مستقبل غامض لجونسون.. 5 بدائل على مقاعد الاحتياط
رغم نجاة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من اقتراع بحجب الثقة، فإنه يمضي قدما في منصبه محملا بقدر من المخاوف والضغوط.
جونسون والمقربون منه زعموا أن الانتصار في تصويت حجب الثقة، كان مقنعًا ونتيجته حاسمة وتمنح رئيس الوزراء تفويضا جديدا.
لكن الحقيقة هي أن 41 في المئة من نواب حزبه لا يريدونه في السلطة. وهذا الرقم هو أسوأ من نتيجة التصويت على الثقة ضد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، عام 2018.
ووفقا لقواعد الحزب الحاكم، سيظل جونسون في مأمن في منصبه دون اقتراع آخر لحجب الثقة لمدة 12 شهرًا، إلا أن هناك تكهنات تشير إلى وجود مساعٍ لمعارضي جونسون داخل الحزب لاستباق هذه الفرصة والسعي لتغيير القواعد المنظمة لإجراءات زعامة المحافظين في البرلمان.
ووفقا لتقارير بريطانية، فإن كل زعماء حزب المحافظين الذين مروا باقتراع داخلي بحجب ثقة في العقود الأربعة الأخيرة؛ إما خسروا الانتخابات العامة بعدها، مثل ما حدث مع جون ميجور في انتخابات عام 1997، وإما اضطروا للاستقالة من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة مثل ما حدث مع مارجريت ثاتشر عام 1990، وتيريزا ماي عام 2019.
ويرى مؤيدو جونسون أنه يتمتع بقدرات خاصة في الخروج من الأزمات رغم تواليها عليه، فعادة ما يلجأ إلى الإعلان عن سياسات كبرى تلقى قبولا شعبيا كلما واجه أزمة كبرى، وهو بالفعل ما حدث اليوم.
فلم يكد يمر يومان على أزمة سحب الثقة، إلا وأعلن جونسون في خطاب، اليوم في "لانكاشير"، عن سياسة جديدة لتسهيل حصول محدودي الدخل على قروض رهن عقاري لشراء منازل، وهي سياسة ستلقى قبولا واسعا لدى الفئات الأكثر تضررا من أزمتي الإسكان وغلاء المعيشة، وستضع حدا أيضا لانتقادات المعارضة للرجل بإهمال الطبقات الأقل حظا في المجتمع.
لكن مصادر متعددة قالت لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الذين يتطلعون إلى خلافة جونسون بدأوا بالفعل في تعزيز قواعد قوتهم ويستعدون لإطلاق حملاتهم الانتخابية لرئاسة الوزراء، في الوقت المناسب.
وقام هؤلاء النواب بتنظيم حفلات عشاء مع المانحين الذين سيمولون الحملات الفردية.
أحد أبرز المرشحين لتحدي جونسون في الانتخابات القادمة هو جيريمي هانت، الذي تولى ثلاثة مناصب وزارية، أبرزها الصحة، وهو المنافس الأكثر شهرة من الجانب المعتدل والمؤيد لبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. لكنه سيكون خصما سهل المنال في مواجهة حزب العمال.
إذ يري أحد كبار أعضاء حزب المحافظين، أن جيريمي لن يشكل الخيار المثالي للحزب، وقال العضو الذي لم يكشف عن هويته، "سيشكل هدفا مثاليا لنواب حزب العمال الذين سيتهمونه بالفشل في الاستعداد لجائحة كورونا رغم شغله منصب وزير الصحة لست سنوات، ناهيك عن تقربه من عائلة ميردوخ أثناء فضيحة قرصنة الهواتف".
ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين لهذا المنصب رئيس الوزراء عن حزب المحافظين، توم توجندهات، الجندي السابق الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية، وكذلك وزير التعليم الحالي نديم الزهاوي.
وأثار توجندهات إعجاب زملائه بخطابه وجديته، وعلى الأخص عندما تحدث عن سقوط أفغانستان بيد طالبان؛ البلد الذي خدم فيه في أثناء وجوده في الجيش.
وعلى الرغم من تصويته لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016، يحظى الزهاوي بقبول على نطاق واسع في صفوف المعتدلين في الحزب.
لكن الزهاوي وتوجندهات لا يملكان تجارب عمل في الحكومة يمكن من خلالها الحكم على أدائهما.
المرشح البارز الآخر هو ليز تراس، وزيرة الخارجية، التي صوتت على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي عام 2016، لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى واحدة من أكثر الأصوات المشككة في الحكومة الأوروبية.
وأكثر منافسي تراس وضوحًا هي وزيرة الداخلية الحالية بريتي باتيل. ويقول أحد المصادر المحافظة إن حملة باتيل الخفية "تعمل بهمة وبصورة منظمة منذ حوالي عام" من أجل الفوز بمنصب رئيس الوزراء.
وتحظى باتيل بشعبية كبيرة بين القاعدة الشعبية للحزب والجناح الأكثر تحفظًا دخله. وهي واحدة من المشككين في أوروبا منذ فترة طويلة، ولها خطب طويلة حول الهجرة والجريمة والاقتصاد. واشتهرت بدعمها لإعادة عقوبة الإعدام.