أبرز مركبات القتال الغربية لأوكرانيا.. معادلة الحرب في 2023
تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن قدرة المركبات الحربية التي تعهدت بها الدول الغربية في تغيير مسار الحرب في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن عددا من حلفاء أوكرانيا أعلنوا هذا الشهر اعتزامهم تزويد كييف بمركبات قتالية جديدة ودبابات، ستصل الدفعة الأولى منها خلال الأشهر المقبلة، مع دخول العملية العسكرية الروسية عامها الثاني.
وأعلنت الولايات المتحدة وألمانيا أوائل الشهر الجاري عن إرسال مركبات برادلي القتالية ومركبات مشاة ألمانية من طراز ماردر، فيما تعهدت فرنسا بعدد غير محدود من دبابات "إيه إم إكس-10 آر سي" الخفيفة.
يعتقد خبراء تحدثوا إلى الصحيفة أن هذه المركبات القتالية المدرعة والدبابات ستسهم في تلبية الطلب الأوكراني المتزايد في الحصول على أسلحة أكثر تقدماً.
مركبات برادلي الأمريكية
مركبات "برادلي إم2" هي مركبات مشاة قتالية أمريكية الصنع، مخصصة لنقل ودعم جنود المشاة. ودخلت النسخة الأولى منها الخدمة في الجيش الأمريكي في الثمانينيات.
صممت كل من هذه المركبات لنقل طاقم مكون من ثلاثة أفراد وستة جنود ركّاب، خاصة في المناطق المفتوحة. ومزودة بمدفع رئيسي عيار 25 ملم، ويمكن تسليحها بقاذفة صواريخ من طراز تاو المضادة للدبابات.
وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لورا كوبر، للصحفيين يوم 7 يناير/كانون الثاني، إن الولايات المتحدة ستزود كييف بـ50 مركبة برادلي، مزودة بقوة نارية ودروع جيدة.
تأتي هذه المركبات ضمن حزمة مساعدات تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار كشفت عنها وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي وتشمل أيضا 500 صاروخ تاو و250 ألف طلقة من عيار 25 ملم تتلاءم مع مركبات برادلي.
وأثار الإعلان الجديد جدلاً بين المحللين العسكريين بشأن إمكانية اعتبار مركبات برادلي دبابات.
ويرى الكولونيل المتقاعد مارك كانسيان، المستشار الأول لبرنامج الأمن الدولي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن هذه المركبات مزودة بجنازير (وليس عجلات) ومدفع متوسط وقدرات بعيدة المدى، ما يجعلها دبابة خفيفة.
لكن الكثير من الخبراء العسكريين لا يوافقون على هذا التعريف، نظرا لأن مدفعها صغير للغاية والمركبة ذاتها غير مصممة للاشتباك مع الدبابات الأخرى.
وكانت أوكرانيا قد طلبت الحصول على دبابات "إم1 أبرامز" الأمريكية لكن الولايات المتحدة لم توافق على الطلب، متعللة بعدة اعتبارات تتعلق بالاستدامة، فضلاً عن استهلاكها الكبير للبنزين وصعوبة صيانتها.
برغم ذلك، يُتوقع أن تسهم مركبات برادلي في دعم الجهود الأوكرانية، نظرا لكونها أسرع وأخف من الدبابات، وأيسر في التزود بالوقود والصيانة، إضافة إلى أنها مزودة بأجهزة للرؤية الليلية تفوق ما يمتلكه الأوكرانيون أو الروس.
المركبات القتالية من فرنسا وألمانيا
أعلنت ألمانيا أنها سترسل حوالي 100 مدرعة من طراز ماردر بعد تجديدها.
دخلت مدرعة ماردر الخدمة للمرة الأولى عام 1971، ومزودة بمدفع أوتوماتيكي عيار 20 ملم ويمكن تزويدها بنظام صاروخي موجّه مضاد للدبابات.
تتسع هذه المركبة لستة أو سبعة جنود في الداخل، واستخدمت في المعارك في كوسوفو وأفغانستان.
أما مدرعة إيه إم إكس-10 آر سي فدحلت الخدمة في القوات الفرنسية أواخر السبعينيات. وهي مصممة لمهام الاستطلاع، ومجهزة بمدفع عيار 105 ملم وتعمل على ست عجلات، وليس جنازير.
تأثير المركبات الغربية على حرب أوكرانيا
ستسهم هذه المركبات في استكشاف مواقع القوات الروسية ونقل الجنود وضرب المركبات المدرعة الروسية.
ويرى سوني بتروورث، المحلل في شركة يانس للمعلومات الأمنية: "أن هذه المركبات لن تتمكن من تحديد مسار الحرب، لكنها ستوفر للأوكرانيين -إذا استخدمت بشكل صحيح وتوفر لها الدعم الميداني الكافي- ميزة تكتيكية كبيرة، لا سيما إن كان الأوكرانيون يتطلعون إلى شن هجوم لاستعادة الأراضي هذا العام".
لماذا مركبات قتالية لأوكرانيا الآن؟
رفضت الدول الغربية منذ بداية الحرب تزويد كييف بالدبابات أو عربات المشاة القتالية المتطورة، خشية إثارة غضب روسيا. ولكن يبدو الحلفاء الغربيون في الوقت الحالي أقل اهتماماً بغضب روسيا وأكثر إصراراً على تلبية مطالب أوكرانيا.
وأوضح كانسيان أن الجيش الأمريكي يمتلك أعدادا كبيرة من مركبات برادلي، ويخطط للتخلص منها تدريجياً في غضون بضع سنوات. وتعمل فرنسا أيضاً على التخلص التدريجي من مركبات إيه إم إكس-10 آر سي.
وتأمل هذه الدول أن تسهم حزم الأسلحة الجديدة، التي تضم المركبات القتالية، في مساعدة الأوكرانيين على صد الهجمات الروسية المحتملة خلال الأشهر المقبلة، واختراق الدفاعات الروسية على طول خط الجبهة، الذي يمتد مئات الأميال عبر شرق وجنوب أوكرانيا.
لكن تشغيل مركبات برادلي -بالإضافة إلى مركبات ماردر وإيه إم إكس-10 آر سي- يتطلب التدريب على استخدامها، لذلك لا يتوقع أن تظهر في ميدان القتال إلا بعد بضعة أشهر.
في السياق ذاته، تأمُل أوكرانيا أن يكون التعهد بإرسال مركبات قتالية مقدمة لاستعداد الحلفاء لإرسال دبابات، مثل دبابات ليوبارد 2 الألمانية، فقد أعلنت بولندا يوم الأربعاء الماضي اعتزامها إرسال سرية دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، فيما تدرس بريطانيا إرسال نحو 10 دبابات تشالنجر 2 أيضا.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز