بوريس جونسون.. عودة من الباب الكبير محفوفة بخطر انتزاع لقب تراس
قبل بضعة أشهر وقف بوريس جونسون أمام داونينج ستريت لإعلان رحيله عن المنزل رقم 10، لكن الآن، وفي تطور مثير للأحداث، قد يعود إليه مجددا.
سقوط خليفته ليز تراس -التي أعلنت استقالتها يوم الخميس، بعد 44 يوما فقط في منصب رئيس وزراء بريطانيا- ترك فرصة لاحتمال عودة جونسون.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد أوردت أنه من المتوقع أن يترشح صاحب الـ58 عاما للمنصب. وبالرغم من أنه لا يزال يواجه تحقيقا بشأن ما إذا كان ضلل البرلمان في فضيحة "بارتيجيت"، يبدو أن جونسون احتفظ بدعم أعضاء حزب المحافظين.
وقبل أيام فقط، تصدر جونسون -الذي شغل منصب رئيس الوزراء لأكثر من ثلاثة أعوام حتى الشهر الماضي- استطلاعا لرأي أعضاء حزب المحافظين الذين سئلوا عمن يريدون أن يتولى المسؤولية إذا استقالت تراس خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وسجل جونسون 32% في استطلاع "يوجوف" الذي شمل 530 من أعضاء حزب المحافظين، وأجري بين 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن من يقرر وهل بإمكان جونسون الترشح مجددًا بالرغم من مغادرته داونينج ستريت الشهر الماضي؟
في خطاب استقالتها القصير، الخميس، قالت تراس إنها ستظل رئيسة للوزراء حتى اختيار خليفتها. وأضافت أنها اتفقت مع رئيس لجنة 1922، السير جراهام برادي، على استكمال انتخابات القيادة الأسبوع المقبل.
وأوضح السير جراهام لاحقا أنه تحدث مع رئيس حزب المحافظين، جيك بيري، الذي "أكد أنه سيكون ممكنا إجراء اقتراع واختتام انتخابات القيادة بحلول الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، لذا يمكن أن يكون لدينا قائد جديد قبل البيان المالي في 31 أكتوبر/تشرين الأول."
ووفقا لموجز بحثي لمكتبة مجلس العموم بشأن انتخابات قيادة حزب المحافظين، "يجب أن يكون زعيم الحزب نائبا حاليا بالبرلمان". وبالرغم من مغادرة جونسون لرقم 10، لا يزال، بالطبع، نائبا عن أوكسبريدج وجنوب روسليب.
وفي الظروف الراهنة، يبدو أن جونسون سيكون حرًا في الترشح لزعامة الحزب – وبالتالي قد يصبح رئيس وزراء بريطانيا.
ويوضح الموجز البحثي أن "انتخابات قيادة المحافظين عادة ما تتألف من مرحلتين... يختار النواب المحافظون اثنين من المرشحين للتقدم بالمرحلة الثانية، ثم يصوت أعضاء الحزب. ويفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات".
ومع ذلك، عندما وجه المراسلون أسئلتهم، يوم الخميس، إلى السير جراهام، بدا الوضع في البداية أقل وضوحا. وعندما سئل عما إذا كان الأعضاء سيشاركون في العملية، قال: "هذا هو التوقع".
وأضاف: "لذا، السبب في أنني تحدثت مع رئيس الحزب وناقشت معه معايير العملية هو النظر في كيفية تحقيق الأمر برمته، بما في ذلك مشاورة الحزب بحلول الجمعة من الأسبوع المقبل."
ولدى سؤاله عما إذا كان سيكون هناك مرشحان بالتأكيد للعضوية، أجاب السير جراهام: "تنص قواعد الحزب على أن يكون هناك مرشحان اثنان ما لم يكن هناك مرشح واحد فقط".
ولاحقا يوم الخميس، قال السير جراهام إن المرشحين ليحلوا محل تراس سيحتاجون 100 ترشيح على الأقل من نواب حزب المحافظين.
وحشد جونسون دعم عشرات من نواب حزب المحافظين، ومتبرعين سابقين، ونشطاء الحزب، والفريق الذي ساعده في الفوز بالانتخابات عام 2019 وذلك في وقت سيحاول فيه أن يكون ضمن آخر مرشحين اثنين بسباق قيادة حزب المحافظين.
ومن المتوقع أن ينهي رئيس الوزراء السابق عطلته في جمهورية الدومينيكان والعودة إلى بريطانيا اليوم حيث يحاول الإقدام على العودة السياسية غير العادية.
وفي حين لم يؤكد جونسون صراحة أنه سيترشح، أخبر حلفاء مقربون أنه يعتزم ذلك وطلب منهم المساعدة في تنظيم حملته.
وأنشأ متبرع بارز للحزب مجموعة عبر تطبيق "واتسآب" تحت اسم "ادعم بوريس"، أمس، والتي بلغ عدد أعضائها أكثر من 300 عضو من نواب محافظين ونشطاء كبار بالحزب إلى جانب متبرعين.
ومع ذلك، تتمثل إحدى العقبات الرئيسية أمامه هو تهديد التوقيف كنائب برلماني بسبب التحقيق الذي تجريه لجنة امتيازات مجلس العموم بشأن ما إذا كان قد كذب على البرلمان بشأن حفلات فترة الإغلاق. وإذا تبين أنه مذنب وتم توقيفه لأكثر من عشرة أيام، قد يواجه تصويت سحب الثقة ومعركة صعبة على مقعده عن أوكسبريدج وساوث رويسليب.