التجديد النصفي للكونغرس.. بايدن يخشى "البطة العرجاء"
يترقب الأمريكيون والعالم انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي تعتبر "بروفة" للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024.
وتجرى الانتخابات في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتشهد انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعداً من أصل 100، بالإضافة إلى 39 حاكم ولاية.
ويحتاج الجمهوريون للفوز بـ6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، ومقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، للمحافظة على الأغلبية في الكونغرس.
ومن بين أكثر من 230 مليون أمريكي لهم حق التصويت، أدلى حتى الآن أكثر من 8 ملايين ناخب بأصواتهم في التصويت المبكر في الانتخابات، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه.
وخلال هذه الانتخابات يسعى الحزبان الديمقراطي والجمهوري إلى السيطرة على أكبر نسبة من مقاعد الكونغرس، كل لغرض في نفسه، هو تحقيق أجنداته الحزبية الخاصة.
منافسة على الهيمنة
فالحزب الجمهوري يريد السيطرة من جديد على الغرفة الأعلى (مجلس الشيوخ) بنسبة كبيرة، والهيمنة على كامل مجلس النواب، وهي النتيجة التي ستحول بايدن إلى "بطة عرجاء" وتجعله مقيدا خلال آخر عامين من فترته الرئاسية الأولى.
ويحاول الديمقراطيون الحفاظ على سيطرتهم على مجلس النواب، وتحقيق السيادة المطلقة على مجلس الشيوخ لتمرير مشروعات قوانين وبرامج بايدن، ودعم سياساته في مواجهة الاعتراضات عليها في الداخل.
إلا أنه يبدو أن السفن لن تأتي بما يشتهي الديمقراطيون، إذ أن استطلاعات الرأي أظهرت أنهم قد يمنون بخسارة فادحة، جراء استياء الناخبين من ارتفاع التضخم، وحملات الجمهوريين ضد تشريعات بايدن الأخيرة خاصة في قضايا الإجهاض والضرائب والقضاء.
وعادة ما يكون إقبال الناخبين، في انتخابات التجديد النصفي أقل من الانتخابات الرئاسية، إلا أن هناك ولايات متأرجحة قد تحسم الأمر، بالإضافة إلى دور التصويت المبكر، الذي دعا له الديمقراطيون بكل قوة، وقام به بايدن بنفسه أمس السبت.
وجرت العادة أن يخسر الحزب الحاكم في أول انتخابات تجديد نصفي، وهو ما يقلق الديمقراطيين.
وشهدت انتخابات التجديد النصفي في 2018، أعلى نسب مشاركة في التاريخ، ويعتقد أن هذه المرة ستتجاوز النسب الانتخابات الماضية.
وإذا حقق الجمهوريون الفوز في التجديد النصفي فسيكون على الديمقراطيين قضاء الفترة المتبقية في ولاية بايدن في الدفاع عن ما حققه في العامين الماضيين.
بروفة لانتخابات 2024
ويدرك بايدن نفسه أهمية الانتخابات المقبلة إذ صرح مؤخرا بأنها ستكون أهم انتخابات تجديد نصفي في أمريكا، مؤكدا أنها ستتم بشكل ديمقراطي تماما، ووصفها بأنها اختيار بين رؤيتين لأمريكا مختلفتين إلى حد كبير.
بايدن يدرك تماما أنه رغم أن الانتخابات لا تطاله كرئيس، إلا أنها سيكون لها انعكاس كبير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، والتي قال بايدن إنه لم يتخذ قراره بعد بالترشح فيها من عدمه، وسط احتمالات لترشح سلفه دونالد ترامب.
ويخشى الديمقراطيون في حالة سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس، فإن ذلك قد يزيد حجم الاستجوابات البرلمانية الموجهة للبيت الأبيض، بالإضافة إلى طمس أو إغلاق التحقيق في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2020، والتي يعول عليها الديمقراطيون كثيرا لإدانة ترامب ومنعه من خوض الرئاسيات المقبلة
وستختلف الأجندة البرلمانية في أمريكا بحسب الحزب الفائز، ففي حال فوز الجمهوريين ستركز أولوياتهم على السياسات المتعلقة بالهجرة والحقوق الدينية والتصدي لجرائم العنف، أما الديمقراطيون سيركزون على السياسات المتعلقة بالبيئة والرعاية الصحية وحقوق التصويت والسيطرة على السلاح.
ويتوعد الجمهوريون كذلك، هانتر نجل بايدن، بعقد جلسات استماع برلمانية حول علاقاته التجارية مع الصين، كما سيجرون تحقيقات مفصلة حول سياسات بايدن حول الهجرة، والانسحاب من أفغانستان وأصل جائحة فيروس كورونا.
طموحات ترامب
ولعل أول المترقبين لنتيجة هذه الانتخابات هو ترامب نفسه، الذي يأمل في فوز حزبه الجمهوري بها كخطوة تمهد لعودته إلى البيت الأبيض في 2024.
وتظهر بصمات ترامب في هذه الانتخابات عبر عشرات المرشحين الذين اختارهم والذين يخوضون السباق الانتخابي في عدة ولايات، ومن أبزرهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم تكساس غريغ أبوت.
وسيظهر فوز هؤلاء احتفاظ ترامب بشعبية بين الناخبين تقوي مركزه في خوض انتخابات 2024، بينما خسارتهم تعني تقليل فرصه في الفوز بترشيح الحزب لخوض السباق نحو البيت الأبيض.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg جزيرة ام اند امز