ميكروبيوم الدماغ.. هل يمكن أن يساعد فهمه في منع الخرف؟
قبل تسع سنوات، عانت نيكي شولتك، امرأة نشيطة في أوائل الثلاثينات، من أعراض مفاجئة ومؤلمة مثل مشاكل التنفس والقلب واضطرابات معرفية.
تم التحقيق في حالتها لاحتمال إصابتها بالتصلب المتعدد، ولكن بعد العديد من الفحوصات والاختبارات، لم يتمكن الأطباء من التوصل إلى تشخيص دقيق.
اليوم، شولتك تتمتع بصحة جيدة وتبدو خالية من أمراض الدماغ التنكسية، وتبيّن أن السبب كان مجموعة من العدوى المزمنة، بما في ذلك عدوى بكتيريا "بوريليا برغدورفيريةBorrelia burgdorferi " المسببة لمرض لايم، والتي وصلت إلى دماغها، عالجت المضادات الحيوية حالتها، لكنها قد تحتاج إلى علاج مستمر لأن هذه البكتيريا يصعب القضاء عليها بعد وصولها إلى الدماغ.
وشولتك ليست الوحيدة؛ فقد كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة (ألزهايمر والخرف) أن العديد من حالات الخرف كان سببها العدوى الميكروبية، مما يعني أن تلك الحالات قابلة للعلاج.
وشاركت شولتك في تأليف الدراسة مع فريق دولي من العلماء، حيث جمعوا تقارير عن حالات شهدت تحسنًا ملحوظًا بعد تلقي العلاجات المضادة للفطريات أو البكتيريا أو الفيروسات.
ومن أبرز الحالات رجل في السبعينات تم تشخيصه بألزهايمر بعد تدهور حالته العقلية بشكل سريع، و اكتشف الأطباء أن السبب كان عدوى فطرية نادرة تسببها فطريات ( المُستخفية الحديثة. Cryptococcus neoformans، وبعد تلقي العلاج، استعاد قدرته على القيادة وعاد إلى عمله.
ويعمل فريق العلماء بقيادة شولتك على مبادرة "Pathobiome" لدراسة دور الميكروبات في الدماغ وتطوير طرق لتشخيص ومعالجة هذه العدوى التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها في المراحل المبكرة من الخرف.
وتُشير الأبحاث إلى أن الدماغ، الذي كان يُعتقد سابقًا أنه محمي تماما من الميكروبات، قد يكون موطنا لأنواع متعددة من الفطريات والبكتيريا.
وعلى الرغم من أن هذا المجال لا يزال حديث العهد نسبيا، إلا أن نتائجه تُبشر بإمكانية علاج الخرف الناتج عن العدوى الميكروبية، مما قد يُغير الطريقة التي ننظر بها إلى أمراض مثل ألزهايمر في المستقبل.
aXA6IDMuMTYuNjYuMzQg جزيرة ام اند امز