"إيرانيون يائسون".. مقاطعة الانتخابات رسالة بفشل النظام
إيرانيون يشكون من تباطؤ الاقتصاد وقمع الحريات وسياسات طهران العدائية التي عزلت بلادهم.
وسط عقوبات اقتصادية واضطرابات سياسية وشبح نزاع عسكري، تسود حالة من عدم المبالاة واليأس بين صفوف الإيرانيين حيال المشاركة في الانتخابات العامة الأسبوع الجاري.
ويشتكي عدد من أهالي طهران من فشل السياسيين في الإيفاء بوعودهم برفع المستوى المعيشي في البلاد، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، واصفة حديثهم بأنه كلام "قلوب مثقلة وشعور بالمرارة".
المقاطعة ضرورة
وقالت باري (62 عاماً) "مستحيل! لن نصوّت!"، بينما أكدت ابنتها كذلك أنها تنوي مقاطعة الانتخابات التشريعية، الجمعة، بعدما فقدت ثقتها بالسياسيين".
وأضافت: "الأمر صعب بالنسبة للجميع في إيران اليوم. مللنا. نريد إيصال رسالة بأننا غير راضين عن الوضع".
ويشعر كثيرون بأن حياتهم شلت جراء تباطؤ الاقتصاد الذي تفاقم نظراً للعقوبات الأمريكية المشددة منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني.
وكانت باري تتنزه مع ابنتها كيانا في تجريش، أحد أرقى أحياء العاصمة؛ حيث تتناقض مظاهر الثراء والفقر الشديدين.
وكيانا أعربت عن يأسها قائلة: "لا يوجد عمل ولا مستقبل"، مضيفة أنها لم تعد "تثق بالسلطات" وتشعر بالإحباط حيال "عدم مصداقيتها".
وزاد تراجع مصداقية المسؤولين الإيرانيين بالنسبة لكثيرين حينما نفت السلطات يناير/كانون الثاني الماضي أن طهران أسقطت بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية، قبل أن تعترف بالأمر بعد أيام.
تعطش للحرية
في حي نازي آباد الأكثر فقراً في جنوب طهران، تحدث شباب عن تعطشهم لمزيد من الحرية في بلادهم.
وأكد كمران بلوش زاده (20 عاماً) "أصبحت الانتخابات مجرد أمر رمزي، لا أؤيد هذه المنظومة ولن أصوت".
وتابع وهو يرتجف في درجات حرارة أدنى من الصفر "أشعر بفقدان الأمل والضعف ولم أبلغ 25 عاماً بعد"، مستطرداً "أشعر باليأس".
بدورها، قالت مصممة الأزياء باري آغا زاده، التي كانت تحمل أكياساً من الملابس وهاتفاً نقالاً: "بصراحة لا أريد التصويت لأن ذلك لن يحل مشاكلنا"، متهمة الحكومة بسوء الإدارة.
وأضافت آغا زاده: "هذه الحكومة وهذا النظام لا يهتمان إطلاقاً بالنساء. لا نملك أي حريات شخصية".
وقالت إنه على الأقل "يمكننا التعبير عن احتجاجنا" من خلال مقاطعة الانتخابات.
ويبدو أن انتخابات البرلمان الإيراني التي ستجرى الشهر المقبل تتم هندستها من قبل نظام المرشد علي خامنئي، لضمان استحواذ الجناح الأصولي الداعم له على معظم المقاعد النيابية، بينما تنتظر إيران انتخابات رئاسية جديدة ستقام في عام 2021.
وكثف مغردون إيرانيون هجومهم على موقع تويتر دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني للمشاركة شعبياً بكثافة للانتخابات البرلمانية المقبلة، بدعوى عدم إحداث فجوات بين الشعب والمؤسسة الحاكمة.
ودشن ناشطون إيرانيون هاشتاقات بعنوان "لن نصوت"، و"لا تصويت"، و"إصبع في الدم" رداً على دعوة روحاني باعتبارها تبييضاً لوجه النظام الإيراني المتورط بقمع محتجين ومعارضين، حسب آراء مغردين على موقع تويتر.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز