فك العزلة وتطبيق الإصلاحات.. رسائل ماكرون من بيروت المنكوبة
رغم المواقف الداعمة والإيجابية التي أطلقها ماكرون من قلب بيروت، فكان واضحا الصرامة التي تحدث بها
"فك عزلة لبنان".. العنوان الأبرز لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، إلى العاصمة اللبنانية المنكوبة متضامنا إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.
ورغم المواقف الداعمة والإيجابية التي أطلقها ماكرون من قلب بيروت، فكان واضحا الصرامة التي تحدث بها تجاه المسؤولين اللبنانيين، مجددا التأكيد على ضرورة قيام لبنان بالإصلاحات للحصول على المساعدات.
ويرى الوزير السابق رشيد درباس أن زيارة ماكرون كسرت عزلة لبنان مرجحا أن تشكل زيارته بابا للانفتاح الدولي على بيروت.
وأضاف الوزير السابق، خلال حديثه لـ "العين الإخبارية"، أن ماكرون لم يات إلى بيروت ممثلا لفرنسا فقط وإنما الإدارة الدولية، مشيرا إلى المواقف الإيجابية تجاه لبنان التي صدرت من قبل ألمانيا وأمريكا بشكل أساسي.
عودة الاهتمام
ووصف الوزير السابق رشيد درباس، زيارة ماكرون ببداية "زمن جديد" في تعاطي المجتمع الدولي مع بيروت، قائلًا: "لكن ذلك لا يعني تقديم المساعدات من دون مقابل، فمسؤولية لبنان تكمن في قيام بدوره وتنفيذ الإصلاحات التي لطالما وعد بها".
وتابع، "أسلوب التعاطي مع لبنان سيتبدل من الآن وصاعدا، اذ ستكون العلاقة مباشرة مع الشعب وتحديدا في طريقة تقديم المساعدات التي ستتم عبر جمعيات أو فرق خاصة من الأمم المتحدة وغيرها".
ويرى رشيد درباس، أن انفجار بيروت رغم المأساة التي نتجت عنه قد يشكل محورا لعودة الاهتمام بلبنان، قائلا "لكل سيئة وجه إيجابي".
من جانبه وصف المحلل السياسي مكرم رباح، حديث الرئيس الفرنسي ومواقفه أمام المسؤولين بما يشبه التأنيب، لكنه في المقابل يعتبر أن عزلة لبنان ستبقى مستمرة إذا لم تبدل السلطة في لبنان سياستها.
وقال المحلل السياسي مكرم رباح، في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، إن حديث ماكرون للمسوؤلين اللبنانيين وتصريحاته الإعلامية تدل بشكل واضح عن توبيخ لهم مع تجديده المطالبة بتنفيذ الإصلاحات"، ويضيف " وبالتالي فان هذه السلطة ام لم تعطي اهمية وقيمة لتحذيرات وتهديدات ماكرون فان الوضع سيزداد سوءا".
تطبيق الإصلاحات المطلوبة
ومع تأكيده أن كلام ماكرون الخاص بالمساعدات ودعم لبنان ليس فقط كلاما فرنسيا، بل يعتبر موقف كل الدول العربية والأجنبية، يرى مكرم رباح، أن ذلك لا يعني كسر عزلة لبنان قبل استعادة الدولة لسيادتها وتطبيق الإصلاحات المطلوبة والتي لطالما طالب بها المجتمع الدولي"، مضيفا "لن تقوم أي دولة بمساعدة لبنان من دون أدلة عن إصلاحات بنيوية لهذا النظام وابتعاده المحاصصة الذي أدى إلى الانهيار".
وفي زيارة هي الأولى لمسؤول غربي إلى بيروت بعد الانفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي، طالب الرئيس الفرنسي القادة اللبنانيين بإحداث "تغيير عميق" في أدائهم لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي والانقسامات السياسية.
وقال في مؤتمر صحفي عقب عقده لقاءات مع ممثلين عن الأحزاب اللبنانية الرئيسية بينهم حزب الله وممثلي المجتمع المدني "يجب إعادة بناء الثقة والأمل، (...) وهذا لا يستعاد بين ليلة وضحاها، إنما تفترض اعادة بناء نظام سياسي جديد". وأضاف "طلبت من كل المسؤولين السياسيين تحمل مسؤولياتهم".
وكشف ماكرون أن بلاده ستنظم مع أمريكا والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي مؤتمرا عالمياً لدعم اللبنانيين.
وتابع الرئيس الفرنسي " كنت صريحا مع القادة اللبنانيين وأنتظر منهم أجوبة شفافة على أسئلتي التي تناولت ميادين عدة، وسأعود إلى لبنان في الأول من سبتمبر/ أيلول".
وأعلن أن "أموال "مؤتمر سيدر" الذي عقد عام 2018 لمساعدة لبنان بانتظار الإصلاحات في الكهرباء والمياه وكل المؤسسات ومكافحة الفساد.
ومنذ أكثر من شهرين، وبناء على طلب من لبنان، عقدت 17 جلسة تفاوض بين صندوق النقد الدولي والحكومة اللبنانية، قبل أن يتمّ تعليق المفاوضات بانتظار توحيد المفاوضين اللبنانيين لتقديراتهم إزاء خسائر الدولة المالية ورؤيتهم لكيفية بدء بالاصلاحات.
ويشترط المجتمع الدولي على لبنان القيام بإصلاحات في البنى التحتية ومكافحة الفساد وتغيير هيكلية المصارف، من أجل تقديم الدعم.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز