"الخان الأحمر" و"كرفانات" إسرائيل..معركة الوجود تعري قبح الاستيطان
سلطات الاحتلال تعمل منذ ساعات الصباح على وضع "كرفانات" في مكان تنوي طرد سكان "الخان الأحمر" الفلسطيني إليه
في خطوة استباقية لقرار المحكمة العليا في إسرائيل حول مصير تجمع "الخان الأحمر" الفلسطيني، شرقي القدس المحتلة، شرعت سلطات الاحتلال، الأحد، بنصب "كرفانات" (بيوت متنقلة)، في منطقة "بوابة القدس" قرب بلدة العيزرية.
تدابير يبدو أنها تمهد لنقل السكان الفلسطينيين من التجمع نحو الموقع، وتندرج ضمن الأهداف الاستيطانية لسلطات الاحتلال التي تعمل منذ عدة أيام على هدم تجمع "الخان الأحمر" الذي يسكنه نحو 190 فلسطينيا، وترحيل سكانه لتنفيذ مخطط استيطاني يطلق عليه اسم "E1".
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" قال داود جهالين، رئيس مجلس قروي الخان الأحمر، إن "سلطات الاحتلال تعمل منذ ساعات الصباح على وضع منازل متنقلة "كرفانات" في الموقع الذي تنوي طرد السكان إليه في العيزرية".
وأضاف جهالين: "من الواضح أنه يجري الإعداد لاستخدام هذه الكرفانات مدرسة، خصوصا وأن المحكمة العليا الإسرائيلية ألزمت قوات الاحتلال سابقا بإعداد مدرسة وبنى تحتية ومياه وكهرباء في المنطقة المزمع طرد السكان إليها".
ووفق المصدر نفسه، فإن تلك الإجراءات تترافق مع مواصلة قوات الاحتلال أعمال تجريب شوارع في المنطقة، ما يشير إلى أنها عاقدة العزم على تنفيذ قرار الهدم.
واعتبر جهالين أن "ما يجري مؤشر خطير جدا ومقلق للغاية".
ومساء الخميس الماضي، جمدت المحكمة العليا الإسرائيلية قرار هدم الخان الأحمر حتى الحادي عشر من الشهر الجاري، بانتظار الاستماع إلى رد الحكومة على التماس السكان ضد قرار الهدم.
ويخشى نشطاء فلسطينيون من أن تكون الأعمال التي بدأت بها السلطات الإسرائيلية، اليوم، مقدمة لقرار محتمل بهدم الخان الأحمر بعد أن كانت المحكمة ذاتها أعطت، في مايو/ أيار الماضي الضوء الأخضر بهدمه.
وأكد جهالين على أن سكان الخان الأحمر يرفضون الانتقال إلى الأرض التي تعدها سلطات الاحتلال في بلدة العيزريةالمجاورة.
وقال: "نحن باقون على أرضنا ولن نغادرها ولو استخدموا كل أشكال القوة ضدنا".
وكانت إسرائيل هجّرت السكان إبان نكبة العام 1948 إلى المنطقة التي يقيمون فيها منذ عقود.
وقد أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها تريد تنفيذ مخطط «E1» الاستيطاني في المنطقة، بما يشمل إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، لربط مستعمرة "معاليه أدوميم" مع القدس الغربية، على حساب آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
ويقول فلسطينيون ودول الاتحاد الأوروبي إنه سيكون من شأن تنفيذ هذا المخطط القضاء على فرص حل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وتضغط دول الاتحاد الأوروبي منذ أيام على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا المخطط.
كما يرابط العشرات من الفلسطينيين والنشطاء الأجانب في الخان الأحمر على مدار الساعة، تحسبا لخطوة إسرائيلية غير معلنة بهدم البيوت المكونة من ألواح الزينكو والخيام.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز