عقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ٢٠ للحزب الشيوعي الصيني في بكين خلال الفترة من 15 إلى 18 يوليو/تموز 2024.
جاء هذا الاجتماع في وقت حرج تواجه فيه الصين بيئة دولية معقدة وصعبة، ومهام شاقة في الإصلاح والتنمية والاستقرار الداخلي.
سنعرض لكم خلال السطور القادمة النقاط الرئيسية وأهمية هذا الاجتماع بناءً على محتوى البيان.
منذ انطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، حققت الصين إنجازات هائلة، ولكن مع التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية، أصبح من الضروري تعميق الإصلاح الشامل لدفع التنمية عالية الجودة، وهي المهمة الأساسية لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل كامل.
شدد البيان على ضرورة قيادة الإصلاح من خلال مفهوم التنمية الجديد وتعميق الإصلاح الهيكلي على جانب العرض وتحسين آليات تشجيع وضبط التنمية عالية الجودة، خاصة ضرورة تعزيز مرونة سلسلة الصناعة وسلسلة التوريد وتعزيز التكامل العميق بين الاقتصاد الفعلي والاقتصاد الرقمي.
وتهدف هذه التدابير إلى تحسين جودة وفاعلية التنمية الاقتصادية، ودفع التحول من النمو السريع إلى التنمية عالية الجودة.
وشدد البيان على ضرورة تنفيذ مفهوم التنمية الجديد بشكل كامل ودقيق وشامل، مع الالتزام بالإيقاع العام للعمل الذي يعتمد على الاستقرار والتقدم.
ويتضمن مفهوم التنمية الجديد الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة، وهو ملخص علمي للممارسة التنموية الحالية في الصين.
إن الالتزام بهذه المفاهيم يساعد على حل مشاكل التنمية غير المتوازنة وغير المنسجمة ويدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ذات الجودة العالية.
تم تصنيف إصلاح النظام الاقتصادي كقوة دافعة للإصلاح الشامل.. منذ بدء سياسة الإصلاح والانفتاح، حققت الصين نموا اقتصاديا سريعا، لكنها تواجه أيضا مشكلات مثل كفاءة تخصيص الموارد المنخفضة ونقص آليات السوق المتكاملة.
أشار البيان إلى ضرورة تفعيل دور آلية السوق بشكل أفضل وخلق بيئة سوق أكثر عدالة وحيوية لتحقيق أفضل كفاءة في تخصيص الموارد وأعلى فعالية اقتصادية، وهذا يعني أن الصين ستواصل دفع الإصلاحات نحو مزيد من التوجه السوقي، وتحسين النظام الأساسي لاقتصاد السوق، وبناء سوق وطنية موحدة.
وأوضح البيان أن تطوير الديمقراطية الشعبية الشاملة هو جوهر التحديث الصيني النمط، ويجب الالتزام بتحسين النظام السياسي الاشتراكي الصيني وتطوير أشكال الديمقراطية على مختلف المستويات.
الديمقراطية الشعبية هي روح الاشتراكية، وتطوير الديمقراطية الشعبية الشاملة يسهم في ضمان حكم الشعب وزيادة تماسك المجتمع، من خلال تحسين آليات الديمقراطية التشاورية والنظام الديمقراطي على المستوى القاعدي، يمكن الاستفادة بشكل أفضل من إيجابيات وابتكارات الشعب، وإن ضمان وتحسين رفاهية الشعب هو مهمة رئيسية للتحديث الصيني النمط.
وشدد البيان على ضرورة الالتزام بمبدأ العمل حسب الإمكانيات وتحسين نظام الخدمات العامة الأساسية، وحل مشكلات الشعب الأكثر إلحاحًا، وتعتبر مسألة الرفاهية مسألة جوهرية لتحقيق الاستقرار الوطني.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يتناغم فيه الإنسان والطبيعة، كما أشار البيان إلى ضرورة تحسين نظام الحضارة البيئية، وتعزيز الحد من الكربون والتلوث والتوسع الأخضر والنمو بشكل متزامن، ومواجهة التغير المناخي بنشاط، ويعد بناء الحضارة البيئية ليس فقط ضروريًا لتحقيق التنمية المستدامة، ولكنه أيضًا يتعلق بجودة حياة الشعب، من خلال تعميق إصلاح النظام البيئي، ويمكن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة ومستدامة، وتحقيق التوازن بين البيئة الطبيعية والنمو الاقتصادي.
الانفتاح هو العلامة البارزة للتحديث الصيني النمط، حيث شدد البيان على ضرورة الالتزام بسياسة الانفتاح كسياسة أساسية، واستخدام الانفتاح لتعزيز الإصلاح، والاعتماد على السوق الضخم للصين لتعزيز التعاون الدولي ورفع مستوى الانفتاح.
لا يساهم الانفتاح فقط في جذب الاستثمارات والتكنولوجيا والخبرات الإدارية، بل يعزز أيضا تنافسية الشركات المحلية، من خلال تعميق إصلاح نظام التجارة الخارجية ونظام إدارة الاستثمار الأجنبي، وستواصل الصين الاندماج في النظام الاقتصادي العالمي والمشاركة في إدارة الاقتصاد الدولي.
في الختام، يمثل البيان الختامي للجنة المركزية الـ٢٠ للحزب الشيوعي الصيني في دورتها الكاملة الثالثة خطة شاملة لتعميق الإصلاح الشامل وتعزيز التحديث الصيني النمط.
ويتطلب تحقيق هذه الأهداف جهودا متضافرة من جميع فئات المجتمع الصيني، مع التركيز على الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة.
ومن خلال تنفيذ هذه الإصلاحات والسياسات، تهدف الصين إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية عالية الجودة، وتحسين رفاهية الشعب، وتعزيز مكانتها كقوة عالمية رائدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة