"كسر الصمت".. صرخة إسرائيلية أخرستها تل أبيب
"كسر الصمت"، منظمة أسسها جنود إسرائيليون ضاقوا ذرعا بانتهاكات حكومتهم ضد الفلسطينيين، فقررت إسكاتهم
"كسر الصمت"، منظمة أسسها جنود إسرائيليون ضاقوا ذرعا بممارسات حكومتهم، فقرروا كسر الصمت، وفضح الانتهاكات التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.
شهادات جالوا المدارس والجامعات الإسرائيلية لإيصالها إلى أكبر قدر ممكن من الناس، وكشف الواقع المر للفلسطينيين في ظل الاحتلال، وهو ما أزعج تل أبيب، فكان أن قررت لجم تلك الأفواه.
ففي ساعات فجر اليوم الثلاثاء، صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثانية على قانون" كسر الصمت".
وبموجب القانون، الذي صوت لصالحه 73 عضو كنيست مقابل معارضة 24، فإن المنظمة تُمنع من تنفيذ برامج في المدارس والجامعات الإسرائيلية ومن إطلاع الطلاب الإسرائيليين على نشاطاتها.
"كسر الصمت".. شهادات من الداخل
خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2004، قرر عدد من الجنود الإسرائيليين كسر الصمت وفضح ممارسات الاحتلال في الأراضي المحتلة، عبر شهادات يقدمونها بأنفسهم.
رغبة تجسدت عبر إنشاء منظمة غير حكومية أطلق عليها اسم "كسر الصمت"، غير أن إسرائيل التي ضاقت ذرعا بنشاطات أفرادها وشهاداتهم قررت إسكاتهم.
وحملت المنظمة هذا الاسم لأنها "تنشر شهادات جنود أدوا خدمتهم العسكرية في الأراضي المحتلة، وقرروا كشف واقع الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال، فكان لشهاداتهم أثر كبير في كشف حقيقة واقع الحال في هذا البلد المحتَل.
وعبر موقعها الإلكتروني، تقول المنظمة: "نسعى إلى تحفيز النقاش العام حول الثمن المدفوع للواقع الذي يواجه فيه الجنود الشباب عددًا من السكان المدنيين على أساس يومي، وهم يشاركون في السيطرة على الحياة اليومية لهؤلاء السكان، ويهدف عملنا إلى إنهاء الاحتلال".
وأضافت أن "الجنود الذين يخدمون في الأراضي الفلسطينية يشهدون ويشاركون في الأعمال العسكرية التي تغيرهم بشكل هائل".
وتابعت أن "حالات سوء المعاملة تجاه الفلسطينيين ونهب الممتلكات وتدميرها، هي المعيار السائد منذ سنوات، ولكن هذه الحوادث لا تزال توصف رسميا بأنها حالات "متطرفة وفردية".
الشهادات التي تقدمها المنظمة "تقدم صورة مختلفة تؤكد تدهور المعايير الأخلاقية وهو ما يجد تعبيرا له في طابع الأوامر وقواعد الاشتباك، التي ترى الدولة أنها مبررة باسم أمن إسرائيل".
"كسر الصمت"، منصة تعرض شهادات مكتوبة لجنود عن الفظائع التي ينفذها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية بهدف إطلاع الشارع الإسرائيلي على ما يجري.
وتنظم المنظمة جولات في المدارس والجامعات الإسرائيلية يتحدث خلالها جنود عن واقع الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أزعج حكومة تل أبيب التي سعت بداية إلى حجب التمويل عن هذه المنظمة قبل أن تقرر إسكاتها.
وينص القانون الذي اعتمده الكنيست الإسرائيلي اليوم، على أن "لدى وزير التعليم بصفته المسؤول عن الطلاب في إسرائيل، السلطة لمنع أفراد أو مؤسسات ليست جزءا من النظام التعليمي، من تنفيذ نشاطات داخل المؤسسة التعليمية؛ عندما يكون الهدف من هذه النشاطات هو المس بجنود الجيش".
وفي السنوات الماضية، كشفت "كسر الصمت" العديد من الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وفي معظم الأحيان، يفضل الجنود عدم الكشف عن هويتهم خشية العقاب من قبل مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي.
وتقول المنظمة إن كل جندي يدلي بشهادته لـ"كسر الصمت" يدرك جيدا أهداف المنظمة والمقابلة، ويختار معظم الجنود البقاء مجهولين، بسبب الضغوط المختلفة من المسؤولين العسكريين والمجتمع بشكل عام.
aXA6IDE4LjE5MS44OC4yNDkg جزيرة ام اند امز