا بتوفير نسخ هدية لأصحاب هذه الصفحات أو اللجوء لشركات التسويق الإلكترونية.
فيما تحث دور نشر أخرى من أبرزهم دار "بنجوين هاوس" كُتابها على تدشين صفحاتهم الخاصة والتفاعل مع جمهور القراء من خلال هذا الهاشتاق.
وفي أغسطس/آب، كان تفاعل الممثلة الأمريكية جوينيث بالترو، مع هذا الهاشتاق، حدثاً بارزاً، إذ قامت بتصوير مكتبتها الشخصية، التي كانت صغيرة، وكذلك رشحت الكتب للمتابعين.
ومن أبرز ما رشحته رواية "سيرس" للكاتبة مادلين ميلر، ورواية 3 نساء للكاتبة ليزا تادو، ولكن هذه المحاولة لإظهار نفسها كشخص قارئ قابلها موجة من السخرية من قبل المتابعين.
واستغلالاً لهذا التفاعل دشنت مكتبة عامة في نيويورك حملة بعنوان "أنستا نوفلز" هدفها التوسع في الأعمال المشاركة لتضم الروايات الكلاسيكية، ولا تقتصر على الأعمال الصادرة حديثًا فقط، من أجل ضم أعداد جديدة وتفاعل جيل آخر من القراء مع الهاشتاق.
ومن بين الأعمال التي رشحتها المكتبة "مغامرات في بلاد العجائب"، و"ورق الحائط الأصفر" قصة قصيرة للكاتبة الأمريكية شارلوت بيركنز خيلمان نشرت لأول مرة عام 1892.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز