ترشح مهندس «بريكست» لانتخابات بريطانيا.. «انتكاسة» لسوناك؟
في حدث اعتبر «انتكاسة جديدة» لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، دخل نايجل فاراج، الناشط المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على خط الترشح للانتخابات المرتقبة.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الإعلان الذي وصفته بـ«المفاجئ» من فاراج، والذي يمثل حركة يمينية متشددة متمردة تقوم بحملات للحد من الهجرة، سيجعل الأمر أكثر صعوبة على رئيس الحكومة البريطانية وحزبه؛ كونه سيحصل على من تلك التي كانت ستذهب لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا.
كان فاراج، الذي يعد أحد أكثر السياسيين البريطانيين نفوذا في جيله، ويمارس ضغوطا على سلسلة من رؤساء الوزراء لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الاتحاد الأوروبي ومعالجة قضية الهجرة، أحد مهندسي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي دعمته أغلبية ضئيلة من البريطانيين في استفتاء عام 2016.
ويعتقد بعض المحللين أن القرار السابق الذي اتخذه فاراج بعدم الترشح هذا العام قد استنزف الزخم لدى حزبه، (حزب الإصلاح في المملكة المتحدة).
وكان فاراج قال الشهر الماضي إنه لن يسعى للحصول على مقعد برلماني لأنه يريد إعطاء الأولوية لدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ كونه (فاراج) حليفًا قديمًا للرئيس السابق وقام بحملة لصالحه في عامي 2016 و2020.
لكن يوم الإثنين تراجع فاراج عن قراره، قائلاً إنه سيتولى منصب زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة للسنوات الخمس المقبلة وسيترشح لمقعد في البرلمان.
وقال: «لقد غيرت رأيي، إنه مسموح، كما تعلمون. سوف أترشح في هذه الانتخابات»، مشيرًا إلى أنه سيرشح نفسه في كلاكتون، وهي منطقة ساحلية حيث الدعم قوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا الإعلان عشية أحد أكبر الأحداث في حملة الانتخابات العامة البريطانية حتى الآن: مناظرة متلفزة ليلة الثلاثاء بين سوناك وكير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض.
ماذا يعني ترشح فاراج؟
ويتعرض سوناك بالفعل لضغوط كبيرة، مع تراجع حزب المحافظين بشكل سيئ في استطلاعات الرأي، وبعد بداية حملته الانتخابية التي كانت «مليئة بالزلات»، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتقول «نيويورك تايمز»، إن تغيير موقف فاراج قد يفاقم الآفاق المستقبلية لرئيس الوزراء، لأنه، وفقًا للمحللين، يهدد حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بأخذ عدد كبير من الأصوات من المحافظين.
وحتى الآن، يبدو أن الكثير من استراتيجية سوناك الانتخابية كانت موجهة نحو استعادة المؤيدين المحتملين من حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، مما حفز ناخبيه اليمينيين الأساسيين على المشاركة وتجنب هزيمة كبيرة.
لكن يوم الإثنين ادعى فاراج أن المحافظين مقدر لهم أن ينجرفوا في موجة من ازدراء المؤسسة السياسية وأنهم «على وشك الانهيار التام».
وعلى الرغم من مكانة فاراج وشعبيته على يمين السياسة البريطانية، فإن النجاح الانتخابي في كلاكتون، حيث يعتزم الترشح، ليس مضمونا، بحسب «نيويورك تايمز»، التي قالت إنه لم يتم انتخابه قط لعضوية البرلمان البريطاني في وستمنستر رغم محاولته سبع مرات في السابق، في وقت كان فيه عضوا في البرلمان الأوروبي، قبل خروج بريطانيا من القارة العجوز.
وبموجب النظام الانتخابي البريطاني الذي يقوم على أن الفائز يحصل على كل شيء، يواجه المرشحون من الأحزاب الصغيرة صعوبات لأنهم بحاجة إلى الحصول على أكبر حصة من الأصوات في المنطقة التي يسعون لتمثيلها.
ومع ذلك، يبدو أن فاراج قد حسب أن لديه فرصة للفوز في كلاكتون، وهي بلدة مؤيدة بشدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتقع على بعد حوالي 80 ميلاً شمال شرق لندن. وكان يمثلها في السابق أحد المشرعين من حزب استقلال المملكة المتحدة، الذي قاده فاراج ذات مرة والذي قام بحملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع تأخر حزب المحافظين في استطلاعات الرأي، توقع فاراج هزيمة كبيرة لحزب سوناك، حتى إنه توقع أنها قد تكون على نطاق تلك التي عانى منها المحافظون التقدميون في كندا في عام 1993.
وفي مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية، قال فاراج إنه أطلق على حزبه اسم الإصلاح في المملكة المتحدة على اسم الحزب الكندي المتمرد الذي يحمل نفس الاسم.
ولفاراج معجبون من يمين حزب المحافظين، بما في ذلك جاكوب ريس موغ، الوزير السابق في الحكومة الذي دعا إلى دعوة فاراج للترشح كمشرع عن حزب المحافظين.
وفي الانتخابات العامة لعام 2019، لم يقدم حزب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرشحين في العديد من الدوائر الانتخابية البرلمانية. وكان ذلك لمساعدة بوريس جونسون، زعيم حزب المحافظين السابق، الذي كان وعده الانتخابي هو «إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي»، والذي حقق فوزا انتخابيا كبيرا.
لكن ريتشارد تايس، زعيم «الإصلاح» السابق في المملكة المتحدة، قال إنه لن يكون هناك تكرار لهذه الصفقة، ووعد بمحاربة المحافظين في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز.