تدريس اللغة الصينية في الإمارات.. جسر ثقافي يقرب المسافات
تتمتع دولة الإمارات والصين بعلاقات صداقة قوية تستند إلى روابط ثقافية واقتصادية تاريخية وذلك منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية في عام 1984.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات متميزة مع جمهورية الصين الشعبية في مجالات حيوية عدة منها التعليم، إذ تسعى وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات من خلال خططها المستقبلية إلى زيادة حجم التعاون والتبادل المعرفي مع الجانب الصيني بما يسهم في رفد المورد البشري المواطن بمقومات الريادة والاستمرارية في خطط التنمية.
أول مدرسة صينية على مستوى المنطقة في أبوظبي
في 2010، تم افتتاح أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتدريس اللغة الصينية في أبوظبي والتي تهدف إلى إعداد قاعدة وطنية من الكوادر المتخصصة بحيث تشكل جسراً لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي.
مشروع تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة
في 2019 انطلق "مشروع تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة"، واستقطب حتى اليوم أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف الإمارات، ما يعكس الاهتمام الكبير من قبل الطلاب الإماراتيين بتعلم اللغة الصينية كجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين البلدين.
وفي مايو/ أيار 2024، أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحماس طلاب "مشروع تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة"، بدولة الإمارات، معرباً عن ترحيبه بشغفهم لتعلم اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية.
جاء ذلك في رسالة وجهها الرئيس الصيني إلى الطلاب الإماراتيين، نقلتها مجموعة الصين للإعلام، رداً على رسائل كانوا قد بعثوا بها إليه، أعربوا فيها عن إعجابهم بالحضارة الصينية، وتطلعهم لأن يكونوا جسورا للتواصل والصداقة بين البلدين.
وعبّر الرئيس الصيني في رسالته عن تقديره العميق لتجاوب الطلاب الإماراتيين مع مشروع تعليم اللغة الصينية، الذي أطلق قبل 5 سنوات، ونوّه بالنجاح الكبير الذي حققه المشروع في نشر اللغة والثقافة الصينية.
ودعا الرئيس شي جين بينغ الطلاب الإماراتيين إلى مواصلة التعمق في دراسة اللغة الصينية وفهم الثقافة الصينية العريقة، ليكونوا سفراء للتواصل بين البلدين، وجيلاً جديداً يسهم في ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والإمارات.
وشجع الرئيس الصيني الطلاب الإماراتيين على زيارة الصين والدراسة في جامعاتها والتفاعل مع الشباب الصيني، ليكونوا حلقة وصل أساسية في مسيرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو آفاق أرحب.
5 لغات رسمية
وتعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية في دولة الإمارات، وتستخدم في المحاكم 5 لغات رسمية أخرى هي الصينية والإنجليزية والفرنسية والهندية والروسية، وكل علامات الطرق وحركة المرور مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، ومن اللغات الأخرى التي يتم التحدث بها على نطاق واسع في دولة الإمارات اللغة البنغالية والفارسية والملايالام والتركية والأردو.
أول مدرسة صينية رسمية خارج الصين
في 2 سبتمبر/ أيلول 2020، أعلنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عن افتتاح أول مدرسة صينية رسمية خارج الصين في دبي مع انطلاق العام الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل، بطاقة استيعابية تُقدّر بحوالي 2000 مقعد دراسي مع اكتمال التشغيل.
وكان الافتتاح خطوة تعكس عمق ومتانة روابط الصداقة والتعاون بين الصين ودولة الإمارات، وشكل إضافة نوعية إلى منظومة التعليم الخاص في دبي، وذلك من خلال تبادل تجارب التعليم والتعلُّم مع مدارس أخرى في الإمارة، فضلا عن توفير خيارات وفرص جديدة للتعليم عالي الجودة لأبناء الجالية الصينية في دولة الإمارات.
وتطبق المدرسة الجديدة، الواقعة في منطقة مردف، المنهج التعليمي المُعتمد في مدينة هانجتشو الصينية بمواده الدراسية المتنوعة وتضم اللغة الصينية الرسمية "الماندرين" والعلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة والتربية الأخلاقية والرياضية والفنون وغيرها.
وتقدم منهاجاً تعليمياً يشمل تدريس اللغة الصينية الرسمية "الماندرين" والعلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة والتربية الأخلاقية والرياضية والفنون وغيرها. كما تدرس اللغة العربية للطلاب كلغة ثانية، بالإضافة إلى الدراسات الاجتماعية والإسلامية، وذلك طبقاً للمعايير المُعتمدة من وزارة التربية والتعليم الإماراتية.
مدرسة حمدان
في 2006، افتتحت مدرسة حمدان بن زايد في أبوظبي بمنطقة المشرف بـ 20 طالباً وطالبة فقط، شكلوا أول دفعة لها، حيث وفرت لهم المدرسة تجربة تعليمية تعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات، حيث طبقت "نظام التعليم ثلاثي اللغة" منذ بداية الالتحاق بالمدرسة في مرحلة رياض الأطفال.
وتميزت مدرسة حمدان بن زايد في أبوظبي عن باقي المدارس، بكونها المدرسة الحكومية الوحيدة التي تدرّس فيها اللغة الصينية، إضافة إلى العربية والإنجليزية (ثلاثية اللغة)، وتتضمن جميع المراحل الدراسية للذكور والإناث في مبنى واحد، كما تهدف المدرسة إلى تفاعل الطلبة وأسرهم مع الثقافات العالمية، ومن بينها الثقافة الصينية بحضارتها وتقاليدها العريقة.
إدخال اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم
في 2019، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات ومعهد كونفوشيوس/ هانبان بشأن إدخال اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم في مدارس الدولة.