عام دراسي مبكر بـ"الخان الأحمر" الفلسطيني.. رصاص الأقلام يتحدى جبروت الاستيطان
عام دراسي انطلق بشكل استثنائي في تجمع "الخان الأحمر" ، شرقي القدس، في تحدٍ للاحتلال الذي يخطط لهدم التجمّع واستثمار مساحته في توسعه الاستيطاني.
عام دراسي انطلق بشكل استثنائي في تجمع "الخان الأحمر" الفلسطيني، شرقي القدس المحتلة، تحدّيا لمخططات إسرائيلية تستهدف اجتثاث التجمع تمهيدا لتحويله إلى مستوطنة.
وعادة ما ينطلق العام الدراسي الفلسطيني، نهاية شهر أغسطس/آب من كل عام، ولكن بسبب إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارها هدم التجمع الذي يضم عشرات العائلات الفلسطينية، فقد تقرر انطلاق العام الدراسي فيه مبكرا.
قرار يستبطن تحديا لسلطات الاحتلال التي تخطط لهدم التجمّع واستثمار مساحته في توسعها الاستيطاني.
وزير التربية والتعليم الفلسطيني، صبري صيدم، قال في حفل الانطلاق: "أقول للمحتل الذي عمل من أجل منع انطلاق العام الدراسي: ها هو العام الدراسي قد انطلق، ونقول للثابتين المرابطين لقد خرقتم الحصار".
وكانت سلطات الاحتلال طلبت من المحكمة العليا الإسرائيلية تبكير البت في التماس تقدّم به إليها سكان التجمع، ضمّنوه رفضهم عملية الهدم، وذلك بعد أن سبق وقررت المحكمة الالتئام في موعد أقصاه منتصف الشهر المقبل.
تبكير أرادت من ورائه سلطات الاحتلال الحصول على تأشيرة هدم المدرسة الموجودة في التجمع قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.
غير أن المحكمة قررت، الجمعة الماضية، الإبقاء على قرارها.
النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، أحمد الطيبي، قال في حفل انطلاق العام الدراسي: "في المعركة بين رصاص الاحتلال ورصاص أقلام طلاب الخان الأحمر، سينتصر رصاص الأقوى بالحق".
وأضاف: "جئنا إلى هنا لتأكيد هذا الحق، وللوقوف إلى جانب أهلنا هنا في الخان الأحمر ضد مخططات سلطات الاحتلال".
ومشيرا إلى مديرة مدرسة الخان الأحمر، حليمه زحايكه، تابع: إنها "أقوى من كل ضباط الاحتلال وطائراته ومجنزراته".
وسبق لسلطات الاحتلال أن هدمت عدة مرات، في السنوات الماضية، مدرسة الخان الأحمر التي يطلق عليها "مدرسة الإطارات" لاستخدام الإطارات وألواح الصفيح في إقامتها بعد رفض إسرائيل منح ترخيص لإقامتها.
وتم بناء المدرسة بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وهو ما عقّب عليه صيدم بالقول: "إيطاليا بنت هذه المدرسة، وأموال المانحين سُخرت من أجل التعليم".
ويحظى السكان الفلسطينيون في الخان الأحمر بدعم متزايد من المجتمع الدولي في وجه مخططات الهدم.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون وأجانب إن هدم الخان الأحمر يمهد لتنفيذ مشروع (E1) الإستيطاني الكبير، والذي يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني شرقا، وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، ما يعني منع أية فرصة لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا مستقبلا.
وفي احتفال اليوم، شارك سفراء جنوب أفريقيا والبرازيل وإيطاليا ومسؤولة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف".
وفور انتهاء الحفل، وقف عشرات الطلاب أمام العلم الفلسطيني، وأدوا النشيد الوطني.
وقبيل دخولهم إلى فصولهم، هتف الطلاب: "تحيا فلسطين حرة عربية "و"تحيا القدس ".