مظاهرات أنصار بولسونارو تقض مضاجع السلطات البرازيلية
تحسبا لاحتجاجات جديدة دعا إليها أنصار الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو، عززت السلطات البرازيلية إجراءاتها الأمنية في عاصمة البلاد.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة على أعمال شغب هزّت العاصمة البرازيلية، من أنصار بولسونارو الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام الرئيس الحالي إيناسيو لولا دا سيلفا.
وانتشرت عناصر من شرطة مكافحة الشغب وظهرت مروحيات في سماء برازيليا تحسّبًا لاحتجاجات أنصار بولسونارو، رغم أن المظاهرات التي تمت الدعوة لها في عدة مدن برازيلية أمس الأربعاء كانت قليلة العدد.
وبحسب وكالة فرانس برس إن مدن برازيليا وريو دي جانيرو وساو باولو شهدت غيابًا شبه تام للمتظاهرين في مشهد يتعارض تمامًا مع وعيد أنصار الرئيس السابق بالخروج في مسيرة عملاقة من أجل "استعادة السلطة".
وكان الآلاف من مناصري بولسونارو قد اقتحموا يوم الأحد الماضي مقر الرئاسة ومبنى الكونغرس والمحكمة العليا في برازيليا.
وفي محاولة لتجنّب تكرار نفس السيناريو، قطعت السلطات الأربعاء الطرقات المؤدية إلى ساحة الوزارات في العاصمة.
وتضم ساحة الوزارات مقرات الرئاسة والكونغرس ومبنى المحكمة العليا وجميع الوزارات.
وعقب الاقتحام انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، دعوات من أنصار بولسونارو إلى الخروج إلى شوارع برازيليا ومدن أخرى في بلد يشهد انقسامات عميقة بعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي تقدّم فيها لولا بفارق ضئيل على بولسونارو، وهي النتيجة التي دفعت أنصار الأخير لمطالبة الجيش بالانقلاب على الرئيس الفائز دا سيلفا.
وساد الهدوء في برازيليا منذ ألقت الشرطة يوم الإثنين الماضي القبض على مؤيدين لبولسونارو كانوا يعتصمون في خيام بالعاصمة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي استطلاع نشرته الأربعاء مؤسسة "أطلس انتيليجنس" لجمع البيانات ومقرها في ساو باولو، عبّر 20% من البرازيليين المستطلعين عن تأييدهم للفوضى التي هزّت العاصمة برازيليا الأحد الماضي.
تعبئة حكومية
وقال نائب وزير العدل ريكاردو كابيلي، في تصريحات للصحفيين، إن جميع قوات الأمن العام تمت تعبئتها لحماية برازيليا من تكرار ما حصل الأحد.
وأضاف أنه "لن يكون هناك سيناريو تتكرر فيه الأحداث غير المقبولة التي حصلت في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري".
وعقب أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة يوم الأحد الماضي، تم تعيين لولا كابيلي لقيادة قوات الأمن في برازيليا.
وبدت هذه الأحداث النسخة البرازيلية لاقتحام الكابيتول الأمريكي في واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني 2021 من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب حليف بولسونارو، إذ مزّق أنصار لهذا الأخير لوحات ودمّروا أثاثا وحطّموا نوافذ واقتحموا مكاتب قضاة ومشرّعين بالإضافة إلى مكتب الرئاسة.
ولا يزال عدد كبير من أنصار بولسونارو مقتنعين بأن الفوز سرق منه تماما، كأنصار ترامب في الولايات المتحدة.
وأصدرت السلطات الثلاثاء مذكرات توقيف بحق اثنين من كبار المسؤولين السابقين بشأن أعمال الشغب من بينهما أندرسون توريس الذي كان وزير العدل في عهد بولسونارو، وأقيل من منصبه كرئيس لقوات الأمن في برازيليا، إلى جانب قائد الشرطة العسكرية فابيو أوغوستو عقب أعمال الشغب الأخيرة.
وفيما يُقال إن أوغوستو محتجز، من المتوقع أن يصل توريس من الولايات المتحدة إلى البرازيل قريبًا.
ووجهت إلى توريس تهمة "التقصير" في أداء واجباته و"التواطؤ" مع المحتجين.
وكان توريس في الولايات المتحدة الأحد وكذلك الرئيس السابق الذي غادر البرازيل قبل يومين من تنصيب لولا دا سيلفا، رافضا تسليمه وشاح الرئاسة، حيث نفى كلاهما أن يكونا متورطين في أحداث الأحد الماضي.