كيف سيؤثر "البريكست" سلبا على الأندية الإنجليزية؟
قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" قد تكون له عدة آثار سلبية على الأندية الإنجليزية خلال الفترة المقبلة
بات من المنتظر أن يكون لتطبيق اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" العديد من النتائج السلبية على الصعيد الكروي، خاصة على الأندية الإنجليزية، التي ينتمي الكثير من لاعبيها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ومن أكثر المشاكل التي ستكون مثيرة للجدل في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأندية الإنجليزية مسألة تعاقد تلك الأندية مع لاعبين أقل من سن 18 سنة.
وكانت أندية الدوري الإنجليزي، وتحديداً مدارس مانشستر يونايتد وأرسنال، في عهد المدربين المخضرمين أمثال الثنائي أليكس فيرجسون وأرسين فينجر، ذات نظرة ثاقبة دوما في اختيار اللاعبين الصغار والناشئين أقل من 18 سنة، قبل تقديمهم للفريق الأولى.
ويعد أبرز هؤلاء الفرنسي بول بوجبا الذي انضم لليونايتد في 2011 قادماً من لوهافر الفرنسي وهو في سن 17 سنة، وكذلك الإسباني سيسك فابريجاس الذي انضم من برشلونة الإسباني إلى أرسنال في سن 16 سنة.
وعن تأثيرا "البريكست" على ذلك الأمر، قال جاك كوهين المحامي البريطاني المتخصص في الرياضة: "هناك حيرة كبيرة، لكني أنصح الأندية لو لديكم إيمان ما بلاعب بعينه ودرستم كل ما يتعلق بضمه، فلا تتركوا الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)".
وبحسب ما ذكرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن هناك حالة من الحيرة بشأن التعاقد مع لاعبين أقل من 18 سنة، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيحرمها من التعاقد مع لاعبين أقل من هذه السن، وهذا ما يعتقده المحامون الرياضيون، بينما لا يدركه مسؤولو الأندية أنفسهم.
وتنص لوائح الفيفا على عدم إمكانية أن يتعاقد نادٍ من خارج الاتحاد الأوروبي مع لاعبين أقل من 18 سنة.
تعليق الفيفا
وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتأثيره على مسألة تعاقد الأندية التابعة للمملكة المتحدة مع لاعبين أقل من 18 عاما، علق المتحدث الرسمي للفيفا على تلك الجدلية، قائلاً: "لست هنا للتعليق على المادة 19، المادة التي تنص على عدم إمكانية انتقال لاعبين تحت 18 عاما من بلد لآخر ليس تحت مظلة الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "حماية القصر عنصر أساسي في الإطار التنظيمي للوائح في الفيفا، والتنفيذ الفعال للوائح ذات الصلة يعد أمرا بالغ الأهمية".
أزمة جديدة للأندية
ويخطط الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى تقليص عدد اللاعبين الأجانب من 13 إلى 17 لاعبا، وهو ما انتقدته رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويستهدف الاتحاد الإنجليزي من هذا الأمر زيادة عدد اللاعبين الإنجليز في البريمييرليح، حتى يصب ذلك في صالح منتخب إنجلترا، الذي عانى على مدار سنوات طويلة من قلة اللاعبين الإنجليز الأكفاء.
لكن هذا الأمر، ترفضه رابطة البريمييرليج، خاصة أنه يأتي بالتزامن مع البريكست، وما سيتبعه ذلك من احتمالية معاملة اللاعبين الأوروبيين على أنهم أجانب وليسوا مواطنين، كما كان الحال، حينما كانت بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي.
ووصفت رابطة البريمييرليج اقتراح الاتحاد الإنجليزي بالمتطرف، حيث تخشى أن يؤثر ذلك على قدرة المسابقة على جذب أفضل اللاعبين في العالم، ومن ثم قلة قدرتها الخاصة على المنافسة في البطولات القارية للأندية.
تصاريح العمل
تنص المادة 45 من معاهدة العمل في الاتحاد الأوروبي على أن من يحملون جنسية الاتحاد الأوروبي يحق لهم العمل بلا تصاريح في الدول الأوروبية الأخرى ويحملون نفس حقوقهم.
وبالتالي، فإن اللاعبين غير الإنجليز من أوروبا ستنطبق عليهم المعايير والشروط التي تطبق على اللاعبين الأفارقة واللاتينيين من ناحية اشتراط المشاركة في 30% من المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم.
فضلا عن ذلك، فإنه إذا كان ترتيب منتخب اللاعب الذي يريد النادي الإنجليزي ضمه في تصنيف الفيفا بين 31 و50 عالميا، فإنه يجب أن يشارك في 75% من مباريات منتخب بلاده.
ومن ثم، فإن تلك القيود إن حدثت ستؤثر على جاذبية الأندية الإنجليزية وكونها الوجهة الأفضل لكبار لاعبي القارة الأوروبية، وستترتب عليها حقوق البث التليفزيوني، خاصة أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأكثر جنياً للأموال من بين الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى (إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا) في هذا الصدد.
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز