اللون الوردي من التوعية بالسرطان إلى جشع التجار
تباع البضائع وردية اللون تحت شعار التوعية بسرطان الثدي التي يستغلها بعض التجار لاستعطاف المشترين لدعم القضية وتحقيق أرباح طائلة.
من الشرائط الوردية والشموع الوردية إلى السترات الوردية وأحمر الشفاه باللون الوردي والملصقات الوردية على علب الزبادي وغيرها من سلسلة منتجات لا تنتهي، تباع هذه البضائع تحت شعار التوعية بسرطان الثدي التي يستغلها بعض التجار لاستعطاف المشترين لدعم القضية وتحقيق أرباح طائلة.
تنتشر المنتجات ذات اللون الوردي بصورة ملحوظة في شهر أكتوبر حيث تم تخصيصه منذ عام 1985 شهرا للتوعية حول سرطان الثدي وجمع تبرعات أو شراء منتجات وردية اللون لإجراء أبحاث أو تنظيم أنشطة توعية حقيقة حول المرض.. لكن المكاسب الطائلة التي تحصل عليها العلامات التجارية من بيع هذه المنتجات الوردية ليست "وردية على الإطلاق"، حسب موقع فوكس الأمريكي.
أشار الموقع إلى أنه منذ سنوات ظهرت ظاهرة إضفاء اللون الوردي على البضائع بحجة نشر التوعية حول سرطان الثدي، لكن يقول نشطاء إنه من المستحيل تعقب الأموال التي يتم جمعها من بيع هذه المنتجات، وهو ما يثير انزعاج المرضى حيث يشعرون باستغلال معاناتهم لتحقيق أرباح ومكاسب، كما يخشى الخبراء الطبيون من أن تتحول منتجات التوعية بمرض السرطان إلى مجرد رمز صوري دون تقديم أي توعية حقيقية حول المرض.
وقالت جايل سوليك، عالمة اجتماع طبي في جامعة ألباني بولاية نيويورك الأمريكية، إنها قضت سنوات في البحث وراء صناعة المنتجات وردية اللون وكيفية تحويل الشركات التوعية بسرطان الثدي إلى عمل تجاري مربح، وبعدها شرعت في إطلاق "تحالف سرطان الثدي"، وهو جماعة بحثية معنية بالتوعية ومحو الأمية الصحية.
ويرمز اللون الوردي إلى الأنوثة المهددة بسبب مرض سرطان الثدي، وبدأت فكرة الشريط الوردي وعلاقته بسرطان الثدي من الناشطة شارلوت هالي، 68 عاما، التي أصيبت والدتها وشقيقتها بالمرض وابتكرت هذه الفكرة في أوائل التسعينيات لكن بشريط بلون قرنفلي لنشر التوعية حول نقص التمويل الفيدرالي المخصص لسرطان الثدي.
وبعدها طلبت شركة إستي لودر للتجميل من هالي استخدام شريطها القرنفلي في حملة لمجلة سيلف، لكنها رفضت فكرة الاتجار برسالتها، ما دفع الشركة إلى تغيير لون الشريط إلى الوردي واستخدامه كرمز رسمي للتوعية بمرض سرطان الثدي في عام 1992.. وبحلول 1993، أصبح سرطان الثدي "محببا" لدى بعض الشركات والعلامات التجارية الأخرى وبدأوا في استغلاله تجاريا.
ونصحت سوليك المستهلكين الذين يقومون بشراء المنتجات الوردية لدعم مرضى سرطان الثدي بضرورة التأكد من مصداقية الشركة أو العلامة التجارية لأنه لا توجد قواعد فيدرالية لمثل هذه الممارسات.