التغيرات المناخية قد تُجبر الطائرات على تقليل أعداد ركابها

يؤثر قطاع الطيران على التغيرات المناخية؛ لكنه أيضا يتأثر بها إلى حد كبير ومحزن، على حد ما توصلت إليه دراسة حديثة.
يتسبب قطاع الطيران في إطلاق نحو 2.5% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ويساهم بنسبة 4% في ظاهرة الاحترار العالمي. وتتزايد رحلات السفر للركاب بالطائرات باستمرار؛ فقد جعلت العالم قرية صغيرة يمكن الوصول إلى أي مكان عبر العالم خلال ساعات عن طريق الطيران بدلًا من الرحلات التي كانت تستغرق أيام وأسابيع وشهور.
لكن، يبدو أنّ التغيرات المناخية قد تقلل أعداد الركاب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وهذا ما وجدته دراسة أجرتها مجموعة بحثية أوروبية؛ فمن المتوقع -بحسب دراستهم- أنه بحلول ستينيات القرن الحادي والعشرين، أن تُضطر بعض المطارات إلى خفض أوزان الإقلاع بما يعادل 10 ركاب لكل رحلة خلال أشهر الصيف؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتأثير الهواء الساخن على أداء الطائرات عند الإقلاع في بعض المطارات الأوروبية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "أيروسبيس" (Aerospace) في 20 فبراير/شباط 2025.
وركز الباحثون في دراستهم على إيرباص A320، وهي طائرة تُستخدم في الأغلب بالرحلات القصيرة والمتوسطة المدى في أوروبا، ودرسوا كيفية تأثرها بالهواء الساخن في أثناء الإقلاع في 30 موقعًا في جميع أنحاء أوروبا.
الأكثر تضررًا
لاحظ الباحثون أنّ هناك بعض المواقع بعينها التي ستكون الأكثر تضررًا، وهي 4 وجهات سياحية شهيرة: جزيرة خيوس باليونان، بانتيليريا وروما في إيطاليا، وسان سبستيان في أسبانيا. فقد وجد الباحثون أنّ الهواء كلما صار أكثر دفئًا، أصبح أقل كثافة، وهذا يُصعب على الطائرات توليد قوة الرفع التي تسمح لها بالطيران.
تكلفة أعلى
من جانب آخر، لاحظوا أنّ الطيارات ستحتاج إلى خفض حمولتها بما يعادل 10 ركاب، وهذا يعني أنّ تكاليف تذاكر الطيران قد تزداد على الركاب الذين سيحلقون؛ خاصة في بعض المناطق مثل: أسبانيا، إيطاليا، واليونان؛ بسبب انخفاض أعداد المسافرين نتيجة التغيرات المناخية.
ففي السابق، كانت أيام الصيف الحارة التي تُضطر المطارات الصغيرة لتقليل حمولتها معدودة، لكنها اليوم أكثر شيوعًا، فقد أظهرت الأبحاث أنّ الظروف شديدة الحرارة التي كانت تحدث في السابق ليوم خلال الصيف، ستزداد إلى 3 أو 4 أيام في الأسبوع بحلول الستينيات من القرن الحالي.
ليس هذا فقط؛ فقد تُضطر شركات الطيران إلى زيادة إجراءات إعادة جدولة رحلاتها إلى فترات أكثر برودة خلال اليوم، وأكد الباحثون على أنّ زيادة الانبعاثات الدفيئة من شأنه أن يُفاقم المشكلة.
aXA6IDMuMjIuMjE2LjMwIA== جزيرة ام اند امز