«الحوت مقوس الرأس» أكبر الثدييات عمرا.. ضحية جديدة لدوامة المناخ
الحيتان مقوسة الرأس، تنضم لقائمة الكائنات الحية التي تعاني من ظاهرة الاحترار العالمي، التي ظهرت أثارها في شتى مناحي الحياة.
أجرت مجموعة بحثية في معهد الثدييات البحرية في ولاية أوريغون الأمريكية، دراسة للبحث في التغيرات الطارئة على دورة حياة الحيتان مقوسة الرأس، ووجدوا تغيرات واضحة في أنماط هجرتها، وما يتبعه من تداخل بين حركاتها في المحيط وحركة السفن.
وأثبتت العديد من الدراسات لمختلف الكائنات الحية، أنّ هناك الكثير من الأنواع التي تأثرت حياتها وسلوكياتها مع التغيرات البيئية الحاصلة. نشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «جيوفيزيكال ريسرش ليترز» (Geophysical Research Letters) في فبراير/شباط 2024.
طبيعة الحيتان مقوسة الرأس
رأسها يبدو مقوسًا، ومن هنا جاء اسمها، وربما لا يتحدث عنها الكثيرون أو أنها غير شعبية لنا كبشر؛ لأنها تعيش في مناطق القطب الشمالي، لكنها بالطبع تلقى شعبية واهتمامًا كبيرًا من العلماء والباحثين. حالها كحال بقية المخلوقات البحرية، تسعى وراء غذائها والبيئات المناسبة لحياتها، ولها أنماط هجرة بين بحر بيرنغ، في شمال المحيط الهادئ وبحر تشوكشي وبحر بوفورت، في المحيط المتجمد الشمالي.
تغيرات
قبل 15 عامًا، وضع الباحثون ميكروفونًا تحت الماء، يُسمى هيدروفون عند هضبة تشوكشي؛ لجمع بيانات صوتية للحيتان مقوسة الرأس؛ إذ أنّ الحيتان مقوسة الرأس تُغني بصوت عالٍ، خاصة الذكور الذين يغننون 24 دقيقة من الخريف حتى الربيع، لذلك يمكن معرفة متى يكونون هناك. وتفاجأ الباحثون بسمع أصوات الحيتان مقوسة الرأس في مكان أبعد عن مسارات الهجرة المعروفة. ووجدوا أنها هاجرت من مناطق التغذية الصيفية بعد 45 يومًا في 2022، عما كانت عليه في عام 2008.
ما السبب؟
حسنًا، ببساطة، مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد معدل ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية، ما يؤثر على توزيع الموارد الغذائية، وهذا لاحظته العديد من الدراسات السابقة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، هذا بدوره يؤثر على أنماط هجرة الكائنات البحرية، بما فيها الحيتان مقوسة الرأس التي تسافر لمسافات بحثًا عن الغذاء، وأوضح مؤلفو الدراسة في الورقة البحثية أنّ "مناطق التغذية داخل بحر تشوكشي أصبحت أكثر ملاءمة". لذلك تقضي الحيتان هناك وقتًا أطول.
مخاوف
تظهر بعض المخاوف المتعلقة باصطدام الحيتان مقوسة الرأس بسفن الشحن؛ إذ زاد الشحن في بحر تشوكشي الغربي بنحو 13% منذ 2013. في نفس الوقت، تقضي الحيتان مقوسة الرأس وقتًا أطول في الشمال عند بحر تشوكشي. وهذا يعرض تلك الحيتان للخطر. مع ذلك، يتفائل الباحثون بأنّ تلك الحيتان ذكية بما يكفي؛ لتجنب سفن الشحن.
تظهر الحاجة يومًا بعد يوم للحفاظ على النظام البيئي البحري؛ لأنه يرتبط بصحة الأرض ويحميها ويعزز الحياة فوق سطحها. لكن تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، يزيد فرصة التأثير السلبي.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز