بالصور والفيديو.. "بوابة العين" تزور مرضى "بهية" بالقاهرة
المستشفى معنيّ بالاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات
بوابة "العين" الإخبارية داخل مستشفى بهية للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي في القاهرة، حيث يعد بارقة أمل للمرضى ويقدم خدماته بالمجان.
بوجوه مبتهجة، لا تسأم الابتسام للجميع؛ سواء من قدِمْن للكشف المبكر خشية الإصابة بمرض سرطان الثدي، أو من قدمن وهنّ على دراية بمرضهن وينتظرن تحديد العلاج المناسب.. يرى العاملون بمستشفى بهية بمصر أنهم لا يفتحون أبوابه للمرضى للعلاج فحسب، ولكنهم يفتحون لهن بابا للأمل.
ووسط زحام لا تخلو منه منطقة الهرم غربي العاصمة المصرية، وعلى مساحة 1000 متر مربع، يقع مستشفى بهية للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات، حيث تجد السيدات مكانا لهن، دون تحمل عبأ تكاليف الفحص أو العلاج.
بوابة "العين" الإخبارية، زارت مرضى سرطان الثدي بمستشفى بهية؛ للتعرف على رحلتهن مع المرض عن قرب، وأسلحتهن في مواجهته، ورسالتهن لغيرهن من النساء، إلى جانب لقاء مجموعة من المتطوعين الذين اصطحبوا فريق الصحفيين في جولة لأرجاء المستشفى.
من هنا التطوع
وعلى بُعد خطوات من غرفة مكدسة بالمتطوعين، وقفت إحدى المريضات، تتأمل فيما وضعه المتطوعون على جدران تلك الغرفة من عبارة "تطوع هنا"، لتجد نفسها محيطة بمجموعة من المجسمات المبهجة، التي تعكس ضرورة مكافحة مرض سرطان الثدي، وأن المصابة تبقى جميلة حتى مع فقدان شعرها خلال مراحل العلاج.
وتقول ساندي عادل، إحدى المتطوعات داخل مستشفى "بهية"، لبوابة "العين" الإخبارية: دورنا هنا لا يقتصر على بث الأمل في نفوس المصابات بالمرض، ومساعدتهن على تجاوز هذه المرحلة، لكنه يمتد للواتي يحضرن لأول مرة للكشف المبكر، نرحب بهن ونرشدهن إلى المكان المخصص لحالتهن، ونجعلهن لا يهبْن مثل هذه الخطوة.
تتابع ساندي التي بدت على قناعة بدورها الذي لا يقل أهمية عن العلاج الكيماوي على حد قولها: الدعم النفسي للسيدات هو أهم بكثير من أي شيء آخر، حتى إن أي علاج بدونه يكون ناقصا.. هم بحاجة لنا ونحن بحاجتهن لكي نتعلم كيف يكون الصبر.
وتتفق "زهراء ماهر"، وإحدى المتطوعات، مع "ساندي"، فتقول: نسعى بكل ما أوتينا من جهد أن نخفف عنهن آلام المرض، وندخل الفرحة على قلوبهن، المشاركة النفسية أهم ما يمكن تقديمه لأي مريض، خاصة مريض السرطان.
وتتابع الفتاة الثلاثينية شارحة سبب اختيارها للتطوع منذ 3 أشهر: في الأساس كنت أبحث عن عمل خير ابتغاء مرضاة الله، وفكرت أن أفضل عمل يكون للضعيف، والضعف ذروته المرض والآلام فاخترت أن أكون متطوعة؛ لعلّي أستطيع تقديم أي عون لهن.
كل بهية.. قصة معافرة
لم تكن حكاية مجموعة من السيدات ممن يعافرن المرض هي أبرز ما يمكن أن يشاهده زائر مستشفى بهية للاكتشاف المبكر وعلاج السرطان، بل قرار الذهاب إلى المستشفى في الأساس، هو الأصعب لكثير من السيدات اللواتي التقتهم بوابة "العين" الإخبارية؛ فبين التردد ومخاوف الإصابة بالمرض، كثير من المعافرة.
وتروي زيزي السيد لبوابة "العين" الإخبارية رحلتها قائلة: كنت أشعر بألم منذ 5 أشهر، وعندما ذهبت لدكتور الجراحة في مدينة الإسكندرية (شمالي البلاد) وجّه لي اللوم والعتاب لأنني تركت نفسي مع هذا الألم كل هذه المدة قبل أن أقرر المجيء للقاهرة والبدء في مراحل العلاج.
واكتشفت زيزي أنها تعاني من سرطان الثدي، وتحتاج إلى جراحة، ما دفعها للمجيء لمستشفى بهية، وقالت: مع أول يوم لي هنا رحبوا بي بدءًا من دكتور التحاليل وحتى القائمين على الأشعة المقطعية، شعرت أنني وسط أسرتي، ورغم أنني في انتظار إجراء عملية لكنني كنت متفائلة.
وتوجه السيدة الخمسينية رسالة مقتضبة لكل سيدة تعاني من أعراض المرض: أقول لمن تخاف لا تخافي.. أنا كنت مثلكِ وتأخرت لأنني كنت خائفة.
ليست زيزي وحدها التي حضرت من محافظة أخرى غير العاصمة، لكن عشرات السيدات غيرها حضرن من محافظات عدة، بعضها في الصعيد، وأخريات غير مصريات يقمن في القاهرة، يسألن عن كيفية الكشف المبكر، أو عن مراحل العلاج سواء الكيماوي أو الإشعاعي.
رحاب محمود، سيدة أربعينية، تعاني من ورم حميد في الثدي، تقول لبوابة "العين" الإخبارية: جئت إلى هنا منذ عامين، في عامي الأول كانت مجرد متابعة وفي العام الثاني احتجت إلى علاج وبالفعل تلقتيه هنا في الوقت الحالي.
تبتسم رحاب وهي تتحدث عن مرضها مفسرة ذلك بأن "الأمل وحده جعلها تشعر أنها في نعمة"، مضيفة أن "هذا الأمل كانت بهية تقف وراءه منذ دخولها المستشفى حيث يتعامل معاها الجميع بكل الإمكانيات المتاحة من أدوية لجراحة لدعم نفسي.
"الابتسامة لا تفارقهم، بدءا من الممرضات للأطباء، للعاملين في الاستقبال، الجميع يتعامل بأسلوب جميل وراقٍ، وأي شيء يحتاجه المريض يقدمونه لهم بكل سلاسة".. هكذا تتفق رحاب وغيرها من النساء في المستشفى، فتقول "هدى إبراهيم": الجميع هنا على أتم استعداد، والأطباء ممتازون.
وتتابع "هدى": كل سيدة تجاوزت الأربعين يجب أن تقوم بكشف دوري كل 6 أشهر.. وإن شاء الله لا يوجد خوف، وهناك علاج وأفضل أطباء وأدوية.
طريق العلاج يبدأ بخطوة
فاطمة حسن مسؤولة العلاقات العامة بمستشفى بهية، أوضحت لبوابة "العين" الإخبارية أن الهدف من المستشفى هو الكشف عن مرض السرطان في المقام الأول، قائلة: "لو قدرنا نكشف الموضوع في بدايته تكون فرصة العلاج أكبر، وبالتالي هدفنا زيادة الوعي عند الناس بأهمية الكشف المبكر على السرطان".
ووفق آخر الإحصائيات، فإن واحدة من بين 8 سيدات تكون عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فيما يعد سرطان الثدي أكثر أنواع سرطانات النساء شيوعا، إذ يمثّل 16% من جميع السرطانات التي تصيبهن.
ندوات توعية، ومحاضرات في أوساط الشباب، وغيرها من الفاعليات التي تلجأ لها "بهية" للوصول للسيدات التي وصلت إلى سن لإقناعهن بضرورة الكشف المبكر، بحسب فاطمة التي ترى أن طريق العلاج يبدأ بخطوة وهي الكشف المبكر.
وتلي مرحلة الكشف المبكر في حالة الإصابة، تحديد العلاج المناسب لكل مريضة، بواسطة لجنة طبية من داخل المستشفى، سواء كان كيماويا يتكون من عدة جلسات، أو إشعاعيا بعد تلقي العلاج الكيماوي، أو ما إذا كانت في حاجة إلى تدخل جراحي، وهو الأمر الذي يتوقف على مدى انتشار المرض، والعلاج المناسب لمجابهته به.
وخلال زيارة بوابة "العين" الإخبارية لمستشفى بهية، قدمت صحفيات "بوابة العين" مجموعة من باقات الزهور للمرضى وتمنين الشفاء العاجل لكل بهية مصرية
ويخصص شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام للتوعية بسرطان الثدي، انطلاقا من مبادرة دولية للتوعية بالمرض، ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
قصة بهية
وتعود قصة إنشاء مستشفى بهية إلى سيدة ميسورة الحال تدعى بهية وهبي التي أصيبت بمرض السرطان، وعانت خلال فترة علاجها، وتوفيت بعد فترة، ما دفع عائلتها إلى التفكير في حال لأسر الفقيرة وكيف يتحملوا نفقات العلاج الباهظة، فقرروا إقامة مستشفى متخصص في علاج سرطان الثدي للسيدات بالمجان في نفس مكان فيلتها.