"العين على رمضان" بوجلبان يكشف يوما أفطر فيه أبوتريكة
التونسي أنيس بوجلبان نجم الصفاقسي والأهلي المصري السابق يتحدث عن ذكرياته في رمضان ويكشف متى أفطر أبوتريكة. تابع
عادة ما يحفل شهر رمضان المبارك بالكثير من الذكريات الطيبة لكل المسلمين في كل أنحاء العالم، لكن الذكريات تزداد إثارة وتشويقا لدى لاعبي ونجوم الرياضة خاصة كرة القدم، حيث يواجهون الكثير من المواقف الغريبة في الشهر المبارك.
التونسي أنيس بوجلبان نجم الصفاقسي والأهلي المصري السابق هو ضيف الحلقة الأولى من سلسلة "العين على رمضان".
- هل واجهت مشكلة في صيام رمضان خلال التدريبات والمباريات؟
الأمر الغريب أنني لم أجد مشكل في التعايش مع شهر رمضان في مصر حينما لعبت في الأهلي سنة 2008 باعتبار أن التدريبات والمباريات كانت تتم كلها في المساء، فضلا على أن جميع الأطراف كانت توفر الظروف المناسبة لكي يقوم اللاعبين بواجبهم الديني على أفضل وجه.
في المقابل، عانيت في تونس، ككل اللاعبين المحليين، من صعوبة اللعب في شهر رمضان، باعتبار أن وزارة الداخلية ترفض تنظيم المباريات في المساء لأسباب أمنية، كما أن بعض الملاعب غير مجهزة بالأضواء الكاشفة، دون أن ننسى الضغوط التي يفرضها رؤساء مجالس الإدارة والمدربين من أجل أن يفطر اللاعبين خلال المباريات الهامة.
- نفهم من كلامك أنك أجبرت على عدم الصيام أحيانا؟
شخصيا لم أرضخ للضغوط ونجحت في أن أفرض وجهة نظري، ربما بحكم مكانتي الكبيرة في صفوف الصفاقسي كابن من أبنائه وكقائد له أيضا، وهي ساعدتني على تجاوز كل هذه الضغوط للقيام بواجبي الديني على الوجه الأكمل.
- هل تذكر لنا أصعب مباراة خضتها في شهر رمضان؟
أعتقد أن المباراة التي خضتها أمام الأوليمبي الباجي لحساب نسخة 2002-2003 من الدوري التونسي تظل الأصعب بالنسبة لي، ومن لطف الله أنني لم أصب بمضاعفات صحية خطيرة في تلك المواجهة خاصة وأن تأثير نقص المياه والأملاح المعدنية كان كبيرا على جسمي، مما جعلني أعجز عن القيام بواجباتي فوق الميدان.
- هل تتذكر واقعة خلاف بين اللاعبين والإدارة بسبب الإصرار على الصيام؟
أذكر جديا أنه في نسخة 2006 من دوري أبطال أفريقيا تعرض حسان البجاوي الحارس الثاني للصفاقسي في تلك الفترة، للطرد من جنوب أفريقيا، بعد ساعات قليلة من وصولنا إليها لمواجهة أورلاندو بيراتس، في دور الأربعة، بسبب إصراره على الصيام.
هذه الحادثة أثرت بشكل كبير على تركيزنا ولو أننا نجحنا بعد ذلك في العودة بنتيجة التعادل في مباراة الذهاب، قبل أن ندعمها بفوز صعب في مباراة الرد، ما أهلنا لمواجهة الأهلي في المباراة النهائية الشهيرة التي حسمها أمامنا محمد أبو تريكة بهدفه القاتل في مرمى أحمد الجواشي.
- على ذكر الأهلي المصري، ماهي ذكرياتك عن رمضان في مصر؟
كما قلت لك سابقا لم أجد صعوبات كبيرة من الناحية الرياضية بحكم أن الظروف كانت مناسبة للتدرب ولعب المباريات، لكن من الناحية المعيشية، لم أكن مرتاحا بحكم تأثير غياب العائلة وصعوبة التعود على العادات الغذائية في مصر.
بشكل عام خضت مع الأهلي المصري عدة مباريات صعبة في شهر رمضان ولم يحدث أن أفطر اللاعبون إلا في مناسبة وحيدة، وبالتحديد في مباراة أسيك أبيدجان الإيفواري، لحساب نسخة 2007 من دوري أبطال أفريقي، التي خضناها في جو خانق وحرارة تجاوزت 42 درجة مئوية.
- هل كان محمد أبوتريكة من ضمن المفطرين؟
نعم ولو أنه تحصل على فتوى من أحد شيوخ الأزهر تجيز له الإفطار في تلك المباراة، باعتبار أن صيامه في مثل تلك الظروف كان بإمكانه أن يحدث له مشاكل صحية كبرى.
- هل عدم الصيام كان تقليدا متبعا في الأهلي المصري؟
لا لم يحدث ذلك سوى في مباراة وحيدة، حيث أننا خضنا عدة مباريات قوية مع الزمالك وإنبي كان رهانها الدوري المحلي من دون أن يفطر أي لاعب.
- وكيف كان تعامل اللاعبين الأجانب غير المسلمين مع رمضان؟
في الحقيقة الجميع وبصفة خاصة الثنائي الأنجولي فلافيو وجيلبرتو، كانوا يحترموننا كثيرا ويرفضون الإفطار أمامنا، كما أذكر أن بلاز كواسي، المهاجم الإيفواري السابق للصفاقسي، أراد أن يشاركنا صيام يوم في رمضان، غير أنه لم ينجح.
- ما الفارق بين رمضان في تونس ومصر؟
في الحقيقة لكل بلد ميزاته وتقاليده الخاصة به، لا يمكن الحديث عن الأفضل والأسوأ، لكن ما يمكنني قوله إنني افتقدت بشكل كبير التقاليد التونسية في شهر رمضان خلال فترة احترافي في مصر.
- هل كانت معاناة الصيام تزيد مع المدربين الأجانب؟
من الغريب أن المدربين الأجانب يحترمون شهر رمضان أكثر من المحليين، أذكر في هذا الإطار أن مانويل جوزيه، المدرب البرتغالي الأسبق للأهلي المصري، كان يشجع اللاعبين على الصوم حتى خارج شهر رمضان، وكان يعلم مثلا أهمية صيام يوم عرفات فكان يحرص على أن يحدد برنامج التدريبات وفقا للمناسبات الدينية.