"ميكروبات الأمعاء" تدمر الفيروسات المضرة بالدماغ
افتقاد الميكروبات نتيجة تزايد استخدام المضادات الحيوية التي تحدِث تغيرات ضارة في بكتيريا الأمعاء، قد يزيد من خطر التصلب المتعدد.
أصبح مرض التصلب المتعدد، من أكثر أمراض الجهاز العصبي شيوعاً على مدار العقود القليلة الماضية.
ويُعتَقد أن الالتهابات الفيروسية في الدماغ أو الحبل الشوكي تؤدي إلى هذا المرض، غير أن باحثي جامعة يوتا الأمريكية توصلوا مؤخراً إلى سرّ عجز الخلايا المناعية عن مواجهة الالتهابات المذكورة.
وخلال الدراسة التي نُشِرت، الثلاثاء، في دورية "eLife"، وجد الباحثون أن الميكروبات المفيدة في الأمعاء، تنتج مركّبات تقود الخلايا المناعية إلى تدمير الفيروسات الضارة، التي تهاجم الدماغ والجهاز العصبي.
وأظهرت الدراسة أن افتقاد وظيفة تلك الميكروبات نتيجة تزايد استخدام المضادات الحيوية التي تحدِث تغيرات ضارة في البكتيريا المفيدة بالأمعاء، قد يزيد من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد والأمراض الأخرى ذات الصلة.
وتوصل الفريق البحثي إلى هذه العلاقة بين ميكروبات الأمعاء والأمراض العصبية، من خلال دراسة أجرِيت على فئران مصابة بفيروس يسبب أعراضاً مشابهة لمرض التصلب المتعدد عند الإنسان، إذ تم تقسيمهم إلى مجموعتين، بعضها يملك ميكروبات نافعة، والأخرى لا تملك تلك الميكروبات.
وجد الفريق البحثي أن الفئران الخالية من الميكروبات كانت لديها استجابة مناعية ضعيفة، ولم تكن قادرة على محاربة الفيروس، وتطورت إلى وقوع شلل، بينما كانت الفئران بميكروبات أمعاء طبيعية أكثر قدرةً على المكافحة.
ولاحظ الفريق البحثي أيضاً أن الفئران التي عولجت بالمضادات الحيوية، قبل ظهور المرض، لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها، حيث كان لديهم عدد أقل من الخلايا المناعية تسمّى الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي تساعد على تمييز الفيروسات لتدميرها بواسطة الخلايا المناعية الأخرى.
وبعد ذلك، حدّد الفريق البحثي المركّبات التي تنتجها ميكروبات الأمعاء، والتي تساعد الخلايا الدبقية الصغيرة، و عندما تم نقل هذه المركّبات المفيدة إلى الفئران الخالية من البكتيريا، أضحت محميةً من التلف العصبي الناجم عن الفيروس.
وقال جون راوند، أستاذ مشارك في قسم علم الأمراض بجامعة يوتا الصحية، عبر تقرير نشره موقع الجامعة تزامناً مع الدراسة: "توضح نتائج دراستنا أن الميكروبات المعوية تحمي الفئران المصابة من الشلل بتشغيل مسار معين في خلايا الجهاز العصبي المركزي".
وأضاف: "هذا يثبت أن إشارات الميكروبات ضرورية لإزالة الفيروسات بسرعة في الجهاز العصبي، ومنع الضرر الناجم عن أمراض شبيهة بالتصلب المتعدد، ما يتطلب الحفاظ على مجتمع متنوع من البكتيريا في الأمعاء".