تغير المناخ يهدد كائنات عاشت لآلاف السنين.. معاناة الحيتان مقوسة الرأس

يبدو أن التغيرات المناخية تزعج الحوت مقوس الرأس، بل وتهدد بقاءه؛ فما القصة؟
تعيش الحيتان مقوسة الرأس على الأرض منذ زمن بعيد، وتشتهر برأسها المقوس، ومن هنا جاء اسمها. وعادةً تعيش بسلام في مياه القطب الشمالي.
لكن، يبدو أنّ التغيرات المناخية لا تتركها وشأنها؛ خاصة مع ظاهرة الاحترار العالمي التي تتسبب في ذوبان الجليد البحري، ما يهدد موائلها.
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة حديثة عن التغيرات المناخية، قد تتسبب في انكماش موطن الحيتان مقوسة الرأس بنسبة تصل إلى 75%.
ونشر الباحثون دراستهم في دورية "إيكولوجي آند إيفليوشن" (Ecology and Evolution) في 20 مايو/أيار 2025.
خريطة
استخدم الباحثون العديد من مصادر البيانات لإجراء دراستهم، والتي شملت: سجلات صيد الحيتان، وأحافير، ونماذج حاسوبية. بعد ذلك، رسموا خريطة لموقع وحجم الموطن الصيفي الذي تقصده الحيتان مقوسة الرأس بحثًا عن الطعام على مدار العصر الهولوسيني الذي بدأ قبل 11700 سنة مضت.
ماذا وجدوا؟
وجد الباحثون أنّ الحيتان مقوسة الرأس ظلت صامدة على الرغم من التقلبات المناخية التي واجهتها خلال كل تلك الفترة الزمنية. مع ذلك، يتوقع العلماء أنّ التغيرات المناخية في المستقبل قد تؤدي إلى تآكل ما بين 65 إلى 75% من الموطن الصيفي للحيتان مقوسة الرأس بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.
فعلى سبيل المثال، هناك موائل صيفية في بحر أوخوتسك تقصدها الحيتان مقوسة الرأس، لكن وجد الباحثون أنها من المرجح أن تختفي بحلول العام 2060؛ بسبب تراجع الغطاء الجليدي.
تهديدات أخرى
عانى الحوت مقوس الرأس من مخاطر أخرى مثل الصيد الجائر لأغراض تجارية، وبدأت رحلة تعافيه منها قبل أربعة عقود، لكن ما زالت التهديدات الخاصة ببقائه قائمة؛ خاصة في ظل التغير المناخي الذي ينتج عنه تغيرات بيئية تؤثر على نظام حياته.
من ناحية أخرى؛ فالحوت مقوس الرأس معرض لتصادم السفن مع زيادة حركتها في المناطق القطبية. إضافة إلى التلوث البيئي بالمواد البلاستيكية والأنشطة البشرية التي تؤثر على صحته. كذلك بعض التغيرات في توزيع الغذاء، ما يضطر تلك الحيتان للسفر لمسافات أطول بحثًا عن الغذاء.
في حال استمرار التغيرات المناخية على تلك الوتيرة؛ فهذا من شأنه أن يتسبب في الكثير من المخاطر، ليس فقط على الحوت مقوس الرأس، بل على التنوع البيولوجي بأكمله.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjgg جزيرة ام اند امز