سرطان الثدي يصيب الرجال أيضا.. فئات في دائرة الخطر
أسباب إصابة الرجال بسرطان الثدي غير واضحة لكن هناك نحو 520 وفاة تحدث بين الذكور بسبب هذا المرض وفقا لإحصائيات جمعية السرطان الأمريكية
كثيرون يعتقدون أن مرض سرطان الثدي يصيب النساء فقط، وهذا حقيقي جزئيا، فهو يحدث بشكل رئيسي عند النساء، لكن يمكن أن يُصاب به الرجال أيضا وإن كانت النسبة ضعيفة.
ومن المعروف أن هذا النوع من السرطان يحدث عندما تبدأ خلايا الثدي بالخروج عن السيطرة، وعادة ما تشكل هذه الخلايا ورما يمكن رؤيته غالبا على الأشعة السينية أو الشعور به على شكل كتلة، وقد يتحول إلى سرطان خبيث إذا كانت الخلايا يمكن أن تغزو الأنسجة المحيطة أو تنتشر إلى مناطق بعيدة من الجسم.
وغالبا لا يدرك معظم الرجال أنهم يولودون بكمية صغيرة من أنسجة الثدي تتكون من بضع قنوات تقع تحت الحلمة والمنطقة المحيطة بها، لكنها لا تنمو لأنهم يملكون مستويات منخفضة من الهرمونات الأنثوية، لكن هذه الأنسجة يضربها الورم حال الإصابة به.
مرض نادر
الدكتور محمد جميل، أستاذ الجراحة بمعهد الأورام القومي التابع لجامعة القاهرة المصرية، قال إن سرطان الثدي لدى الرجال مرض نادر جدا، وكشف أن إصابات الذكور لا تتعدى 1% من نسبة إصابة النساء بهذا المرض.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" عدم وجود أسباب واضحة لإصابة الذكور بسرطان الثدي، خاصة أن الهرمون المسبب للمرض (الأستروجين) موجود لدى النساء فقط، إذ يؤدي إلى تنشيط الخلايا فيحدث الورم.
وعن أعراض السرطان لدى الذكور، قال الطبيب المختص: "من أبرز العلامات الواضحة للإصابة بالمرض وجود ورم أسفل الحلمة تحت الجلد مباشرة بحجم من 1 إلى 2 سنتيمتر"، مطالبا أي رجل يشعر بورم في هذا المكان الخضوع للفحص الفوري.
وذكر أن الرجال المصابون بسرطان الثدي يخضعون للعلاج بالطريقة ذاتها التي تعالج بها النساء باستثناء "العلاج التحفظي" إذ يجرون استئصال كامل للثدي، مشيرا إلى أن العامل الوراثي لا يلعب دورا في الإصابة بهذ المرض؛ لذا لا خوف من انتقال هذا النوع من السرطان إلى الأبناء.
الأنواع
وفقا لإحصائيات جمعية السرطان الأمريكية، فإن نحو 520 وفاة تحدث بين الرجال بسبب سرطان الثدي، وذكرت أن خطر الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للرجال على مدار حياتهم يبلغ نحو 1 من كل 833.
وأوضحت أن هذا المرض أقل شيوعا بين الرجال البيض بنحو 100 مرة منه بين النساء البيض، بينما هو أقل شيوعا بين الرجال السود بنحو 70 مرة من النساء السود،
وعددت أنواع سرطان الثدي عند الرجال، موضحة أن الأكثر شيوعا هو سرطان الأقنية الموضعي، وسرطان الأقنية الغازية، وسرطان الفصيص الغازي.
أما الأنواع الأقل شيوعا لدى الذكور هي سرطانات الثدي، مثل الأورام اللحمية، وفيلوديس، ومرض باجيت، والساركوما الوعائية التي تبدأ في خلايا العضلات، أو الدهون، أو النسيج الضام.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون ورم الثدي الواحد مزيجا من أنواع مختلفة، وأيضا في بعض الأنواع النادرة جدا قد لا تشكل الخلايا السرطانية كتلة أو ورما على الإطلاق.
فئات في خطر
سرطان الثدي لدى الرجال من الأمراض المحيرة للأطباء والباحثين حتى الآن، إذ لا توجد أسباب واضحة للإصابة، والغريب أن بعض الذكور الذين لديهم واحد أو أكثر من العوامل التي ترفع خطر الإصابة لا يصابون بالمرض أبدا، في حين أن معظم المصابين به ليس لديهم عوامل خطر واضحة.
لكن بشكل عام هناك فئات عدة مرشحة للإصابة طبقا لما استنتجه الباحثون بعد إجراء دراسات عدة للكشف عن تأثير نمط الحياة والعادات المختلفة على رفع خطر الإصابة، خاصة تأثير ممارسة الرياضة وزيادة الوزن والنظام الغذائي.
ووجد الباحثون أن العديد من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور ترتبط بمستويات الهرمونات الجنسية في الجسم، وأيضا الشيخوخة كونها عامل خطر مهم لتطور المرض، إذ يبلغ عمر الرجال المصابين بسرطان الثدي 72 عاما عند تشخيصهم.
ومن المرجح أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يزيد من مخاطر الإصابة به، إذ كشفت الدراسات أن نحو 1 من كل 5 رجال مصابين بسرطان الثدي لديهم قريب، ذكر أو أنثى، مصاب بهذا المرض.
كما أن الرجال المصابون بطفرة في جين "BRCA2" لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بسرطان الثدي، وأيضا من يعانون من متلازمة كلاينفلتر (حالة خلقية موجودة عند الولادة تصيب 1 من كل 1000 رجل)، فضلا عن الذين عولجت منطقة الصدر لديهم بالإشعاع كعلاج سرطان في الصدر أو الغدد الليمفاوية.
وتوقع الباحثون أن يلعب تناول الكحول دورا مهما في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال، وأيضا من يعانون من أمراض الكبد خاصة التليف، كون هذا العضو المسؤول الأول في الجسم عن موازنة مستويات الهرمونات الجنسية.
أظهرت الدراسات أن السمنة عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي عند الذكور بسبب أن الخلايا الدهنية في الجسم تحول هرمونات الذكورة (الأندروجينات) إلى هرمونات أنثوية (الإستروجين). وهذا يعني أن الرجال البدينين لديهم مستويات أعلى من هرمون الاستروجين في أجسامهم.
وأخيرا ذكر الباحثون أن الرجال الذين خضعوا للعلاج بالإستروجين معرضون للإصابة بسرطان الثدي، فضلا عن بعض الحالات المرضية مثل وجود خصية معلقة أو استئصال الخصية جراحيا تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة.
الثدي الحميد
يمكن أن يعاني الرجال أيضا من بعض اضطرابات الثدي الحميدة (غير السرطانية)، والتثدي هو أكثر اضطرابات الثدي شيوعا عند الذكور، إنه ليس ورمًا بل زيادة في كمية أنسجة ثدي الرجل، ويظهر على شكل نمو يشبه الزر أو القرص تحت الحلمة والهالة المحيطة بها، ويمكن الشعور به وأحيانا رؤيته.
والتثدي شائع بين المراهقين لأن توازن الهرمونات في الجسم يتغير خلال فترة المراهقة، كما أنه شائع عند الرجال الأكبر سنًا بسبب التغيرات في توازن الهرمونات لديهم.
وهناك أنواع عديدة من أورام الثدي الحميدة (كتل أو كتل غير طبيعية من الأنسجة)، مثل الأورام الحليمية والأورام الغدية الليفية، لكنها لا تنتشر خارج الثدي ولا تهدد الحياة، ومن المهم معرفة أن أورام الثدي الحميدة شائعة عند النساء لكنها نادرة جدا عند الرجال.
وغالبا الرجال الذين أصيبوا بسرطان الثدي لديهم خطر أكبر للإصابة بأنواع معينة من السرطان، منها:
- سرطان ثدي ثانٍ (هذا يختلف عن السرطان الأول الذي عاد).
- سرطان الأمعاء الدقيقة.
- سرطان المستقيم.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان البروستات.
- سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية.
- اللوكيميا النخاعية.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز