لماذا يكره البعض الطعم الحلو؟ العلم يكشف السر من داخل الدماغ
![تجنب الطعام الحلو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/214-145301-brain-signals-sweet-taste-aversion-discovered_700x400.jpg)
كشف فريق من الباحثين في جامعة ستوني بروك الأمريكية عن اكتشاف جديد حول دور إشارات المخ في تنظيم التفضيل للطعم الحلو.
كشف فريق من الباحثين في جامعة ستوني بروك الأمريكية عن اكتشاف جديد حول دور إشارات المخ في تنظيم التفضيل للطعم الحلو والتأثير على عادات الأكل.
الدراسة، التي نُشرت في دورية "كرنت بيولوجي"، أظهرت أن زيادة مستويات نوع معين من الإشارات العصبية، والمعروفة بالـ"نيروستيرويدات"، في منطقة معينة من المخ تُقلل من حساسية وتفضيل الطعم الحلو.
وأوضحت الدكتورة أريانا مافي، الأستاذ في قسم علم الأعصاب والسلوك والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن تفضيل بعض الأطعمة يؤثر بشكل كبير على كمية الطعام التي نتناولها، وأن انخفاض الحساسية للطعم يرتبط بالإفراط في تناول الطعام، وهو أحد العوامل المساهمة في السمنة. ومع ذلك، فإن فهم كيفية مساهمة نشاط الدماغ في هذه التفضيلات لا يزال محدودا بسبب التكنولوجيا المتاحة التي لا تُمكِّن من قياس النشاط الدماغي بدقة كافية.
وفي دراستهم، استخدم الباحثون نموذجا مخبريا يعتمد على الفئران لمراقبة نشاط الدماغ وتفضيلات الطعم، حيث أن آلية تذوق الطعم لدى الثدييات، بما في ذلك الإنسان، متشابهة إلى حد كبير، وركز الفريق على تأثير "الألوبريجنولون"، وهو نيروستيرويد معروف بارتفاعه لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
وأظهرت النتائج أن هذا النيروستيرويد يعمل على تعديل نشاط الدماغ عن طريق تحفيز مستقبلات معينة مرتبطة بنظام التثبيط العصبي.
وعندما قام الباحثون بزيادة مستويات هذا النيروستيرويد في منطقة "القشرة الذوقية" بالفئران، لاحظوا انخفاضا في الحساسية والتفضيل للطعم الحلو.
كما أجرى الفريق تعديلات وراثية لإزالة هذه المستقبلات من منطقة القشرة الذوقية، مما أدى إلى القضاء على التفضيل للطعم الحلو. بل إن إزالة هذه المستقبلات من الخلايا العصبية التثبيطية جعلت الفئران غير قادرة تقريبا على التمييز بين الماء والماء المُحلى.
وتسلط الدراسة الضوء على دور إشارات الدماغ في تنظيم التفضيل للطعم، وتشير إلى أن فهم كيفية تأثير هذه الإشارات قد يساهم في مكافحة السمنة.
ويواصل الفريق البحث في تأثير النيروستيرويدات على تذوق النكهات الأخرى وكيفية تأثير هذه التغييرات في الحساسية على عادات الأكل.