واشنطن تلاحق "ترامبية" في البرازيل.. جهود لمنع بولسونارو من الرئاسة
ضمن جهودها لمنع الرئيس جايير بولسونارو من العودة للرئاسة، أرسلت الإدارة الأمريكية العام الماضي، عددا من مسؤوليها إلى البرازيل.
وعقد كبار مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية وحتى وكالة المخابرات المركزية اجتماعات مع المسؤولين البرازيليين لمحاولة عرقلة أي جهود لبولسونارو لما سمته "تخريب" نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد، وفقا لمجلة "فورين بوليسي".
تلك الجهود الدبلوماسية تأتي في وقت يخوض فيه الرئيس الحالي بولسونارو، اليميني الشعبوي، جولة الإعادة أمام منافسه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، المرشح اليساري والرئيس السابق، في انتخابات تعد الأكثر إثارة للانقسام في تاريخ البلاد.
وأشارت المجلة إلى أن بولسونارو حاول السير على نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالتشكيك في مصداقية نتائج التصويت عبر الادعاء دون دليل على أن نظام التصويت الإلكتروني في البلاد، حافل بالاحتيال وأن أجزاء من السلطة القضائية المستقلة في البلاد يعمل لصالح لولا دا سيلفا.
وتغلب دا سيلفا على بولسونارو في الجولة الأولى من الانتخابات في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، لكنه فشل في الفوز بهامش كبير لتجنب جولة الإعادة، التي ستبدأ اليوم الأحد.
بولسونارو على خطى ترامب
ولطالما ألقى بولسونارو بظلال من الشك على سلامة أجهزة الاقتراع في البرازيل وحث أنصاره على "خوض الحرب" إذا "سُرقت" الانتخابات.
بالنسبة فريق بايدن، فإن هذه الأساليب تبدو مألوفة للغاية. وتتشابه مع مزاعم ترامب للتشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، والتي بلغت ذروتها بمهاجمة مؤيدي ترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، بهدف نقض نتائج الانتخابات بالقوة.
ويعتقد بعض الخبراء والمسؤولين السابقين أن المؤسسات الديمقراطية في البرازيل تتمتع بحواجز حماية قوية قادرة على صد أي محاولة للاستيلاء على السلطة أو جهود لرفض النتائج من قبل بولسونارو.
ويرى مايكل ماكينلي، سفير الولايات المتحدة في البرازيل في الفترة من عام 2017 إلى عام 2018، أن الديمقراطية البرازيلية شهد تحولا منذ أواخر الثمانينيات من كيان قوي إلى كيان أكثر قوة.
لكن الحملة الدبلوماسية الأمريكية في البرازيل تؤكد مدى قلق إدارة بايدن من احتمالية رفض بولسونارو قبول الهزيمة في الانتخابات المقبلة، وتسلط الضوء على الآثار التي خلفتها أعمال العنف التي أعقبت انتخابات عام 2020 في الداخل على فريق بايدن للسياسة الخارجية.
تحركات مبكرة لثني بولسونارو
وأشار التقرير إلى أن فريق بايدن، بدأ عمله الدبلوماسي قبل الانتخابات؛ ففي يوليو/ تموز 2021، بعد أشهر فقط من توليه منصبه، سافر ويليام بيرن، مدير وكالة المخابرات المركزية في إدارة البيت الأبيض، إلى البرازيل للقاء كبار المسؤولين البرازيليين، ليحذرهم خلال الاجتماع، بضرورة وقف بولسونارو عن التشكيك في العملية الانتخابية في بلاده.
ويشير مسؤولون حاليون وسابقون إلى أن هذه كانت مناورة لحملة هادئة من قبل واشنطن لاستباق أي تحركات من قبل بولسونارو لتقويض الديمقراطية في البرازيل.
بعد شهر من زيارة بيرنز، زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان البرازيل للتأكيد على التحذير نفسه: "لا تقوضوا الانتخابات".
وفي يونيو/ حزيران من هذا العام، أشار فريق بايدن إلى أن الرئيس الأمريكي نقل الرسالة نفسها مرة أخرى خلال اجتماعه مع بولسونارو في اجتماع قمة الأمريكتين الذي عقد في لوس أنجلوس.
ولم يتضح بعد مدى نجاعة الحملة الدبلوماسية الأمريكية التي تدور وراء الكواليس؛ لكن محللين أكدوا أن هناك بعض الإشارات المبكرة على أنها أتت ثمارها. فذكرت وكالة الأنباء البرازيلية "إستاداو" الشهر الماضي، أن الضغط الأمريكي ربما يكون قد ساعد في إقناع القوات المسلحة البرازيلية بعدم دعم أي مزاعم لا أساس لها من قبل بولسونارو بالتزوير في الجولة الأولى.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز