الخان الأحمر.. صلوات ومسيرات في مواجهة تهديدات الهدم والترحيل
للجمعة الثانية على التوالي أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في الخان الأحمر، المهدد بالهدم لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
للجمعة الثانية على التوالي أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة اليوم في تجمع الخان الأحمر الفلسطيني، شرق القدس، المهدد بالهدم لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
وجاءت الصلاة بعد ساعات من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية تجميد الهدم حتى انعقاد المحكمة مجددا في موعد لا يزيد عن الـ15 من شهر أغسطس/آب المقبل.
ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدت غير راضية عن هذا القرار، فطلبت اليوم انعقاد المحكمة في أقرب وقت ممكن من أجل البت في قرار الهدم.
- "العليا الإسرائيلية" تجمد قرار هدم "الخان الأحمر " لمدة أسبوع
- الخان الأحمر.. دبلوماسي أوروبي يكشف لـ"العين الإخبارية" عن "رسالة حاسمة"
وتنظر المحكمة يوم الإثنين المقبل في التماس آخر بتجميد إخلاء أكثر من 35 عائلة فلسطينية من التجمع.
ويرى الناشطون الفلسطينيون أنه ليس بإمكان سلطات الاحتلال إخلاء السكان في التجمع، في ظل وجود قرار بتجميد الهدم، ولكنهم يخشون من ضغوطات سياسية على المحكمة لتسريع قراري الهدم والترحيل.
ويتواجد فلسطينيون ومتضامنون أجانب ونشطاء يسار إسرائيليون على مدار الساعة في خيمة الاعتصام في تجمع الخان الأحمر، لمنع أي خطوة إسرائيلية مفاجئة بهدمه.
ويعتبر الفلسطينيون أن هدم تجمع الخان الأحمر مقدمة لبناء إسرائيل آلاف الوحدات الاستيطانية الهادفة لربط مستعمرة "معاليه ادوميم" بالقدس الغربية وعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني من ناحيتها الشرقية، وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، بما يمنع إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، والقضاء على فرص حل الدولتين.
وتشاطرهم دول الاتحاد الأوروبي هذا التقييم، ولذلك ينشط دبلوماسيون أوروبيون في متابعة الوضع الميداني في المكان عن كثب، ويضغطون في الغرف المغلقة على إسرائيل للتراجع عن هذا المخطط الخطير.
وحيا الشيخ ناصر القرم في خطبة الجمعة في خيمة الاعتصام الفلسطينيين والمتضامنين الذين يعملون من أجل إحباط المخطط الإسرائيلي.
وشدد على أن "الخان الأحمر هو البوابة الشرقية لمدينة القدس الشرقية، ولا تزال آثار صلاح الدين الأيوبي قائمة فيها"، وقال "إن شعبنا يرفض المخططات الإسرائيلية ويتمسك بأرضه ولن يرحل عنها".
وشارك مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية وتنظيمات سياسية فلسطينية في الصلاة.
وبعيد انتهاء الصلاة انطلقت مسيرة في منطقة الخان الأحمر، وسط ترديد الشعارات الرافضة لاقتلاع الفلسطينيين من التجمع.
وردد المتظاهرون، الذي حمل بعضهم الأعلام الفلسطينية، "يسقط الاستيطان نريد دولة وهوية"، و"لا شرعية للمحتل الانسحاب هو الحل"، و"القدس عاصمتنا الأبدية"، و"إسرائيل دولة إرهاب نحن منها لا نهاب".
وتواجد عناصر من الشرطة الإسرائيلية في محيط التجمع ولكن دون وقوع مواجهات.
ولا تقتصر حملات التضامن على صلاة الجمعة، إذ تتقاطر الوفود من مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى خيمة الاعتصام على مدار ساعات النهار للتعبير عن الرفض لمخطط الهدم.
ويقوم فلسطينيون بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية في التجمع في ساعات المساء لتشجيع الشبان على البقاء.
وتصل وفود طلابية غربية إلى التجمع للاستماع إلى قصة "الخان الأحمر"، التي تختصر قصة اللجوء بعد طرد سكانه من النقب إبان نكبة عام 1948، وقصة الاستيطان بمحاولة طرد سكانه بهدف إقامة مستوطنات إسرائيلية، وقصة القدس التي تعزلها إسرائيل من خلال هدم التجمع، وقصة الرفض الإسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز